منطقة للتصنيع الزراعي في الأغوار.. بين الترحيب و الخوف من التعثر

الرابط المختصر

في ظل التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي، يرحب مزارعو بقرار الحكومة إنشاء منطقة للتصنيع الزراعي في الأغوار الوسطى، كخطوة واعدة لتعزيز الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل جديدة،مما قد يسهم في التخفيف من الأعباء التي يواجهها القطاع، الذي يعد من أبرز القطاعات الاقتصادية في المملكة.

يأتي هذا القرار ضمن جولات ميدانية للحكومة لمتابعة المشاريع التنموية والخدمية في مختلف مناطق المملكة، وخلال زيارة رئيس الوزراء جعفر حسان إلى الأغوار الشمالية والجنوبية، شدد على أهمية تحسين الخدمات وتوسيع المشاريع التنموية لخدمة المواطنين في تلك المناطق.

مع بداية كل موسم زراعي، يواجه مزارعون تحديات كبيرة دون حلول فعالة، من أبرزها شح المياه، وتداعيات التغير المناخي، والأمراض التي تصيب الأشجار وثمار، ونقص الأيدي العاملة، وارتفاع درجات الحرارة صيفا وموجات الصقيع شتاء.

من وجهة نظر المزارعين، فإن تنفيذ هذا المشروع قد يسهم في تحويل المنتجات الزراعية إلى سلع ذات قيمة مضافة، مما يعزز أرباح التجار ويقلل من الهدر الناتج عن ضعف وسائل التخزين، كما قد يخفف من الخسائر الناجمة عن الاختناقات التسويقية، والظروف الجوية التي ألحقت أضرارا بالمحاصيل في مواسم سابقة.


 

مبان مهملة دون تشغيلها

رغم هذا الترحيب بالمشروع وأهميته في توفير فرص عمل وتنمية منطقة وادي الأردن، يحذر رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن، عدنان الخدام، من تكرار تجربة المشاريع السابقة التي استغرقت أكثر من 15 عاما لإنجازها دون تشغيلها، مطالبا بضرورة المتابعة الجادة لضمان نجاح المشروع وتنفيذه على أرض الواقع.

يشدد خدام على أننا اليوم لا نحتاج إلى مشاريع تفتقر إلى التخطيط والدراسات الحقيقية، وتكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة دون جدوى، نحن بحاجة إلى نظام قائم على خطط مدروسة وجدوى اقتصادية واضحة لإنشاء المدن، هذه مسؤولية دولة وحكومة تتطلب التعاون الحقيقي والجاد بين القطاعين العام والخاص.

ويؤكد أن على الحكومة تنفيذ التوجهات الملكية التي وردت في كتاب التكليف، خصوصا ما يتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، موضحا أن الحكومة السابقة لم تنجح في تحقيق شراكة حقيقية، ولم تعمل على إنشاء مجالس شراكة بين القطاعين، مضيفا أن بعض الوزراء من الحكومة السابقة لا يزالون في مناصبهم الحالية.

إنشاء منطقة للتصنيع الزراعي في الأغوار يمكن أن يسهم في حل مشكلات القطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي واستعادة قيمة الإنتاج، بحسب خدام الذي يؤكد أن هناك العديد من المشاريع في الأردن على مدى الثلاثين عاما الماضية كانت مجرد مبان أنشئت دون أن يتم تشغيلها، ما تسبب في خسائر كبيرة للدولة.


 

ملامح المدينة الصناعية

في تصريحات لوزير الزراعة خالد الحنيفات يشير إلى أن مشروع إنشاء مدينة صناعية زراعية في الأغوار الوسطى، تهدف إلى تحقيق قيمة مضافة من خلال استيعاب فائض الإنتاج الزراعي، وتعزيز الأمن الغذائي، وخلق فرص عمل للأردنيين،  مؤكدا الوزير أن المشروع سينجز قريبا.

ويوضح أن المدينة ستوفر خدمات متعددة، منها جذب المستثمرين في مجال التصنيع الغذائي، مع التأكيد على الإعلان عن تفاصيل المشروع قريبا، كما ستسهم المدينة في معالجة التحديات التسويقية لبعض المنتجات الزراعية، خاصة الخضار والفواكه الطازجة.

هذا ويعتبر القطاع الزراعي من أبرز القطاعات الانتاجية الأساسية وركيزة في تحقيق الأمن الغذائي، ويساهم في تشغيل نسبة كبيرة من الأيدي العاملة الأردنية.

تشير دراسة للمركز الوطني لتنمية الموارد البشرية، بأن إجمالي الأردنيين العاملين في قطاع الزراعة بلغ في العام 2021 نحو 322.910 عمال، يشكلون 76 % من العمالة المشتغلة في القطاع. 

وتظهر الدراسة وعنوانها "الفجوة بين جانبي العرض والطلب في قطاع الزراعة"، أن تلك العمالة تعتبر الأكبر على مستوى العمالة الدائمة والمؤقتة والموسمية.