أحمد عطيات شاب يبدع بالرسم "بالمسمار والخيط"
أحمد عطيات شاب يبلغ من العمر 32 عاما يقيم في محافظة البلقاء مدينة السلط تحديدًا، أتقن موهبة الرسم بطريقة مختلفة مستخدما وسيلة تختلف عن الأقلام والألوان متجها نحو" المسمار والخيط" في رسم الشخصيات واللوحات المميزة التي حملت في طياتها القصص والذكريات التي جسدت بدايته في ذلك الطريق.
بدأت قصة الشاب محمد عطيات من حبه في فك الأشياء وتركيبها وامتهان الحرف اليدوية ، حيث كان يمتلك مشغل لصناعة التصاميم وطباعتها إلى أن بدأت جائحة كورونا التي أثرت على الوضع الإقتصادي والأعمال، توجه عطيات حينها إلى إستثمارا وقت فراغه في تعلم أشياء جديدة متمسكا بموهبته في الرسم والتصميم حيث بدأ بمشاهدة فيديو على منصة اليوتيوب يتحدث عن الرسم بإستخدام المسمار والخيط وأعجبته الفكرة في ذلك الوقت، حيث وجد الأدوات المستخدمة متوفرة لديه حينها فقام بالتجربة برسمة مضلعة ممثلة أشكال هندسية مثل الدائرة والمربع ، إلا أنها لم تطابق النتائج بنسبة كبيرة حينها قرر الممارسة والتوسع للوصول إلى الدقة في العمل والنتيجة المطلوبة.
تتم عملية رسم الشخصيات بطباعة الصورة المراد رسمها قبل البدء بعملية الرسم ومن ثم تثبيتها على لوح خشبي والبدء في تثبيت المسامير والخيطان حسب الملامح الموجودة بدقة عالية وتركيز كبير .
أما عن الرسمة المميزة التي يعتبرها محمد النقطة الفارقة في مسيرته وهي رسمة شخصية لجلالة الملك عبد لله الثاني ابن الحسين بمناسبة عيد ميلاده ومئوية المملكة الأردنية ، حيث قام برسمها في ساحة العين في مدينة السلط أمام متحف السلط التاريخي المعروف ب"بيت أبو جابر" مستحضرا إقامة جلالة الملك عبد لله الأول بيت أبو جابر ، واحتاجت الرسمة حينها 21 يوما من العمل المستمر .
يكمل عطيات حديثه أنه أعتبر هذه الموهبة متنفسا لما يكنه من أفكار ومشاعر ،معتبرًا الفن مساحة فارغة يمتلكها الفنان ويملأها بما لديه من فن ، وكان أول شخص عرض عليه نتائج لوحاته والدته "منور" التي أثنت عليه التوجه نحو إمتلاك بصمة خاصة في عالم الفن وشجعته للإستمرار والتقدم في هذا المجال.
طورت هذه الموهبة من شخصيتي من ناحية إمتلاكي هوية خاصة تمكنني من الإعتماد عليها في التعرف إلى المحيط وتكوين علاقات جيدة وتنمية مهارات التواصل لدي.
كما أرغب في إقامة معرض مختص في هذه اللوحات قريبا يحمل في طياته عدد من لوحاتي ولوحات المهتمين بهذا المجال ليكون مساحة للمهتمين بالتعرف لهذا المجال وأساسيات العمل به.
ويتابع عطيات برغبته إلى أن يكن هناك نوادي تختص بالأطفال لتعليم هذا الفن ، ويؤكد على رغبته في أن يكن معلما ومساعدا لكل من يجد بنفسه هذا التوجه ويرغب بالاستمرار به .
يذكر عطيات التحديات والصعوبات التي واجهته التي تمثلت بالتكلفة والمعدات الواجب توافرها للأعمال في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة والبطالة التي يعاني منها، نظرا لمحدودية فرص العمل وإعتمادها على المؤهلات العلمية والأكاديمية، كما أن التسويق لمثل هذه الحرف يستهدف فئة محدودة من الأشخاص يتمتعون بالوضع الاقتصادي الجيد والإهتمام بالفن الذي يتيح لهم إقتناء مثل هذه اللوحات المميزة.
شارك عطيات برسم لوحة مميزة أيضا في أحد المشاريع الشبابية على شارع الستين المطل على جبال فلسطين برسمه "قبة الصخرة" التي إحتاجت منه العمل ثلاثة أيام بشكل المستمر لتقديم مثل هذه اللوحة التي تحمل في ثناياها أبرز معاني الإيخاء والمحبة مستلهما في رسمها جبال فلسطين الحاضرة في قلوبنا جميعا.
أما عن الجانب التدريبي قدم عطيات دورة تدريبية للرسم بالمسمار والخيط من خلال مؤسسة ولي العهد إستهدف من خلالها اليافعين والشباب بين أعمار تتراوح بين (15-22) عامًا، حيث أنتجوا من خلال هذه الدورة صورة مميزة لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد لله قدموها للمؤسسة للتعبير عن شكرهم لجهودها في إقامة مثل هذه الدورة ، كما قدم دورة في مركز شابات الصوانية لعدد من الشابات المهتمين في مجال الرسم والتعلم.
يختم عطيات حديثه بنصيحة للشباب الذين يمتلكون الموهبة أيًّ كانت أن يعملوا على إكتشافها وعدم تهميش وجودها حتى تفتح لهم أبواب جديدة من العمل والإبداع ويستفيد منها الآخرون ، ويجب عليهم أيضا العمل على إيجاد سوق مناسب لتسويق أعمالهم ونفسهم للحصول على الدعم الذي يمكنهم من توسيع رقعه موهبتهم وإستثمارها جيدا.
كما يناشد عطيات مؤسسات المجتمع المدني أن تكن بدورها بوابات حاضنة للشباب تساعدهم في إكتشاف ذاتهم وتحقيق أنفسهم في مجالات عديدة لتكوين مجتمع قادر على خوض المنافسة وتكوين سوق إقتصادي حر منتج بسواعده .