قراءة في هجوم "مكتب المخابرات"

قراءة في هجوم "مكتب المخابرات"
الرابط المختصر

احتلت حادثة الهجوم المسلح على مكتب المخابرات العامة في لواء عين الباشا صبيحة أول أيام شهر رمضان، مساحة واسعة بين أعمدة كتاب الرأي والمقال في الصحف اليومية، في قراءة لأبعادها ودلالاتها ونتائجها في الشارع الأردني.

 

الكاتب فهد الخيطان، يرجح أن الهجوم يحمل بصمة واحدة هي بصمة "الإرهابيين"، مؤكدا أن أي تأويل أو تفسير للعملية سوى هذا التفسير، يندرج في سياق خدمة مخطط الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى بث الفرقة في صفوف الأردنيين.

 

ويذهب الخيطان إلى أن العملية تمثل "رد فعل يائس على الالتفاف الشعبي الواسع حول القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ودائرة المخابرات العامة تحديدا، بعد استشهاد الرائد راشد الزيود وإحباط العملية الإرهابية في إربد قبل أشهر".

 

ويشير إلى أن ما حصل لا يعد اختراقا أمنيا كبيرا، خاصة إذا ما قورن بعدد المحاولات التي تم إحباطها خلال العامين الأخيرين، "فقد أحبطت الأجهزة الأمنية 15 محاولة لتنفيذ عمليات إرهابية قاتلة".

 

فيما يرى الكاتب عمر عياصرة في الحادث دلالات يجب قراءتها بتمعن وطني شديد، مع ضرورة اعتماد رواية الدولة وعدم الانجرار وراء الإشاعات والمعلومات المغلوطة، وأهمها هي أننا معرضون نتيجة "جنون الحالة الإقليمية" لمحاولات اختراق قد تنجح وقد يفشل بعضها.

 

زمانيا، جاءت العملية، بحسب العياصرة، في غمرة إعلان الأردن من خلال احتفالات الاستقلال والمئوية، أننا بخير وأننا تجاوزنا الاختراقات، كما أنها لم تبتعد كثيرا عن عملية اربد الأخيرة.

 

"أما اختيار "عناصر المخابرات" كهدف للعملية ففي المسألة رمزية عالية، حيث "دائرة المخابرات" رأس الحربة في المواجهة الأردنية مع التنظيمات الإرهابية"، يضيف العياصرة.

 

من جانبه، يرى الكاتب المتخصص بشؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان، أن ما حدث في البقعة، أو قبلها في اربد، يمكن أن يحدث، أو يتكرر، في أيّ مدينة أو محافظة أردنية أخرى، وهو جريمة لا يمكن ضمان عدم حدوثها، أيّاً كانت قدرات وكفاءة الأجهزة الأمنية في أي دولة في العالم.

 

ويؤكد أبو رمان أن ما حدث "لم يكن هناك اختراق أمني، ولا ضعفٌ -بالضرورة- في الرقابة، لأنّك لن تسيطر على "نوايا" الناس، ولن تعرف ما في داخلهم، ولن تستطيع أن تعتقل الجميع بسبب أفكارهم. لكن المشكلة الحقيقية، تتمثّل في انتشار هذا التيار وأفكاره بين شريحة من الشباب، واختراقه لمجموعات منهم، غير محصّنة فكرياً ونفسيا".

 

فـ"المؤشرات الأكثر قلقاً تتمثل في قدرة هذا "الفكر" على الوصول إلى الطبقة الوسطى والطلبة والمتعلمين، بصورة أكبر مما كانت عليه الحال سابقاً، وفي إيجاد موضع قدم في مناطق جديدة، مثل إربد وعمان الشرقية والمخيمات".

 

وينتهي أبو رمان إلى القول إن حجم الخطر الداخلي لا يزال محدوداً، لخبرة الأجهزة الأمنية وجهودها، ولكن هذا لا يكفي، إذ من الضروري أن نفكر جدياً بالجهود النوعية في فهم الفكر وتفكيكه، والبحث في شروطه وأسبابه.

 

كما تشير الكاتبة جمانة غنيمات، إلى أن ما حدث في البقعة، وقبله في اربد، وسبقهما الموقر، مسألة نتوقعها في أي لحظة، سواء في مواقع عسكرية أو مدنية.

 

و"هنا تبدأ معركتنا الحقيقية بمحاصرة هذا الفكر داخليا. فالحدود محمية بيقظة قوات الجيش والأجهزة الأمنية، وكذلك المتابعة الأمنية للأحوال الداخلية، ما يجعل التحدي الحقيقي الداخلي فكريا وليس أمنيا"، تقول غنيمات.

 

ولا يعرف الكاتب عصام قضماني، أية أهداف تريد أن تحققه "الجريمة بشعة" سوى زعزعة الأمن والتشكيك بالقدرة الأمنية وبالاستقرار وهو ما لم يتحقق،  ولن يتحقق.

 

ويخلص قضماني إلى أن الأردنيين مطالبون جميعا "بوقفة رجل واحد  بكل الغضب  خلف القيادة والجيش ليس للانتقام فقط  لدماء الشهداء  بل لتخليص الأمة من هذه الآفة الفكرية المتطرفة التي تلوث العقول وتنتج آلة القتل الإجرامية".

 

ويفضل الكاتب جمال العلوي الابتعاد عن الدخول في دلالات "الجريمة ولا مكانها ولا زمانها فالكل يعرف أن من وراء القتلة يهدف فيما يهدف إلى خلق فتنة بغيضة عبر اختيار المكان والزمان والمرتبات التي يستهدفها".

 

فـالرحمة لشهداء العزة والمنعة وعاش الاردن دوما كريما عزيزا والموت للقتلة الجبناء ومن يزرع مخططات الفتنة والتكفير لتمزيق الأمة في زمن الردة والتقسيم، ولا مجال ولا وقت للأسئلة فاللحظة تفرض علينا أن نتوحد في مواجهة الخطر والإرهاب وتحصين الجبهة الداخلية وتتراجع معها كل الاعتبارات والتساؤلات"، يختتم العلوي.

أضف تعليقك