"مركز الخضر": تمكين شباب السلط في مجال السياحة

الرابط المختصر

"طول عمرنا كان نفسنا يكون عنا شغل النا خاص فينا، ما كنا عارفين كيف نبلش لحتى فجأة قررت استغل بيت جدي واحاول استأجره من البلدية كونه البلدية استملكته مع الوقت وباعتبار إلى الأولوية بحق الاستئجار من أي حدا لأني حفيد العيلة" هكذا بدأ  سيف الجغبير فكرة مشروع مركز الخضر للتدريب والتمكين.

قصة المركز بدأت بسبب جائحة كورونا 2020، عندما خسر سيف عمله وأصبح كغيره من مئات الشباب في السلط والأردن بشكل عام بلا العمل، وباءت جميع محاولاته بالفشل لإيجاد فرصة عمل مناسبة.

في تلك اللحظة قرر سيف ببدء مغامرة لم تكن محسوبة وقتها، ما دفعه إليها فقدان الأمل وحتى  الرغبة بالعمل في القطاع العام وحتى الخاص، وقرربدء مشروعه الخاص وأن يديره بنفسه في ظل تلك الظروف الصعبة  التي كان يعاني منها العالم تحديدا الاردن بسبب جائحة كورونا وقلة بل وانعدام فرص العمل.

ففكر وقتها ببيت العائلة القديم وبذل جهده بالتعاون مع شريكه يزيد كلوب لاستئجار المنزل القديم الذي كانت  بلدية السلط الكبرى قد استملكته، ونجحوا بالفعل باستكمال الإجراءات القانونية الطويلة وبدأو بأعمال الترميم على نفقتهم الخاصة، وتم افتتاح مشروع "مركز الخضر للتدريب والتمكين".

يقول سيف ل "صوت شبابي" "صحيح أن المركز بدأ بفكرة تنقذني أنا وشريكي من البطالة لكنه اليوم بكل فخر يدعم أكثر من 26 شخص في مدينة السلط معظمهم من الشباب و النساء" مضيفا "الهدف الأساسي من المشروع هو خلق فرص عمل للشباب من المجتمع المحلي في القطاع السياحي تحديدا في الحرف اليدوية حتى نستطيع إحياء الحرف اليدوية التي اندثرت في مدينة السلط".

ويرى يزيد الكلوب أنه من المهم أن يتم إحياء التراث من خلال قطاع الشباب لأنهم هم من يقع عليهم بناء المستقل، ويضيف ل "صوت شباب": المشروع  مو بس ساعدني اقتصاديا  ولكن خلاني اشتغل بشي احبه وهو الرسم وأصبحت ابتكر  أفكار جديدة واكتسبت مهارات جديدة".

وأخذ المركز اسمه من أهم شوارع مدينة السلط ألا وهو "شارع الخضر" الذي يعد  من أقدم شوارع المدينة، حيث يمتد من ساحة العين (ساحة السلط الرئيسية) صعودا حتى يصل إلى كنيسة الخضر ونزولا حتى يلتقي بشارع الميدان،  وهو واحد من  من 23 موقعا تراثيا في السلط، وسُمي بذلك الاسم نسبةً إلى مقام الخضر عليه السلام .

 

نقطة تحول

لم يستغرق الشريكان وقتا طويلا بعد الانتهاء من الترميم وافتتاح المركز من المباشرة بالعمل فتمم افتتاح بازار دائم في شارع الخضر -الذي يعمل غالبية أصحاب المحال التجارية في مهن قديمة أصلا - وباشروا بالحصول الموافقات من الجهات المعنية و افتتحوا البازار، ولم يمض وقتا طويلا حتى تفاجأوا بعد مدة وجيزة عام  2021  بزيارة ملكية من مفاجئة  من الملكة رانيا العبدالله, و قامت بالاطلاع على المشاريع التي تقوم بها السيدات وقدمت الدعم لكافة المشاريع .

عام 2023 عقد المركز الفتي اتفاقية  مع "الجمعية الوطنية للحفاظ على البترا" التي ترأسها الأميرة دانة فراس، وحصل على دعم لاستكمال إجراءات الترميم على الجزء المتبقي من المبنى  حيث يعتبر من أقدم المباني الموجودة في المنطقة من نهاية القرن السابع عشر وبعض الروايات تقول  ان هذا المبنى كان البنك المركزي للدولة العثمانية.

 

تدريب وتطوع محلي وأجنبي

في صيف 2023 وتحديدا شهر حزيران عقد المركز بكوادره الشابة برنامج تدريبي لترميم المباني القديمة بالتعاون مع الجمعية الوطنية للحفاظ على البترا  لعدد من شباب وشابات المنطقة تحديدا  من طلاب الهندسة والمهتمين في  مجال الترميم لخلق فرص عمل للشباب في هذا المجال حيث تم إعطائهم تدريب نظري لمدة يومين وتدريب عملي لمدة 3 ايام على اساسيات الترميم والطرق الصحيحة والشائعة للترميم , وقد لاقى هذا التدريب اقبالا كبيرا من فئة الشباب ورغبة كبيرة في التعلم .

ثم وقع المركز اتفاقية وشراكة مع شركة مسار التي تضمن استقبال متطوعين  أجانب لتدريبهم وبلغ عددهم حتى الآن أكثر 20 متطوع ومتطوعة ، لمعايشة التجربة المحلية في المدينة.

في المحافظات والإقليم

العمل في المركز تجاوز تمكين الشباب في المجال السياحي من حيث الترميم والعناية بالبيوت القديمة، بل ساعد عائلات تعمل في مجال المطبخ الانتاجي على الترويج والانتشار  في مختلف المحافظات في المملكة حيث قاموا بفتح نقاط بيع في كل من العقبة ومادبا , وايضا على مستوى خارجي في مصر , ويقومون ايضا بشحن الحرف والمنتجات الى مختلف ارجاء العالم.

وأخيرا يؤكد الشريكان "أن السلط تحتوي على إمكانية كبيرة في القطاع السياحي وعلى الشباب  استغلال هذه الميزة خصوصا بعد إدراج السلط على قائمة التراث العالمي كوجهة سياحية أصبح واجب علينا الحفاظ عليها وتشجيع الشباب و الشابات للمحافظة على تاريخهم وتراثهم "

حيث وجها رسالة إلى الشباب ويقولان رغم ان الجميع حاربنا , ولم يدعمونا كنا السند لبعضنا البعض ونجحنا رغم التحديات  فالمطلوب منكم الا تستسلموا "  

أضف تعليقك