كيف يحقق تطوير المهارات المهنية والتقنية دخول الشباب لسوق العمل؟

الرابط المختصر

سامي، 24 عاماً، تخرج حديثًا من كلية إدارة الأعمال، وكان دوماً يحلم بأن يجد وظيفة تحقق له الاستقرار وطموحاته أيضاً، ولكن بعد مرور عدة أشهر من تقديم طلبات التوظيف ومقابلات العمل، وجد نفسه عاطلًا عن العمل، مما زاد من شعوره بالإحباط.

بدأ سامي يبحث عن أسباب عدم قدرته على العثور على وظيفة، كما قال ل "صوت شبابي" أدركت حينها أن سوق العمل يتطور باستمرار، وأن المهارات التي اكتسبتها خلال دراسته لم تعد كافية، وأن الطلب يتزايد على المهارات التقنية، والإبداعية، والقدرة على التكيف مع التكنولوجيا الحديثة، فبدأت بالبحث عن فرص تدريب".

بعد أشهر من التدريب المكثف على المهارات التقنية، بدأ سامي يشعر بالتغيير وخاصة كما قال "  عندما أتقدم  إلى العديد من الوظائف الجديدة التي تتطلب المهارات التي اكتسبتها، اصبح مسار المقابلات مختلفا وبدأت اتلقى عروض أكثر  للعمل".

بعد سنوات من البحث عن وظيفة حصل سامي على وظيفة في شركة تكنولوجيا ناشئة، لأنه قرر الخروج من قائمة الشباب العاطلين عن العمل، والسبب  "تطوير المهارات للنجاح والتغلب على التحديات" على حد تعبيره.

 

مع تطور التكنولوجيا، يواجه العديد من الشباب تحدياتٍ في العثور على فرص عمل تتناسب مع مؤهلاتهم وخاصةً حديثي التخرج الذين يفقدون شغفهم وحماسهم مبكراً؛ لذا، أصبح تطوير المهارات عامل مهم لتحقيق طموحات الشباب، ولا سيما أن مواكبة أحدث الاتجاهات في الصناعة لا يسهم فقط في تعزيز فرص التوظيف، بل يتيح أيضًا للأفراد بالتكيف مع التغيرات في سوق العمل من خلال الاستثمار في اكتساب المهارات التقنية والمهنية.

قال مستشار الإعلام في مؤسسة التدريب المهني تقي المهيدات، ل "صوت شبابي"  إن المؤسسة تعتمد على العديد من الاستراتيجيات وتحديد المهارات المطلوبة في سوق العمل وتطوير البرامج التدريبية، أهمها استراتيجيات التعاون مع القطاع الخاص للاستفادة من  الدراسات التي يجريها المركز الوطني، وبعض المنظمات الدولية، وأيضاً استراتيجية الدراسات التتبعية التي تجريها المؤسسة سنوياً لتحديد المهارات المطلوبة لسوق العمل.

وأضاف، أن المؤسسة تمتاز بالمرونة العالية بإعداد البرامج التدريبية التي يتطلبها سوق العمل، حيث دأبت على استشراف المستقبل لمواكبة التطورات التكنولوجية، واستحدثت العديد من المشاغل والمختبرات والأكاديميات كـ اكاديمية سيسكو، وإدخال التدريب الافتراضي، بالإضافة لإدخال التقنيات الرقمية مثل ماكينات السي أن سي للتخصصات التقليدية.

ولفت المهيدات ، بوجود وحدة تدريبية خاصة بالمهارات الحياتية في كل البرامج بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل كالتدريب على أخلاقيات العمل، والعمل بروح الفريق، وتحمل ضغوط العمل والتواصل مع الرؤساء والمرؤوسين وحل المشكلات، وغيرها من المواضيع التي تساعد الخريج على تسويق نفسه والحصول على فرصة عمل مناسبة.

"تقوم المؤسسة بعقد العديد من اتفاقيات التدريب المنتهي بالتشغيل من أجل إيجاد فرص عمل مناسبة للخريجين، فعلى سبيل المثال هناك اتفاقيات مع مجموعة فنادق هيلتون العالمية واتفاقيات لتوفير العمالة الماهرة للسوق الالماني والسوق البولندي، كما تشارك المؤسسة في جميع الأيام الوظيفية وحالياً تعمل المؤسسة على منصة لربط الخريجين بسوق العمل وسيتم إدخال الذكاء الاصطناعي في هذه العملية".. وفق المهيدات. 

وفي ذات السياق، أكد مدير مركز بيت العمال حمادة أبو نجمة، ل "صوت شبابي" على أهمية توفير فرص عمل لائقة للشباب من خلال دعم السياسات الاقتصادية التي تعزز خلق فرص العمل، وتوفير بيئة عمل آمنة وعادلة، وتعزيز التدريب المهني والتقني بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل، وأيضاً تعزيز الشراكة بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص، مشيرا إلى " أن الأردن يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة البطالة بين الشباب في الأردن تصل إلى 47٪، وهي من أعلى النسب في المنطقة والعالم".

 

"وتشكل الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل أحد الأسباب الرئيسية لبطالة الشباب. ففي كثير من الأحيان، لا تتناسب التخصصات الجامعية مع المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل، كما أن الشهادة الجامعية وحدها لم تعد كافية لدخول سوق العمل، فالشباب بحاجة لاكتساب مهارات عملية وخبرات تمكنهم من أداء المهام المطلوبة في الوظائف المختلفة".. وفق أبو نجمة.

ومن جهته، قال الناشط الشبابي مهاب قاسم، ل "صوت شبابي"  إن أبرز التحديات التي تواجه الشباب المقبلين على العمل قبل تحسين مهاراتهم هي اللغة الانجليزية ليتمكن الشاب من تحقيق تطور سريع فيها من خلال الدورات أو السفر أو الممارسة، لأن 70% من فرص العمل تحتاج للغة انجليزية.

وأضاف، أن الشباب لا يحصلون على الخبرة الا من خلال العمل، وفي ظل تراجع الخبرات المهنية والتقنية لا يتسطيع الشباب الحصول على العمل وبهذا الحال ندخل في "دوامة" لا عمل لا خبرة! ناهيك عن فقدان الشباب الأردني للشغف.

وأوضح، أن المردود المالي من أي وظيفة يكون أقل من مجموع تكاليف الدراسة والدورات الماخوذة، ولو ان المردود المالي عالي سوف يسعى أهالي الشباب لتوفير الموارد اللازمة لتحسين مهاراتهم للدخول إلى سوق العمل، وأيضاً علينا تغيير العقلية التعليمية في مؤسساتنا لتتواكب مع سوق العمل وطموحات الشباب الباحث عن عمل.

"أبرز خطوه يجب على الشباب القيام بها هي معرفة احتياجات سوق العمل، ومهاراتهم وما يحبون وبناءً على ذلك يتم توجيه الطاقات والمهارات لتحويلها لمصدر دخل بما يتواءم مع احتياجات سوق العمل الأردني؛ ناهيك عن أهمية إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة التقليدية منها او الريادية بما يتواءم مع احتياجات السوق".. حسب قاسم.