في مخيم الوحدات... لا وظيفة تعيب

في مخيم الوحدات... لا وظيفة تعيب
الرابط المختصر

تختلف معايير ثقافة العيب فيما يتعلق بالعمل داخل مخيم الوحدات عن بقية مناطق الأردن، حيث يرى سكانه أنه من العيب عدم قدرة الشاب منهم على سد احتياجاته الشخصية بأي عمل بسيط، ولن تشفع له شهاداته الأكاديمية أو تحصيله العلمي عند جلوسه في المنزل منتظرا ما ينسجم مع تخصصه.

 

في السوق الشعبي الواقع داخل مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في العاصمة عمان، قد يصطدم الزائر له من عدد الشباب الحاصلين على الشهادات العلمية، والذين يعملون أمام بسطات أو في محلات تجارية في السوق الذي يخدم نحو 56 ألفا من قاطنيه، بالإضافة إلى تغذيته لمناطق مجاورة، إلا أن ذلك يعتبر أمرا طبيعيا جدا بين السكان هناك.

 

مؤمن الدقة الذي تخرج مؤخراً، لا يرى حرجاً في عمل الشاب الأكاديمي بشكل مؤقت في إحدى الوظائف التي يؤمنها السوق الشعبي، حتى يجد وظيفة بحسب شهادته.

 

يرى الدقة الذي يعمل في إحدى محلات الألبسة بالسوق إن هناك نسبة بطالة مرتفعة في المجتمع الأردني، وبخاصة بين من يحملون شهادات أكاديمية، معقبا "في الوحدات عليك أن تجد عملاً ولو كان على بسطة حتى تعيل نفسك، خاصة أنك تعيش في مجتمع وضعه الاقتصادي أصعب من غيره".

 

ويشير إلى أن معظمهم الشباب الجامعيين في المخيم يعملون بالسوق أثناء دراستهم، ويتجه هؤلاء إلى السوق لمعرفتهم المسبقة بعدد ممن يعملون فيه، موضحا أن هناك تفهم مسبق لظروف هؤلاء الشباب عند أرباب العمل.

 

الشاب والخريج الجامعي بركات مرزوق ينوه إلى ان عمل هؤلاء الشباب في السوق ليس إلا حلاً مؤقتاً ومرحلة من حياتهم لا بد أن تنتهي، ولا يرى أنه من المنطق أن يقضي الشاب 4 سنوات في الدراسة ومن ثم يعمل بوظيفة بعيدة كل البعد عن تخصصه.

 

يقول مرزوق "هذا الواقع يدعو للقهر، لكن لا نملك خياراً آخر، علينا أن نعمل في هذه الوظائف، حتى نجد عملاً بشهاداتنا"، ويتابع "على الأقل أنا أعيل نفسي بنفسي، ربما لأن راتبي الذي أتقضاه لا يكفي لغير ذلك"، يضحك مرزوق.

 

ولا تتقبل ثقافة المجتمع في مخيم الوحدات بأن يكون الشاب عاطلاً عن العمل، حتى لو كان في طور البحث عنه، رافضين أي تبريرات للعزوف عن ذلك، بحسب الشاب علي أبو جمعة الذي يعمل على إحدى البسطات في المخيم.

 

يقول أبو جمعة "من يبحث عن عمل يجده، في أي مكان، وبأي أجر، المهم أن لا تكون جالسا في المنزل".

 

ولا يغني لسان حال شباب الوحدات عن وجود من لا يجدون عملاً منهم في المخيم، حيث وصلت نسبة البطالة في الأردن إلى 12.9 بحسب  دائرة الإحصاءات العامة، بينما يرجع بعض المختصين أسبابها إلى عزوف الشباب عن العمل بسبب ثقافة العيب، لكن على ما يبدو أن الظروف الصعبة التي عرفتها المخيمات الفلسطينية في الأردن لم تسمح لهذه الثقافة أن تنمو بين أزقتها.

أضف تعليقك