قلاً عن تصريحات نشرها ممثلون أردنيون على صفحاتهم الشخصية على فيسبوك، تداول الإعلام المحلي جملة من التقارير حول الجدل الذي أثاره الممثلون عن فيلم "جابر" والذي يتمّ الإعداد لتصويره في الأردن عن قصّة تدور بعض أحداثها في جنوب الأردن، وبالأخصّ مدينة البتراء.
نشرت وسائل إعلام محليّة وجهات النظر والتصريحات الأحاديّة ولم تبحث مُعمّقاً في صلب الموضوع أو تتحقق منه، فمنها من نشرت تصريحات الفنانين وسبب انسحابهم من التصوير، وأخرى نشرت بيان نقابة الفنانين الأردنيين الذي طالب الفنانين بالانسحاب من الفيلم لحين وضوح الصورة وقراءة النص كاملاً، بينما تواصلت محطة فضائيّة مع مخرج العمل والذي نفى بدوره صحّة هذه المعلومات.
تواصل "أكيد" مع مجموعة من المختصّين في مجال التاريخ القديم، والآثار، والنقاد السينمائيّين، وأرسل لهم مجموعة من المشاهد التي تدور حول الصخرة التي يروي نصّ الفيلم أنّ طفلاً "جابر" وجدها وتحمل كلمة "عبرية" "سيلا"، ومن ثم يدور الحوار بين أبطال الفيلم لإثبات نظرية عالمة الآثار البريطانية "لويز ليجنز" والتي تقول إنّ اليهود نزحوا إلى البتراء واستقرّوا فيها لمدّة من الزمن.
أبو دنة: لا توجد أيّة نصوص تاريخيّة تثبت مرور اليهود بالأردن والنبيّ هارون لم يُدفن في البتراء
وصف الدكتور فوزي أبو دنة، أستاذ الآثارالنبطية في كليّة البتراء للسياحة والآثار في جامعة الحسين ما ورد في نصوص فيلم "جابر" بـ الخطيرة جدا، مشيراً إلى وجود سوء نيّة وراء الإصرار على إقحام منطقة شرق الأردن وخاصة البتراء في مثل هذه المشاهد. ويضيف: "أكّد علماء آثار من المدرسة التوراتية مثل "بيرثن ماكدونالد"، أنّ المقام الموجود في البتراء لا علاقة له بالنبيّ هارون عليه السلام، فمنذ القرن التاسع عشر والعلماء يبحثون عن الجبل الذي دُفن فيه النبيّ هارون، أو مات فيه، وبحسب ما توصّلوا له، فمكان موته ودفنه أقرب إلى سيناء، وفي منطقة تُدعى "قادش".
وأوضح أنً لغطاً كبيراً وراء إسقاط الأسماء وربطها تاريخيّاً مع اليهود، إذ إنّ مُسمّيات المقامات والأماكن مثل "عين موسى" و"مقام هارون"، مُسمّيات لا يُعوّل عليها، تبنتها المجتمعات المحليّة منذ عهد المماليك وربطتها بأشخاص دينيّة، من باب التبرّك.
فيما يخصّ حادثة موت النبيّ هارون عليه السلام والتي يدّعي فيها اليهود في كتبهم التاريخية أنه توفّي في البتراء ودُفن فيها، يبين أبو دنه أنه لا توجد أيّة نصوص تاريخيّة تثبت مرور اليهود بالأردن، حيث يورِد "التوارة في صفر عدد"، أنّ النبيّ موسى عليه السلام أرسل لملك "أدوم" رسلاً يستأذنوننه المرور عبر الطريق الملكي، دون أن يعتدوا على الأراضي والمزارع أو منابع المياه، ورفض ملك "أدوم" طلبه مرّتين ولم يدخلوا.
حاول اليهود اختلاق عدّة قصص وفرضيّات، من أجل فرض دخولهم المزعوم على أرض الميعاد، وفقاً لـ أبو دنه، منها:
1- اليهود كفاتحين: دخلوا بالقوّة على الأراضي واستولوا عليها وقتلوا من فيها ودمّروا آثارها وتراثها، وفي هذا الصدد أثبت علم الآثار الحديث أنّ بعض المواقع المذكورة على أنها تدمّرت بفعل اليهود، لم تكن موجودة في ذلك الزمان.
2- ثورة الفلاحين: إنّ اليهود عاشوا مع الناس في فلسطين وعملوا فيها قبل أن يثوروا على سلطة الكنعانين.
3- احتواء الأرض والسيطرة عليها بالطرق السلميّة من خلال التعايش مع أهلها وإحكام القبضة عليها.
وأضاف أبو دنة: "أنكر المؤرّخ والأكاديمي الإسرائيلي" إسرائيل فينكلستاين" في كتابة "كشف الكتاب المقدس"، مملكة داوود وسليمان واعتبرها أساطير، وبعد العمل المطوّل ودراسة الآثار من جانب علماء الغرب، أكدوا أنه لا وجود لأدلّة أثريّة تعكس الأساطير الموجودة عند إسرائيل في التوراة.
وحول ايراد مفردة "سيلا أي الصخرة" باللغة العبرية ودلالاتها المُبطّنة يقول أبو دنه: "يجدر الذكر بأنّ اللغة العبرية متأثرة باللغة الكنعانية وما سبقها من لغات أصلية تعكس ثقافات وحضارات قوية جداً، كما أنهم استخدموا مفردة وصفيّة تصف الصخر ولا تشير إلى منطقة صخرية أو تصف طبوغرافية المكان وتفاصيله".
وأشار أبو دنة إلى أنّ كاتب النصّ حاول تضليل المشاهد وإزالة الشك من خلال اللجوء إلى التقنيات الحديثة، حينما ورد في النص أنهم سيعملون على تأريخ قطعة الصخر بالكربون المُشعّ، علماً بأنّ الكربون يُستخدم لتأريخ المواد العضوية مثل العظام ولا يمكن استخدامه لتأريخ الصخر.
وهيب: فيلم دينيّ مستوحى من التوراة يثبت وجود اليهود في البتراء
أوضح الدكتور محمد وهيب أستاذ علم الآثار في الجامعة الهاشمية أنّ الفيلم يستخدم آيات التوراة للحديث عن دخول بني إسرائيل من الأردن إلى فلسطين، فيما لا يوجد أي دليل مادي، أو أثري، أو تاريخي على ذلك. كما يستخدم الفيلم ضمن مشاهده أساليب نفسيّة خاطئة في الإقناع، حيث ترفض "سميرة" - إحدى بطلات الفيلم – الفكرة، ومن ثمّ توافق عليها من دون وجود نقاش علمي وإثباتات، وكأنهم يدعون المشاهدين إلى الاقتناع أيضاً. وهنالك فكرة خطيرة بالعثور على قطعة أثرية تخصّ اليهود والعمل على استعادتها، فلماذا التزوير ولا يوجد في الأردن ما يربطها بإسرائيل، ومثل هذه المغالطات تُعطي اليهود حقاً تاريخيّاً باستعادة تراثهم من الأردن.
لم تظهر مع أعمال التنقيبات أيّة كتابات باللغة العبرية، وفقاً لـ وهيب، فيما يحاول الفيلم التركيز على أنّ مفردة "سيلا" عبرية وتجريدها من أصولها العربية، حيث تنحدر من اللغات السامية والنبطية.
من الأخطاء والمغالطات التي يرغب الفيلم بتجذيرها، بحسب وهيب، أنّ المسيحية نشأت في الأردن، وهو أمر غير صحيح ، لأنها نشأت في فلسطين وتعميد المسيح كان على الجانب الشرقي في نهر الأردن، ولذلك يجب أن نكون حذرين جداً لأنهم يدّعون أنّ المسيحية نشأت في الأردن لأنها استمرار للوجود اليهودي قديماً.
وأضاف وهيب: "إنّ اثبات عبور اليهود من خلال التعويل على المُسمّيات مثل "عين موسى" و"مقام هارون"، لا يُعدّ دليلاً علميّاً، لأنّ الأنبياء عليهم السلام، مثل موسى وهارون، مرّوا من الأردن، لكن بالتأكيد لم تمرّ قبائلهم.
المحيسن: لا يوجد أثر علمي لوجود اليهود في الأردن والبتراء سواء قبل أو بعد الأنباط
أوضح الدكتور زيدون المحيسن، أستاذ الآثار الكلاسيكيّة في جامعة اليرموك، أنّ مضمون الفيلم في ظلّ ما يجري من أحداث في المنطقة يُعدّ خطيراً، حيث حاول اليهود من قبل نسب الأهرام إليهم، وفنّد هذه النظرية علماء الآثار الفرنسيين الذين أكّدوا أنها فرعونية مصرية خالصة.
وفيما يخصّ وجود اليهود في الأردن، يقول محيسن: "بعد 40 عاماً من العمل في مجال الآثار النبطية، لا يوجد أيّ أثر لليهود في الأردن أو البتراء، والاستناد على التوراة لإيراد قصة النبيّ موسى عليه السلام غير دقيق، لأننا نعلم جميعاً أنّ التوراة تمّ تزويرها عدّة مرات، وأنّ موسى تاه في صحراء سيناء أربعين عاماً، ولا يوجد أثر علمي لوجود اليهود في البتراء قبل أو بعد الأنباط".
وأكد المحيسن أنّه بعد سنوات طويلة في تنقيب الآثار النبطية في الأردن والموجودة في البتراء و"الذريح" في الطفيلة، لم تكشف سوى عن آثار عربية نبطية، مرّ عليها ملوك عرب مثل الحارث، ومالك، وعبادة، كما أنّ اللغات المحفورة في الصخور نبطيّة عربيّة، ولا أثر لأيّة عبرية قديمة.
بالعودة الى التاريخ، وِفقاً لـ المحيسن، عاش في الأردن الأدوميّون في الفترة ما بين 1200 ولغاية 539 قبل الميلاد، وعاشروا جيرانهم المؤابيّون في عاصمتهم ذيبان ووقتها ترأس ملكهم "ميشع ابن كوش الذبياني"، والذي سجّل انتصارات على اليهود وأخلاهم من فلسطين.
الزواوي: فيلم "جابر" دعاية واضحة لتاريخ اليهود في بلادنا
كناقد سينمائي ومواطن عربي أوضح الناقد السينمائي محمود زواوي، أنّ المقتطفات من الكاتب "سام ويلكنسون" والواردة في نصّ الفيلم دعاية واضحة لتاريخ اليهود في بلادنا، والتقليل من دور المسيح عليه السلام، وتجاهل دور المسلمين.
ويضيف: " تتعلق مقتطفات الكاتب ويلكنسون بتاريخ اليهود في بلادنا، ومنها، بشكل خاص، ما ورد كالتالي: "السيد المسيح كان ينتوي بخصوص كهنوته أو كنيسته العودة إلى اليهودية الأصلية لزمن موسى، كما يستشهد هذا الكاتب بأنّ 3 من بين أسباط إسرائيل الاثني عشر عاشوا في هذا الجانب الشرقي من الأردن لمدة ألف أو ألف ومئتي سنة قبل المسيح".
وطرح الزواوي تساؤلاً: "ما هو دور أيّ فيلم أردني يؤكد على تاريخ اليهود في بلادنا؟ وهذا سؤال موجّه إلى الجهات المعنية وراء هذا الفيلم والجهات الحكومية المسؤولة عن هذا الجانب، تاريخ السينما الأردنية يؤكد اهتمامها بالتاريخ العربي في الأردن وفلسطين، فلماذا العودة إلى دور اليهود؟ يجب الإجابة عن هذه الأسئلة ومنع استخدامها في فيلم أردني.
النوايسة: اليهود يهيّئون الظروف أمام واقع سياسيّ جديد متعلّق بتصفية القضية الفلسطينية
أوضح الكاتب الدكتور نايف النوايسة أنّ اليهود قد مرّوا مروراً سريعاً من المنطقة واشتغلوا فيها ببعض المهن، دون أن يكون لهم أي وجود عسكري أو سياسي، حيث تركّز وجودهم في فلسطين، وكانت هذه نيتهم ووجهتهم منذ خرج سيدنا موسى عليه السلام، وليس بين أيدينا دراسات أثرية علمية موثوق بها تُثبت أيّة ملامح لوجود يهودي في شرقي الأردن .
وأضاف النوايسة:" والأسماء التي درج البعض على إلصاقها بالتاريخ اليهودي يدور حولها شك كبير ولا ترقى إلى مستوى الحقيقة، حيث حاول اليهود منذ فترة دسّ بعض المنحوتات بين آثار البتراء بعد معالحتها فنيّاً لتبدو قديمة تتناسب مع تاريخ يزعمونه، ثم ينبري بعد حين عدد من علمائهم لإثبات الوجود اليهودي في المنطقة.
وأنهى النوايسة حديثه مشيراً إلى أنّ اليهود يبذلون جهوداً كبيرة لإثبات وجودهم في الأردن، وهو ما يبدو في كتاباتهم ومذكرات قادتهم ليهيّئوا الظروف أمام واقع سياسيّ جديد متعلّق بتصفية القضية الفلسطينية.
محاسنة: يُقدّم الفيلم إيحاءات مزوّرة تصنع تاريخاً جديداً
حول الفيلم كوسيلة للتأثير وإحداث التغييرات، أوضح الناقد السينمائي رسمي محاسنة أنّ الفيلم لا يُقدّم مقولات وإنما إيحاءات تصل إلى وجدان المتلقي وعقله، لتثير في قلبه الشكّ وتولد حالة جديدة، وهذا ما حصل في فيلم "جابر" من إيحاءات مزوّرة وخطيرة، سبق وفنّدها كلّ من بحث في التاريخ وعلم الآثار وأكدوا أنه لا وجود لأيّ أثر لليهود في شرق الأردن.
وحول عدد من المغالطات التي وردت في نص الفيلم، يقول محاسنة: " لجأ نصّ الفيلم إلى استخدام أسماء ومصطلحات من التوراة، والتي تُعدّ الادعاءات التوراتية ذاتها التي استخدمها اليهود لاحتلال فلسطين".
الإشارة إلى حجر ثمين جداً ومكتوب عليه باللغة العبريّة – بحسب محاسنة – يدلّ على وجود حضارة لآلاف السنين، وكأنهم يرغبون بصناعة تاريخ مزوّر وإلغاء التاريخ الحقيقي والواقعي، كما أنّ إضفاء صفة "القداسة" على الأردن إدعاء آخر بأنّ هذه الأرض للصهيانة.
أنهى محاسنة حديثه قائلاً: "فيلم "جابر"يخدم اليهود ومطالبهم، وهو خطير جداً ويجب أن يثير قضيّة رأي عام، كما أنّ هنالك مسؤولية على الحكومة لتصويب الوضع، وتنسيق الأمور اللوجستية بين نقابة الفنانين والهيئة الملكيّة للأفلام.
الخطيب: "المُلخّص" عن الفيلم من أجل منح التصاريح غير كاف.
أكد نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب أنّ قانون النقابة يتطلب من جميع ما يمارس الفن على أرض المملكة بالحصول على تصريح من النقابة والتي بدورها تقوم بتوقيع تلك الجهة على تعهّد بعدم المساس بالثوابت الوطنيّة والإساءة إلى النسيج الاجتماعي.
وبخصوص الأعمال الفنية التي حصلت مؤخراً وثار عليها لغط كبير مثل مسلسل "جن" وفيلم "جابر"، أوضح الخطيب أنّ الهيئة الملكيّة للأفلام تمنح التصاريح دون موافقة النقابة ودون الاطلاع على النصّ والمضمون للأفلام التي تُصوّر بالمملكة.
وبيّن الخطيب أنّ من حق النقابة منع تصوير أي عمل فني لم تتم مراجعة النقابة فيه، علماً بأن العديد من المنتجين العرب والأردنيين يراجعون النقابة لأخد تصاريح عمل، مثل الحفلات الموسيقية التي تقام في المملكة والمسلسلات الخليجية التي يتمّ تصويرها على أرض المملكة، بينما لم تتعاون الهيئة الملكية للأفلام إطلاقاً مع نقابة الفنانين ولم تُعلمها بهذه الأفلام ولا حتى هاتفيّاً.
وأنهى الخطيب حديثه مشيراً إلى أنّ "المُلخّص" عن الفيلم من أجل منح التصاريح غير كاف، مثستشهداً، على سبيل المثال، بـ "دائرة المصنفات"، في مصر، والتي تقرأ نصّ العمل الفني عدة مرات قبل منح التصاريح.
دوماني: الهيئة اطّلعت على ملخّص الفيلم ولم نجد في المُلخّص ما يثير أيّة شكوك
بدورها أوضحت مديرة قسم الإعلام والثقافة في الهيئة الملكيّة للأفلام ندى دوماني لـ "أكيد" " أنّ الهيئة لا تطّلع على النصّ كاملاً، وإنما تمنح التصاريح بناء على ملخص عن الفيلم من خمسة أسطر، ولم نجد في المُلخّص ما يثير أيّة شكوك.
وأضافت دوماني: "تواصلنا مع مخرج الفيلم ونفى صحة ما نُشر في الوسائل الإعلامية والتواصل الاجتماعيّ، مؤكداً أنّ ما صدر على لسان الممثلين الذين انسحبوا من التصوير جاء بناء على خلافات شخصيّة".
قندور: الفيلم لا يُسيء إطلاقاً إلى الأردن
كما أبدى مخرج الفيلم محيي الدين قندور استغرابه من كلّ ما يثار من معلومات غير صحيحة حول الفيلم، موضحاً لـ "أكيد" أنّ المعلومات التي نشرها الممثلون على صفحاتهم الشخصية في صفحات التواصل الاجتماعي غير صحيحة، مؤكداً أنّ احدهم شعر بوجود منافس له على دور عقيد المخابرات، وبدأ يتدخل بشكل غير منطقي في النصّ والشخصيات، وتم إبلاغه بعدم قبول مشاركته، إلى جانب ممثل آخر تم رفض مشاركته بعد تجربة الأداء.
التصوير جارٍ ولا يوجد أيّ تغيير على نصّ الفيلم، وفقاً لـ قندور، مُضيفاً: - وعلى عكس ما ذُكر في التواصل الاجتماعي والإعلام - أنّ الفيلم لا يسئ إطلاقاً إلى الأردن، وعلى النقيض تماماً، يؤكد عقيد المخابرات في الفيلم على أنّ وجود صخرة بعبارات عبريّة لا يعني إطلاقاً حقهم في "البتراء"، إذ إنّ مدينة البتراء مرّ عليها حضارات عديدة وهذا لا يعني أنّ لها الحق بالمطالبة بها".
عليان: السيناريو يزوّر التاريخ ويُثبت حق اليهود في البتراء
الممثل علي عليان، أحد الفنانين الذين انسحبوا من الفيلم، أوضح لـ "أكيد" أنّ السيناريو يزوّر التاريخ ويُثبت حق اليهود في البتراء، وذلك مُثبت في نَصّ المشاهد التي أرسل لـ "أكيد" نسخاً منها.
ويُذكَر أنّ الفيلم يحكي قصة طفل يدعى "جابر" يعثر على صخرة، مكتوب عليها باللغة العبريّة كلمة "سيلا" والتي تعني باللغة العربية "الصخرة"، في منطقة وادي موسى جنوبي الأردن، قبل أن يسعى لبيعها إلى عالم آثار إنجليزيّ، بهدف تهريبها إلى الخارج، والحجر دليل قاطع على وجود مجتمع يهودي كبير في الجانب الشرقي من الأردن، كما يتضمّن الفيلم تفاصيل حول هجرة اليهود من سيناء إلى وادي موسى، ومكوثهم هناك. وسبق أن أعلن مخرج الفيلم قندور على صفحته الشخصية فيسبوك أنّ الفيلم مأخوذ عن رواية خيالية له صدرت عن المؤسسة العربية للدارسات والنشر في بيروت، وأنّ تمويله أردني بالكامل.
ولا يًعدّ فيلم "جابر" أوّل فيلم يُسيء إلى الأردن وتاريخه، حيث تمّ تصوير فيلم أمريكي - إسرائيلي في الأردن عام 2005، حمل عنوان "منطقة حرة The free zone" من إخراج عاموس غيتاي، تم تصويره على الحدود الأردنية الإسرائيلية، وهو يعرض رجال الأمن الأردنيون، على الحدود بصورة طيبة، مسالمة، رقيقة، لكن عابرة وسريعة جداً وخاصة للداخلين إلى فلسطين، مقارنةً برجال الأمن على الجهة "الإسرائيلية"، الذين يُغالون في التدقيق والتحقيق والتفتيش، وسوء الأدب في بعض الأحيان، وخاصة تجاه الخارجين من فلسطين تجاه الأردن. واعتبر النقاد السينمائيين في الغرب أنّ الفيلم فاشل، وقدّم عدداً من الرسائل السياسيّة المباشرة وغير المباشرة، والتي تصبّ في خدمة مشروع التطبيع والوطن البديل في الأردن.