فتور الحراك السياسي بين التوتر الإقليمي وحلول رمضان
مع دخول شهر رمضان المبارك يلمس البعض وجود فتور في النشاط الحراكي والحزبي، مع وجود قضايا متعلقة بالمعتقلين وقانون المطبوعات والنشر والأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فأين القوى السياسية منها؟
القيادي في الحركة الإسلامية جميل أبو بكر يقول لـ"عمان نت"، إن الحراك لم يتوقف، إلا أن "ضخامة الحدث المصري" له تأثيراته على الساحة العربية والمحلية، إضافة إلى "الدخول في شهر رمضان".
ويعزو الكاتب والمحلل السياسي عمر كلاب أسباب التراجع في النشاط الحراكي الأردني إلى وجود "شرخ سابق في العلاقة بين القوى السياسية خصوصا اللجنة التنسيقية لأحزاب المعارضة"، وليس لتوقيت الشهر فيه أية دور.
ويؤكد ذلك أمين عام حزب الوحدة الشعبية الدكتور سعيد ذياب بقوله إن الأزمّة السورية والشأن المصري الحالي ألقيا بثقلهما على الساحة السياسية الأردنية، وتسببا بانقسامات فيها، إضافة إلى انعكاس تبعات هذه الأزمة على الإنسان الأردني وتخوفه من استنساخ الحالة وتمسكه بالاستقرار بدلا من الحراك.
اهتمام الحركة الإسلامية بالشأن المصري "أمر طبيعي جدا"، بحسب أبو بكر الذي يبرر التفاوت في تقدم العمل السياسي والحزبي في فترات معينة أو تراجعه بإصابة العمل الحزبي بنوع من "الرتابة".
ركود الحالة الشعبية سببه "فقدان الثقة" في العملية الإصلاحية السياسية والاجتماعية بما فيها الانتخابات البلدية القادمة، واليأس من كل ما يعلن عنه من إجراءات لمكافحة الفساد، بحسب أبو بكر.
ويضيف "بأن الحركة لا تقدم الشأن المصري على المحلي، إلاّ أن الشأن المصري بات محط أنظار كل الجهات ويهم القواعد الشعبية لما له من تأثير على الربيع العربي ومحاولة سرقته والسطو عليه".
ويحذر ذياب من هذا التراجع على كافة المستويات السياسية والحزبية والشعبية، في وقت ظلت فيه "القوة الحاكمة" تضغط لإجراء انتخابات برلمانية على أساس قانون مرفوض.
ويشير إلى أن الانتخابات البرلمانية عملت على "احتواء" الحراك، ودفعت بالناس للاقتناع بأن المعارضة يمكن أن تكون من تحت القبة، وبتنفيذ إصلاحات تبين أنها لم "تؤت أكلها".
فقبل الانتخابات "كانت الحراكات والقوى السياسية أكثر قوة وتماسكا، وأكثر انتشارا أفقيا في المملكة"، يقول ذياب.
وينحو كلاب منحا آخر يرى فيه أن "بؤس الخطاب الحزبي والحراكي" أسهم بشكل فاعل بابتعاد المواطن عن السير معهم في تنفيذ خارطة طريق في الأساس "غائبة"، وأن رفع سقف الشعار ما هو إلا استعراض إعلامي بين حين وآخر.
"فما يقبله الأسلاميون في مصر يرفضونه في الأردن، وما تقدمه القوى اليسارية من دعم للنظام السوري يتعارض مع مطالبتها للملك بالإصلاح".
مثال يسوقه كلاب لإيضاح "حالة البؤس" التي تعيشها القوى السياسية في الأردن، إضافة إلى وجود "لعبة أمنية" في تفتيت الحراكات الشعبية والسياسية على حد قوله.
فوجود عدد هائل من الحراكات في جميع مناطق المملكة، يدلل على قوة اللعبة الأمنية وضعف الأداء الحزبي والسياسي للقوى الحزبية والسياسية في جمع الناس حولها.
ومع وجود "زخم عددي للفعاليات السياسية والحزبية والشعبية" المطالبة بالإصلاح والرافضة لنهج مكافحة الفساد والمدافعة عن المعتقلين بحسب أبو بكر، إلاّ أن ذياب يرى أنها "غير مجدية" في ظل وجود عدد وصفه بـ"النسبي والرمزي"، وغياب المحتوى النوعي.
الجلوس على طاولة بيضاوية واحدة مع "تناسي" الهم الإقليمي، قرار مهم وضروري في المرحلة القادمة على الأردن، حيث يتفاعل المواطن الأردني مع قضية مصر أكثر من تفاعله مع قضاياه "ليرى الأمل هناك"، بحسب الكاتب كلاب.
وحذر كلاب من تحول المطالبين بالإصلاح إلى "الحلقة الأضعف" إذا ما قدم المواطنون والدولة "الأمان والاستقرار" على مكافحة الفساد وإجراء إصلاحات حقيقية.