تأهيل القيادات الشابة: الطريق نحو تجديد وإحياء مؤسسات المجتمع المدني

الرابط المختصر

تعد عملية تأهيل القيادات الشابة خطوة جوهرية لتجديد الدماء في مؤسسات المجتمع المدني. فالشباب يجلبون حيوية وأفكارًا جديدة تسهم في تطوير العمل وتحقيق الأهداف المنشودة. ووجود قيادات شابة يساعد في تعزيز الابتكار والاستجابة السريعة للتحديات.

ورغم التحديات التي تواجه الشباب في تولي القيادة، مثل نقص الخبرة والتوجيه، إلا أن الفرص المتاحة لهم كثيرة. محمد فليفل، شاب نشط في العمل الشبابي بالمجتمع المدني، يصف تجربته بأنها مثمرة للغاية وتؤثر إيجابياً على شخصيته. أوضح محمد أن هذه التجربة تفتح له آفاقًا جديدة وتساعده في التعرف على المشكلات التي يعاني منها المجتمع، مما يمكنه من المساهمة في حلها.

ومع ذلك، يواجه العمل الشبابي تحديات عدة، منها ضعف التمويل وضعف الهيكلة الإدارية. هذه العوامل تؤثر سلباً على المجتمع، بالإضافة إلى انتشار الواسطة والمحسوبية في بعض المؤسسات. يعتقد محمد أن هذه المؤسسات بحاجة إلى دعم مالي كبير بالإضافة إلى تحسين التصميم الداخلي والإدارة لتتمكن من تحقيق أهدافها بفعالية.

صهيب أحد الشباب المتطوعين في العمل الشبابي بالمجتمع المدني، يقول إن التحديات التي يواجهها تشمل نقص التمويل والدعم المالي، مما يقيد نطاق الأنشطة والمشاريع التي يمكنهم تنفيذها. وأضاف صهيب أن التعامل مع البيروقراطية يمكن أن يكون مرهقًا ويبطئ من وتيرة التغيير الذي يسعون لتحقيقه. ومع ذلك، يرى صهيب أن التحدي الأكبر هو تغيير النظرة المجتمعية نحو الشباب وإقناع المجتمع بأن الشباب قادرون على قيادة التغيير الإيجابي.

تلعب مؤسسات المجتمع المدني دورًا محوريًا في تأهيل القيادات الشابة. من خلال المبادرات والبرامج التدريبية، تساهم هذه المؤسسات في بناء قدرات الشباب وتمكينهم من تحمل المسؤولية. كما تتيح لهم الفرصة للمشاركة الفعالة في صنع القرار وتحقيق التغيير الإيجابي.

أكدت المديرة التنفيذية للنهضة العربية للديمقراطية والتنمية، سمر محارب، أن هناك فجوة بين الأجيال في الوطن العربي ومؤسساته المختلفة، وهذا ينطبق على مؤسسات المجتمع المدني. وأضافت أن هذه الفجوة تظهر بعدة طرق، مثل انعدام الإدارات بالمستوى الثاني، وعدم وجود من ينيب عن المدير.

وأشارت محارب إلى أنه للتغلب على هذه الفجوة، علينا فعل الكثير خاصة وأن واقع مؤسسات المجتمع المدني العربي صعب من حيث التمويل والقدرات المؤسسية والدعم السياسي والمجتمعي. لذلك، سد هذه الفجوة يحتاج إلى نظرة شمولية، وبرامج مدروسة ضمن استراتيجيات عمل منهجية. وأكدت أيضًا أهمية حوار الأجيال، وتقديم التوجيه والدعم.

هناك العديد من النماذج الناجحة لقيادات شابة أثبتت جدارتها في مؤسسات المجتمع المدني. هؤلاء الشباب قدموا إسهامات كبيرة في مجالات مختلفة مثل البيئة، والتعليم، وحقوق الإنسان. قصص نجاحهم تلهم الآخرين وتؤكد أهمية دعم وتأهيل القيادات الشابة.

وفقًا لتقرير مؤسسة الشباب الدولية (IYF)، فقد تم توفير التدريب على المهارات الحياتية والمهنية لأكثر من 14,000 شاب وشابة في الأردن، مما يعكس تأثير برامج تنمية الشباب في البلاد. وفي إطار مبادرة "نساء، سلام، وأمن"، شارك أكثر من 1,000 شاب في حوارات حول العنف القائم على النوع الاجتماعي ودور الشباب في تنفيذ الخطط الوطنية، مما يعزز المشاركة الشبابية الفعالة في بناء مجتمع متماسك ومستدام، تأهيل قيادات شابة في مؤسسات المجتمع المدني ليس فقط حاجة ملحة بل هو استثمار في مستقبل مجتمعاتنا.