هل فتح الذكاء الاصطناعي الأبواب أمام الشباب أم أغلقها

الرابط المختصر

في عالم اليوم المتسارع، حيث تزداد الحاجة إلى التكنولوجيا المتقدمة، بات الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في تحديد المسارات المهنية والفرص الوظيفية، هذا التأثير لم يكن نظريًا فقط، بل جاء بناءً على تجارب حقيقية مثل تجربة زيد صبّاح، الذي يقول: وجدت في الذكاء الاصطناعي ليس فقط وسيلة لتحقيق أهدافي، بل أيضًا رفيق درب في رحلتي نحو النجاح.

زيد صبّاح، شاب أردني تخرج من قسم هندسة الكهرباء في الجامعة الأردنية، ومثل أي خريج جديد، واجه تحديات عديدة في محاولة دخول سوق العمل، يقول زيد "حاولت في البداية أن أندمج في سوق العمل، إلا أن العديد من الحواجز كانت تصدني وتبعدني عن الطريق مثل أي شاب حديث التخرج، مما دفعني للبحث منفردًا، وخلق سوق عمل خاص بي." كيف تمكن زيد من تحقيق ذلك؟ نكشف لكم التفاصيل في السطور التالية.

تحديات البداية
بحسب ما قاله زيد؛ وبعد مدة ليست بالقليلة من البحث عن الوظائف التقليدية في تخصصه، لم يكن زيد قادرًا على تحديد مساره المهني سابقًا؛ بسبب صعوبة معرفة المهام المطلوبة في مختلف الوظائف سواء في دولته أو حول العالم. وأوضح قائلاً: "كانت المصادر قبل ظهور الذكاء الاصطناعي تعتمد على آراء الناس المختلفة والمتباينة، بينما يعتمد الذكاء الاصطناعي على تقديم الرأي الأكثر شيوعًا والأكثر ضمانًا استنادًا إلى المعلومات المدخلة والمجمعة." زيد، مثل العديد من الشباب الطموحين، كان يبحث عن دليل واضح يرشده في هذا العالم المعقد، وكانت المصادر التقليدية تفتقر إلى الموضوعية والثبات بحسب قوله.

الدور المحوري للذكاء الاصطناعي
أوضح زيد في حديثه لموقع عمان.نت عن تميُّز الذكاء الاصطناعي، قائلاً "أما بما يتعلق بأدوات الذكاء الاصطناعي؛ فهنالك العديد من التقنيات والبرامج المتنوعة التي تشمل مختلف التخصصات مثل البرمجة وكتابة المحتوى والتصميم وغيرها الكثير، التي ما عليك سوى البحث أكثر نحو الأداة والمسار الذي ترغب في دخوله ودراسة هه الأداة والطريقة الأمثل لاستخدامها والمباشرة في العمل" هذه القدرة على التكيف والتعلم السريع جعلت من الذكاء الاصطناعي شريكًا لا غنى عنه في مسيرة زيد المهنية.

كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي
عندما حدد زيد المسار الذي يرغب في اتباعه وهو عالم البرمجة والأكواد، استطاع من خلال الذكاء الاصطناعي معرفة المهام المطلوبة، وطلب منه تقديم مهام مشابهة، حتى يتمكن من بناء خبرة في المجال، دون أن يكون موظفًا فيه. وأوضح زيد قائلاً: "عندما قابلت الشخص الذي أعمل معه عن بعد، ساعدتني تلك المهام في إثبات كفاءتي أمامه والتغّلب على جميع العقبات التقليدية التي كانت من قبل." هنا، لم يكن الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل كان دليلًا خبيرًا يقدم نصائح عملية ومحددة بحسب وصف زيد.

رحلة زيد نحو النجاح المهني
بدأت رحلة زيد بحاجته إلى العمل عن بعد، ومعظم هذه الوظائف تعتمد على الحاسوب. وأي مهمة تتطلب استخدام الحاسوب، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدته عليها. بعد أن سأل الذكاء الاصطناعي، وحدد المجال الذي يرغب فيه، تعلم منه كيفية العمل في هذا المجال وأين يمكنه إرسال سيرته الذاتية. زيد يروي: "بعد أن زودني بالمعلومات، استخدمتها وأرسلتها، ووجدت وظيفة عن بعد في شركة موجودة في الولايات المتحدة. وبفضل الذكاء الاصطناعي تمكنت من التطور في الوظيفة الجديدة حتى صرت مسؤولاً عن كل صغيرةٍ وكبيرةٍ برمجياً في هذا الموقع ."

كانت هذه الرحلة مليئة بالتحديات، لكن زيد لم يستسلم، بل اعتمد على الذكاء الاصطناعي كرفيق ودليل يقوده نحو النجاح، كان للذكاء الاصطناعي دور حاسم في كل خطوة من خطواته، من البحث عن الوظيفة إلى تقديم الأداء المتميز في العمل بحسب ما قاله زيد.

الاعتماد على الذات والتكنولوجيا
أوضح زيد أن الأمر يعتمد على الشخص وليس على التكنولوجيا. "إذا كنت موظفًا واستخدم الذكاء الاصطناعي لتطوير نفسي، سأجد الفرصة، ولكن إذا استخدمته لأداء مهام لا أفهمها بدون محاولة الفهم، فلن أستفيد. "وأردف قائلاً "الشيء نفسه ينطبق على المدير عند توظيف موظفيه، إذا كان يرى أن من يستخدم هذه التكنولوجيا بشكل خاطئ لا يعرف شيئًا، فسوف يضر نفسه، وعليه أن يعرف كيف يستخدم هذه التكنولوجيا لتطوير نفسه واختيار موظفيه."

بهذه الكلمات، أشار زيد إلى أهمية الفهم العميق والاستخدام الذكي للتكنولوجيا، فالذكاء الاصطناعي ليس عصا سحرية، بل هو أداة قوية تحتاج إلى مستخدمين أذكياء.

الأرقام والإحصائيات
بناءً على الإحصائيات الحديثة، تُظهر الأرقام أن الذكاء الاصطناعي يشهد نموًا كبيرًا في العالم، ففي عام 2022، بلغت نسبة الشركات التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في واحد على الأقل من أقسامها 50٪ مقارنة بـ 20٪ في عام 2017. وبلغ الاستثمار العالمي في تقنيات الذكاء الاصطناعي 91.9 مليار دولار، مع متوسط عدد تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الشركات يصل إلى 3.8 تطبيقات، تضاعفت من 1.9 في عام 2018.

كما يتوقع أن يولد الذكاء الاصطناعي نموًا اقتصاديًا يبلغ 13 تريليون دولار بحلول عام 2030، ويخلق 9 ملايين وظيفة جديدة بحلول عام 2025. ومع ذلك، فإن 40٪ من الوظائف معرضة لأتمتة الذكاء الاصطناعي، مما يثير بعض المخاوف.

الاستخدامات والمخاوف
تعتبر الصناعة من أكثر القطاعات استخدامًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تليها الخدمات المالية والرعاية الصحية. ومع ذلك، هناك مخاوف رئيسية تتعلق بإزاحة الوظائف بسبب الأتمتة، إمكانية تحيز الخوارزميات ضد مجموعات معينة، والاستخدامات غير الأخلاقية للتكنولوجيا.

زيد يشير إلى هذه المخاوف قائلاً: "بالرغم أنني لست مختصًا للحديث عن المخاوف المترتبة على استخدام هذه الأدوات المتطورة، ولكن؛ مثل أي شخص طبيعي في العالم؛ لدي بعض المخاوف من الذكاء الاصطناعي بأن يستحوذ على مختلف الأعمال، لكن وبما أننا ما زلنا في بداية الأمر وعصر التطور الرقمي الهائل فمن الأجدر أن لا نقلق الآن بل أن نتعلم كيفية استخدامه فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون سلاحًا ذا حدين، لكن الأهم هو كيفية استخدامه وتوجيهه بشكل صحيح ليكون أداة بناء وليس هدم."

من خلال تجربته الشخصية، يؤكد زيد أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تكنولوجية، بل هو جسر يمكن أن يقودنا إلى النجاح المهني، وينصح الجميع بالتركيز على تطوير المهارات باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين فرص القبول والاختيار من قبل الشركات التي يقترحها الذكاء الاصطناعي. "الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون حليفًا قويًا إذا عرفنا كيف نستغله بشكل صحيح"، كما اختتم زيد حديثه.

قصة زيد صبّاح ليست مجرد تجربة فردية، بل هي نموذج يمكن أن يلهم الكثيرين لاستغلال التكنولوجيا في تحقيق أحلامهم وأهدافهم المهنية، ففي النهاية، الذكاء الاصطناعي هو وسيلة، ونحن من نصنع النجاح باستخدامها بحكمة وفطنة.

أضف تعليقك