عصابات التحطيب ونيران المتنزهين تدمر غابات العالوك

عصابات التحطيب ونيران المتنزهين تدمر غابات العالوك
الرابط المختصر

تقضم مناشير عصابات التحطيب ونيران المتنزهين كل عام أجزاء واسعة من غابات العالوك الشهيرة ببلوطها وسنديانها المعمر غربيّ الزرقاء، في وقت تقف وزارة الزراعة عاجزة عن حمايتها نتيجة نقص الإمكانات.

 

ولا تخطئ العين مدى التخريب الذي لحق بأشجار المنطقة التي تبعد عن الزرقاء نحو 26 كيلومترا، حيث يمكن مشاهدة آثار المناشير الآلية التي قطعت أغصان الكثير منها، بينما اقتلع بعضها من الجذور، في ما يبدو باستخدام آليات ومركبات كبيرة.

 

ويسود اعتقاد بأن من يقدمون على هذه الاعتداءات ليسوا مجرد أشخاص يبحثون عن بعض أغصان لتدفئة منازلهم شتاء، بل "عصابات" منظمة وجدت في أشجار الغابات مصدر ثراء سريع في ظل ارتفاع الطلب على الحطب جراء غلاء المحروقات.

 

على أن رئيس مركز زراعي العالوك المهندس عبدالكريم السلامات يفضل وصف لصوص الأشجار هؤلاء بـ"المجهولين"، موضحا أنهم يمارسون نشاطهم تحت ستار الليل، حيث تخف رقابة "الطوافين" التابعين للوزارة والمكلفين بحراسة الغابات.

 

وقال السلامات أن اللصوص يلجأون إلى أساليب احتيال وتضليل متنوعة للإفلات بجرائمهم، ومنها استخدام سيارات بلوحات أرقام مزورة أو بلوحات تختلف أرقام الأمامية منها عن الخلفية.

 

وكثيرا ما يفلح هذا الأسلوب، حيث يتبين عادة عند تقديم بلاغ وإرفاقه برقم ووصف المركبة المستخدمة في السرقة، يتم الحصول على الرقم يعود لمركبة أخرى، ما يؤدي لعدم تطابق الرقم مع وصف المركبة المذكور في البلاغ، وتنتفي بالتالي إمكانية إدانة السارق.

 

وأشار السلامات إلى أنه يجري تقديم ما معدله عشر بلاغات شهريا إلى المحاكم ضد أشخاص يمارسون الاحتطاب الجائر، والذي أتى بعضه على أشجار يتجاوز عمرها مئات السنين.

 

كما لفت إلى عامل آخر يساهم في تدمير الغابات، وهو الحرائق الناجمة عن إهمال بعض المتنزهين، والذين يغادرون دون أن يكلفوا أنفسهم إطفاء النار التي أشعلوها للشواء.

 

وشكا السلامات من أن ضعف الإمكانات يحول دون قدرة المركز على مراقبة وحماية الأشجار، حيث أنه ليس لديه سوى 15 طوافا، وهو عدد غير كاف لتغطية المساحة الشاسعة لغابات المنطقة والبالغة نحو 42 ألف دونم.

 

وقال أنه ليست لدى الطوّافين سوى سيارتين مخصص لهما سائق واحد، وهما لا تصلحان للسير في المناطق الوعرة، كما أنهما تفتقران للكثير من المستلزمات، وليس اقلها وسائل التدفئة خاصة في الليل حيث تنخفض درجات الحرارة بحدة.

 

ودعا السلامات إلى تفعيل دور الشرطة البيئية في المنطقة، والتي تتحمل جزءا من المسؤولية في حماية الغابات ولديها فرق مجهزة بشكل أفضل.

 

وأشار إلى أن اقرب مكتب لشرطة البيئة يبعد عن العالوك ثلاثين كيلومترا، ما يتعذر الاستنجاد به من قبل الطوافين عند ضبطهم حالات احتطاب جائر، حيث أن حضور فرقه يتطلب وقتا يكون السارقون خلاله قد غادروا المكان.

 

من جهته، أقر الناطق الإعلامي في وزارة الزراعة الدكتور نمر حدادين بالمعيقات التي تحد من قدرة مركز زراعة العالوك على حماية المنطقة الحرجية، لافتا إلى أنه سيجري العمل على زيادة أعداد الطوافين في المنطقة حتى يتناسب مع مساحتها.

 

وقال حدادين أن مشكلة نقص الإمكانات تعاني منها كافة مراكز الوزارة، لكنه تعهد باطلاع المسؤولين على مشكلات مركز العالوك من أجل البحث عما هو ممكن من حلول.