سرطان الثدي ... فحوصات تحد ذوات الإعاقة

سرطان الثدي ... فحوصات تحد ذوات الإعاقة
الرابط المختصر

لم تقف صعوبات البيئة المناسبة لذوي الإعاقة عند ممر خاص في الطرق، أو التسهيلات اللازمة في البنايات، بل طالت البنية التحتية للمرافق الصحية والطبية.

 

فالأربعينية نجاح السالم، تعبر عن استيائها لعدم تهيئة جهاز فحص سرطان الثدي، بما يتناسب مع إعاقتها الحركية والتزامها كرسيها المتحرك، بعد جهد على إقناعها بإجراء الفحص الذي كانت ترفضه، وكأنها تقول: "رضينا بالهم و الهم مارضي فينا".

 

وتروي السالم بداية قصتها مع عدم قناعتها بإجراء الفحص، وتشجيع شقيقتها الصغرى لها بذلك، وهي المرلفقة الدائمة لها، إضافة إلى مشاركتها بإحدى الورشات التوعوية حول سرطان الثدي في محافظة الزرقاء، إلى أن بادرت إلى إجراء الفحص السريري، ولكنها تفاجأت بعد ذلك بعدم مناسبة جهاز تصوير المموغرام لوضعها الحركي.

 

"فجهاز المموغرام يحتاج إلى وقوف المراجع أمامه بشكل مستقيم، وهو ما لا أتمكن منه على كرسيي المتحرك، تقول السالم، والتي  تستغرب من وصول حالة التهميش لذوي الإعاقة في المجتمع إلى المجال الصحي، رغم التطور الذي يشهده في المملكة.

 

ومن خلال لغة الإشارة، توضح سارة علم ذات الإعاقة السمعية، أن  هناك جهلا صحيا لدى النساء الصم تحديدا، فـ"مع واقع العزل الذي تعاني منه هذه الشريحة وعدم تقبل المجتمع لهم، هنالك غياب تام بوسائل التوعية المخصصة للصم والمدعومة بلغة الإشارة في ما يتعلق بسرطان الثدي".

 

وما جعل سارة تتعرف بسرطان الثدي، هو إصابة والدتها بالمرض، حيث لم تكن تدرك وجوده لغياب التوعية المناسبة لإعاقتها به، وحتى خلال دراستها الجامعية، مطالبة الجهات المعنية ووزارة الصحة بتوفير المتطلبات اللازمة لذوي الإعاقة واحتياجاتهم التوعوية.

 

الفاحصة في البرنامج الأردني لسرطان الثدي هند علي، تؤكد أن البرنامح قد استهدف مجموعة من الجمعيات المعنية بذوي الإعاقة، حيث قام بإعطاء محاضرات توعوية لمجموعة نساء من ذوات الإعاقات المختلفة، وتم إجراء فحوصات سريرية خلال الشهر الماضي لتسع وعشرين سيدة في محافظة عمان والزرقاء ومناطق أخرى من المملكة.

 

وتشير العلي إلى ضعف الوعي بسرطان الثدي لدى أغلب المشاركات من ذوات الإعاقات وخاصة السمعية، وذلك بسبب عدم استهدافهم ببرامح التوعوية المناسبة، مؤكدة في الوقت نفسه توفير مترجمة سمعية خلال محاضرات البرنامج الحالي، إضافة إلى الكشف السريري الذي يضمن وصول المعلومة لهن.

 

وحول عدم مناسبة جهاز تصوير المموغرام لذوات الإعاقة الحركية، لفتت العلي إلى تقديم هذه الإشكالية للبرنامج لاتخاذ الإجراء اللازم لتجاوزها.

 

وتحمل رئيسة جمعية "أنا إنسان" آسيا ياغي، مسؤولية التقصير التوعوي بسرطان الثدي على المرأة ذات الإعاقة نفسها، إضافة إلى عائلتها، كونها امرأة كغيرها من النساء، ويجب أن يولين هذا المرض اهتماما كبيرا، وغيرها من الشؤون النسوية.

 

كما تعاني ذوات الإعاقة، بحسب ياغي، من عدم تقبل بعض الكوادر الطبية للتعامل معهن لدى مراجعتهم للعيادات النسائية، مشيرة إلى عدم الأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهن من حيث الأجهزة الطبية المختلفة التي تلبي احتياجتهن.

 

وتؤكد ياغي "إغفال" الجهات الحكومية، والجهات المعنية بقضايا النساء من ذوات الإعاقة لاعتقادهم الخاطئ بقلة عددهن، علما أن إحصاءات عام 2010 تظهر أن نسبة النساء ذوات الإعاقة تبلغ 38% من نسبة الأشخاص من ذوي الإعاقة في المملكة.

 

ومن جهتها أكدت مسؤولة وحدة تصور الثدي في مركز الحسين لسرطان اللدكتورة ليلى ابو طاحون ,انه تم التعامل مع عدد من الحلات من النساء اللواتي يستخدمن الكرسي المتحرك ولكن يشترط وجود فني ذو خبرة في التصوير لاتباع طريقة معينة و الوصول الى صورة دقيقة .

 

وتضيف ابوطاحون ان المركز يوفر شاحنة متخصصة لفحص سرطان الثدي ,و هي مهيئة بمدخل خاص لنساء ذوات الاعاقة الحركية و مستخدمات الكرسي المتحرك مما يسهل دخولهم و استفادتهم من الفحوصات.

 

وتبدأ خطوات الخروج من هذه الإشكالية، بتوعية الكوادر الطبية بحقوق وطرق التعامل مع ذوي الإعاقة، والنساء منهم تحديدا، وهو ما يلزم تظافر الجهود الفردية والجهات المعنية لتبني القضية من منظور عام، إضافة إلى إدراك المرأة ذات الإعاقة لحقوقها وسبل المطالبة بتلبيتها .

 

يذكر أن سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات المسببة للوفاة عند النساء، كما يحتل المرتبة الأولى شيوعا بين الأردنيات، حيث يشكل  ثلث الإصابات عندهن، فيما يسجل في الأردن 525 إصابة جديدة سنويا، منها 513 إصابة سرطان ثدي بين الإناث و12 إصابة بين الذكور.