لوحت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك باتخاذ خطوات تصعيدية في حال اتخذت الحكومة قرارا برفع الدعم عن بعض السلع، ومن بينها مادة الخبز.

واكد الناطق باسم الجمعية سهم العبادي ان اتخاذ هذا القرار سيؤدي حتما الى فرض المزيد من الضرائب على بعض السلع وخاصة المواد الغذائية المصنعة الامر الذي سينعكس على اسعارها بارتفاع.

ويرى العبادي بان من الاولى على الحكومة  ايجاد حلول للحد من اختلالات الية توزيع مادة الطحين المدعوم، وببيع الفائض منه بالسوق السوداء، بدلا من رفع الدعم الذي لن  يساهم بانخفاض نسبة المديونية وسد عجز الموازنة.

وتشير المعطيات إلى أن الحكومة تتجه نحو تقديم الدعم النقدي للأردنيين، والبالغ 16 قرشا عن كل كيلو خبز، مقابل تحرير سعر هذه المادة بعد أن وجدت الحكومة أن أكثر من 3 ملايين مقيم يستفيدون من دعم هذا السلعة ، بالاضافة الى وجود ممارسات استغلالية لمادة الطحين المدعوم من قبل حلقات التسويق التي تتم بين بعض المطاحن والمخابز والناقلين.

من جانبه اوضح الخبير الاقتصادي مازن مرجي ان الحكومة كانت تنتج ما قبل السبعينات ما يكفي ويزيد من مادة القمح وتعمل على تصديرها الى الخارج، الا ان تزايد اعداد السكان وتوغل العمران العشوائي على الاراضي الزراعية ادى الى حاجة الممكلة لمادة القمح.

ويؤكد مرجي بان سيناريوهات رفع الدعم عن مادة الخبز مطروحة من قبل الحكومات المتعاقية ما قبل 15 عاما،  بحجج متنوعة ومتغيرة وفقا للظروف، متوقعا تنفيذها خلال الفترة المقبلة.

شهدت المملكة احتجاجات ومظاهرات سميت بثورة الخبز انطلقت من محافظة معان في عام 1989،على اثر  رفع الدعم الحكومي عن  السلع.

ويرى سهم العبادي ضرورة ايجاد الدولة حلول بديلة بعيدة عن جيب المواطن، الذي لم يعد قادرا على تغطية تكاليف معيشته الاساسية، متجاهلين الكثير من احتياجاتهم لتوفير مستلزماتهم الاساسية.

ويطالب مجلس النواب اثناء عقد دورته القادمة بمناقشة خطط اقتصادية قابلة للتطبيق على ارض الواقع، بعيدا عن الاستعراض والبطولات.

وكان وزير الصناعة والتجارة والتموين، يعرب القضاة اكد في تصريحات سابقة، أن الحكومة تتحمل قيمة دعم تبلغ حوالي 16 قرشا عن كيلو الخبز، في حين تتحمل أكثر من 200 دينار مقابل بيع كل طن طحين 53.14 دينار، وذلك بهدف الحفاظ على سعر كيلو الخبز عند 16 قرشا للكيلو.

وأوضح القضاة، أن العديد من السلع ما تزال قيد النقاش من قبل الحكومة ولم يحسم أمرها بعد، في إشارة إلى عدم وجود قرار حاسم بخصوص هذا الموضوع.

وبحسب دراسات حكومية، يقدر استهلاك الفرد من مادة الخبز حوالي 90 كيلوغراما سنويا، ويقدر استهلاك الأردنيين من الخبز يوميا بـ10 ملايين رغيف؛ علما بأن الحكومة تقول أن دعم الخبز كلفها 140 مليون دينار في العام 2017.

وتشير لائحة الأسعار الحالية لمادة الخبز، الى ان سعر كيلو الخبز الصغير يبلغ 24 قرشا، وكيلو العربي الكبير 16 قرشا، وكيلو المشروح (الطابون) 18 قرشا.

يذكر أن حكومة عبد الله النسور قررت رفع الدعم عن المحروقات مقابل دفع فرق هذا الدعم للمواطنين مباشرة، إلا أنها توقفت عن ذلك لاحقا، مبررة ذلك بانخفاض أسعار النفط عالميا دون مستوى السبعين دولارا للبرميل الواحد.