حصص مكافحة الإرهاب..ما القيمة المضافة؟؟

حصص مكافحة الإرهاب..ما القيمة المضافة؟؟

 

بدأت وزارة التربية والتعليم بتطبيق قرار جديد يقضي بتخصيص الحصة الأولى من يوم الثلاثاء من كل أسبوع للحديث عن خطورة الإرهاب وضرورة مكافحته، ونبذ العنف والتطرف بأشكاله المختلفة، كردة فعل على أحداث عملية الكرك التي وقعت في 18 من كانون أول.

 

 

قرار خلف عاصفة من الأسئلة والإستفسارات عبر شبكات التواصل الإجتماعي حول " من يملك الكفاءة لتدريس الطلاب هذه المفاهيم" و " ما تعريف الإرهاب" و "هل جاء هذا القرار بناء على استراتيجية أم فزعة على خلفية أحداث الكرك".

 

 

وزارة التربية والتعليم، اكدت على لسان الناطق الرسمي باسم الوزارة وليد الجلاد, ان "الوزارة ستضع دليلا ارشاديا مخصصا للحصص المقررة بتوعية مكافحة الإرهاب" .

 

 

مشدد على أن "الدليل سيعمم خلال الاسبوع القادم  على المدارس لكي يتمكن التربوين من ادارة  هذه الحصص".

 

وقال إن وزارة التربية "جزء من الإستراتيجية الوطنية لمكافحة كافة اشكال الإرهاب والعنف والفكر المتطرف وأن التوجيه يبدأ من المدرسة” .

 

 

وتخوف خبراء تربويون من مخاطر "مخاطبة الأطفال بمفاهيم كالإرهاب" على سلوكهم،الخبيرة في مجال الطفولة المبكرة والتدخل المبكر الدكتورة سهى الطبال رفضت تعريض طلبة المدارس لمفاهيم وصفتها بالمرعبة "كالإرهاب".

 

 

وقالت إن الدراسات تؤكد على أن الطالب في مرحلة الطفولة المبكرة خاصة للصفوف الأساسية بحاجة لزرع القيم الإيجابية والمفاهيم السليمة، مبدية خشيتها من حدوث الإنعكاس السلبي على الطالب بتوجهه لتجريب ما سيتم تقديمه له في حصة مكافحة الأرهاب.

 

 

مضيفة بأن دور المدرسة وحده لا يكفي، فلا بد من تظافر مؤسسات التنشئة الإجتماعية، وخاصة الأسرة ومشاركتها مع المدرسة من خلال برامج تفاعلية تركز على قيم المواطنة واحترام الآخر وقبوله "كالمسرحيات والفنون المختلفة وحص الطالب على المطالعة وتقديم البحوث والأوراق النقاشية حول التطرف والعصبية والمواطنة"، بدلا من تقديم دليل للمعلمين والطلبة حول مكافحة الإرهاب والتطرف.

وكان وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات أوعز بتخصيص الحصة الأولى من يوم الثلاثاء من كل أسبوع للحديث عن خطورة الإرهاب وضرورة مكافحته، ونبذ العنف والتطرف بأشكاله المختلفة، والتأكيد على سماحة الإسلام والاعتدال والوسطية، واحترام الشرائع والعهود والمواثيق التي تحمي المجتمع، وذلك وفق محاور تم تعميمها على الميدان.

 

 

كما أوعز الذنيبات، خلال اجتماع لجنة التخطيط الموسعة في الوزارة، بتخصيص الطابور الصباحي ليوم بعد غد لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين قضوا دفاعا عن الوطن، وإبراز دور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره.

 

 

وأكد على أهمية دور المؤسسة التربوية وواجبها، وبخاصة المدرسة في تشكيل الوعي المجتمعي حول خطورة الإرهاب والفكر المتطرف والعنف بكل أشكاله.

 

 

من جهته دعا رئيس جمعية الكتاب والسُنة زايد حماد، أن ما يدفع بعض الشباب الأردنيين الى التطرف هو “الجهل”. و يعتقد أن ” التنظيمات المتطرفة باتت تستخدم كافة الوسائل وخاصة التكنولوجيا لتجنيد الشباب”.

يقول “هذا اسلوب ناجح ومؤثر، اذ تستهدف هذه التنظيمات الأعمار من 15 الى 22 سنة، حيث يكون الشباب بهذا العمر غير ناضجين وقادرين على الحكم؛وبالتالي يسهل على التنظيمات تسويق أفكارها، خصوصا في ظل غياب حملة وطنية للتوعية من مخاطر تنظيم الدولة تخاطب الشباب”.

 

يرى حماد أن ” غياب المرجعيات الدينية لدى الشباب، سهل وصول التنظيمات لهم، الى جانب استغلال التنظيمات للأوضاع المادية الصعبة لبعض الشباب، واغراءهم بإمور مادية ودنيوية واقناعهم بأنهم سيذهبون الى الجنة وسينالون الحور العين والشهادة، بالتالي اختراقهم اصبح سهلا”.

 

مطالبا السلطات الأردنية ومؤسسات المجتمع المدنية “بحلول واضح للتعامل مع الشباب، تتضمن حملة توعية في المدارس والجامعات والإعلام والوصول لأماكن اصحاب الفكر، حملة يشارك فيها جميع أبناء الوطن، ومخاطبة كل شخص حسب فكره من خلال شيوخ لديهم مقدرة على المناقشة واستخدام كل الأدوات المتاحة وخصوصا التكنولوجيا”.

 

اما بخصوص الخلايا النائمة، يقول حماد إن ” ممكن خلال اسبايع يتم التواصل مع اي شخص من قبل هذه التنظيمات وتجنيده، بينما تتخذ الجهات الرسمية خطوات الى الوراء، الخلايا النائمة هم اشخاص لديهم فكر يتم تعزيزه و مخاطبتهم بطرق غير تقليدية”.

هذا التقرير أعُد ضمن مشروع “إنسان”

أضف تعليقك