حزب التحرير بين التنظير الفكريّ والعزوف عن المشاركة السياسية

حزب التحرير بين التنظير الفكريّ والعزوف عن المشاركة السياسية
الرابط المختصر

منذ أن تقدّم تقي الدين النبهاني، في يوم 17/11/1952  بطلب رسمي، إلى وزارة الداخلية الأردنية للحصول على ترخيص يسمح له مع مجموعة من العلماء، بإنشاء حزب التحرير، ورفض الوزارة الطلب، والحزب مُدرجٌ على لائحة "الحظر" ليكون بذلك من أوائل الأحزاب، التي يتم منع أي نشاط لها على الساحة الأردنيّة.

ودون أن تنتظر قيادة الحزب، موافقة وزارة الداخلية، باشرت في العمل على  المراحل الثلاث التي حددتها لنفسها للوصول، إلى دولة الخلافة الإسلامية:

 جائت المرحلة الأولى، تحت بند، " التثقيف لإيجاد أشخاص مؤمنين بفكرة الحزب،ومن ثم"مرحلة التفاعل مع الأمة" والمرحلة الثالثة، التي نصّت على"استلام الحكم، وتطبيق الإسلام تطبيقاً عاماً شاملاً، وحمله رسالة إلى العالم".

في المرحلة الأولى، والثانية، يبرز نهج الحزب،واضحاً، لا لبس فيه،  معتمداً "الفكر، أداة رئيسية، في التغيير" للوصول إلى المرحلة الثالثة،" دولة الخلافة" دون الخوض ولو- تلميحاً- إلى أيّ عملٍ "جهاديٍ" أو عسكريّ" لتحقيق أهدافهِ، هذا عن بطاقة تعريف الحزب المنشورة على موقعه في الأنترنت، لكن في الممارسة السياسية، يختلف الوضع، إذ حمل موقع الحزب على الأنترنت، أيضاً، عدة بياناتٍ، تدعم وتؤيد العمليات الجهادية والقتالية، خاصةً في الورقة التي وجهها الحزب "نصرة لأهل الشام ضد الطاغية".

فكرياً، تتقاطع، أفكار " جماعة الأخوان المسلمين" مع فكر" حزب التحرير" في الوصول، للسلطة، عن طريق، التثقيف والسلّمية، ويعتبر الباحث في شؤون الجماعات الإسلاميّة، محمد أبو رمان، أن ذلك ليس غريباً، إذ أن" حزب التحرير" يُعتبر" حركةً استدراكيّةً منبثقةً عن جماعةِ الأخوان المسلمين" كما كتب للجزيرة نت.

ويضيف أبو رمان، للجزيرة نت: " رغم ما واجهتهُ تجربة الحزب من اخفاقات كبيرة إلّا أنها لم تواجه بمراجعاتٍ، فكّرية"

ترتكز أدبيات الحزب، إذاً، على الفكر، تنظيراً وممارسةً، ويعتمدهُ أساساً لعملهِ، تحديداً في المرحلة الأولى والثانية، كما أسلفنا.

في الأردن، ينأي، الحزبُ منذ بداية الحراك السياسيّ والمطلبيّ، عن مشاركة القوى والفعاليات، اعتصاماتها واحتجاجاتها، مع الحفاظ على نهجه وطريقتهِ في إيصال أفكاره، والتي تقتصر على التجمعات الخجولة، وعقد المؤتمرات الفكريّة، مثل مؤتمره الثاني الذي ينوي عقدهُ يوم الجمعة القادم، تحت عنوان" الأمة وتحديات المستقبل" في مدينة عمان.

وقال الناطق الرسمي للحزب ممدوح قطيشات لـ"عمّان نت"  إن جدول أعمال المؤتمر يحتوي على ثلاث محاور؛

  "واجب الأمة تجاه غياب الإسلام"،  "الغرب وهجومهِ على الإسلام" ومحورٌ ثالثٌ" يتناول القضايا الإقتصاديّة".

فهل سيبقى الحزب، أسيرَ التنظير الفكري، والمشاركات الخجولة في الحراكات؟

أضف تعليقك