أثر الفراشة .. شركة أردنية تقدم خدمات نفسية شبه مجانية للشباب وباقي شرائح المجتمع

الرابط المختصر

شهد الطب النفسي في الأردن خلال السنوات الأخيرة تطورا علميا كبيرا؛ بسبب زيادة الوعي بالصحة النفسية وزيادة الطلب على الخدمات النفسية، وتوفر التعليم والتدريب، مما أدى إلى زيادة أعداد الأطباء النفسيين المؤهلين والمعالجين السلوكيين،

ومن هؤلاء المعالج النفسي "محمد عبد العال" الذي أنشأ مؤخراً أول شركة من نوعها  لتقديم خدمات للإرشاد النفسي بعضها مجانية وأخرى مأجورة ولكن بسعر رمزي

 وتعتمد على طريقة العلاج بين الأشخاص وهو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يركز على العلاقة مع الآخرين، ويستند إلى فكرة مفادها أن العلاقات الشخصية غالبًا ما تكون في قلب المشاكل النفسية.  

علاوة على تقديم خدمات استثنائية وحساسة ثقافياً تعزز الشفاء والمرونة والرفاهية العامة للمجتمع العربي وتمكن من خلال هذه الشركة من توظيف 50 موظفاً من بينهم 5 من ذوي الإعاقة في خطوة ذات دلالات نفسية عميقة .

  درس عبد العال الفلسفة في بداية حياته الجامعية  في الجامعة الأردنية لمدة سنة ونصف ثم تطور عشقه للفلسفة إلى مجال علم النفس في الجامعة ذاتها، وتخرج الثاني على 125 طالباً وطالبة في جامعة عمان بمعدل 97%  والأول على دفعته من فئة الذكور.

وأثناء دراسته لبكالوريوس علم النفس العام حصل عبد العال على دبلوم علوم شرعية  من المملكة العربية السعودية، وانتقل لدراسة الماجستير في علم النفس العيادي من الجامعة الأردنية وبدأ بدبلوم العلاج النفسي الجمعي ليكون الأردني الوحيد الحاصل على هذه الشهادة وهي معتمدة من وزارة التعليم العالي في جمهورية مصر العربية  ومن الولايات المتحدة الأمريكية،

 ثم أسس شركته "أثر الفراشة" وهو تعبير مجازي يصف تلك الظواهر ذات الترابطات والتأثيرات المتبادلة والمتواترة التي تنجم عن حدث أول، قد يكون بسيطاً في حد ذاته، لكنه يولد سلسلة متتابعة من النتائج والتطورات المتتالية، وهذا المصطلح يأتي للوصف المجازي لحالةٍ ما، وليس لتفسير الحالة

وتم إطلاق هذه النظرية لأول مرة في عام 1963 على يد عالم الرياضيات والأرصاد Edward Lorenz الذي حاول جمع المعادلات الرياضية للتنبؤ بالأحوال الجوية لفترة معينة، وقام بإدخال البيانات لأجهزة خاصة قام بتطويرها بنفسه.

وكشف عبد العال لـ "صوت شبابي" أن هذا الاسم الذي يحمل أبعاداً فلسفية وفيزيائية لفت نظره منذ بداية دخوله إلى الجامعة عندما كان في التاسعة عشرة من عمره    وقام بتكوين مجموعة تدريبية داخل الجامعة أطلق عليها اسم "أثر الفراشة" ودرب من خلالها 125 طالباً وطالبة على مادة الأمراض النفسية.

 وتقدم الشركة التي تم إنشائها هذا العام 2024 العلاج الذي يلبي الاحتياجات النفسية والجسدية والمجتمعية وحتى الاقتصادية لمرضاها. ويرافق الموظفون كل مريض في طريقه نحو مستقبل يعتمد على الذات ويعتمد على نفسه.

ويتمثل ذلك في تقديم خدمات نفسية مباشرة وغير مباشرة ومنها التثقيف النفسي من خلال المنصات الخاصة بهذا المشروع على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "اليوتيوب" و"الأنستغرام" و"السناب شات" و"التوك توك" و"الفيس بوك" وغيرها 

ولفت المدير التنفيذي للشركة إلى أن خدمات "أثر الفراشة" هي خدمات توعوية مجانية للجميع إلى جانب تقديم خدمات تدريبية بمبالغ رمزية وزهيدة جداً لجميع شرائح المجتمع  الأردني كالأمهات والموظفين وطلاب الجامعات والعمال والمراهقين، وثمة جلسات نفسية جماعية وفردية بمبالغ لا تذكر .

 

توظيف الشباب

وأبرز خدمات "أثر الفراشة" كما يقول المعالج النفسي الشاب هو توظيف وتبني القدرات الشبابية، وتضم مؤسسته حالياً  أكثر من 50 موظفاً من الجنسين أردنيين ومن جنسيات أخرى، بالإضافة إلى خمس موظفين من ذوي الاحتياجات الخاصة. 

وعن أبرز المشاكل النفسية التي يعاني منها الشباب الأردني والشباب اللاجئين وهل ثمة حلول يراها لحل جزء من هذه المشاكل ألمح عبد العال إلى أن المجتمع الأردني يعاني من ثلاث مشاكل تتعلق بفئة الشباب أولها البطالة، حيث لا يوجد مكان يتبنى الشباب ولا يوجد الدعم المطلوب رغم الجهود الجبارة الحكومية وغير الحكومية ولكن هذا غير كاف، ويعاني الشباب كذلك من المشاكل النفسية والأرقام مخيفة جداً وتحديداً لدى طلبة الجامعات من الجنسين في مختلف المحافظات .

ولفت محدثنا إلى أنه رغم وجود خيارات فعالة في مجالي الوقاية والعلاج، فإن معظم المصابين بالاضطرابات النفسية لا تُتاح لهم رعاية فعالة .

 وبحسب منظمة الصحة العالمية تتفشى ممارسات الوصم والتمييز وانتهاكات حقوق الإنسان ضد الأشخاص المصابين بحالات الصحة النفسية في المجتمعات المحلية ونُظم الرعاية في كل مكان، حيث لا تزال محاولات الانتحار تعدّ جريمة في 20 بلداً.

وفي مختلف البلدان، تتعرّض الفئات الأفقر والأكثر حرماناً في المجتمع لمخاطر اعتلال الصحة النفسية أكثر من غيرها في حين تتدنى أيضاً فرص حصولها على الخدمات الملائمة والكافية على الأرجح.