اللاجئون الفلسطينيون في الأردن.. بؤس وحنين الى العودة

اللاجئون الفلسطينيون في الأردن.. بؤس وحنين الى العودة
الرابط المختصر

 

رغم رائحة البؤس والفقر المنتشرة في أزقة المخيم، يجلس الخمسيني، عزام أبو ملوح، امام دكانه المتواضع في مخيم الشهيد عزمي المفتي للاجئين الفلسطينيين، يستذكر قصص والده عن الوطن المسلوب فلسطين، ومدينته يافا التي هُجر منها عام 1948.

 

ينشط أبو ملوح اجتماعيا وسياسيا داخل المخيم، الواقع على بعد 100 كم شمال العاصمة عمان، مستغلا كل مناسبة فلسطينية وطنية للتذكير بتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي في محاولة لإبقاء القضية الفلسطينية حية في نفوس الجيل الثالث والرابع ما بعد النكبة الفلسطينية.

 

أبو ملوح، واحد من بين عشرات أبناء المخيم، أطلقوا مبادرة في ديسمبر الماضي، لرسم رموزا فلسطينية تحت عنوان ارسم فلسطين على جدران المخيم)، في محاولة لإبقاء الرموز الفلسطينية، حاضرة في أذهان الأطفال، بينما قام شباب في المخيم بتغيير أسماء شوارعه إلى أسماء مدن فلسطينية .

 

فعندما تقول" أنا ذاهب إلى نابلس أو غزة أو الخليل أو بيت لحم" لا يعني بالضرورة أنك ذاهب إلى فلسطين بعد أن باتت شوارع المخيم تحمل هذه الأسماء التي سرعان ما انتشرت بين أبناء المخيم الذي يفوق عدده الخمسين ألف لاجئ فلسطيني جلهم من الشباب.

 

 

يقول أبو ملوح "لـعرب نيوز"، "نحن في المخيم قضيتنا المركزية هي حق العودة، ورفض الوطن البديل، والخيار الأردني، وأي مشروع له علاقة بتصفية القضية الفلسطينية، سنعود ونرسم في الشوارع لتذكير الصغار عندما يذهبون ويعودون من المدرسة بقضيتهم ووطنهم فلسطين".

 

دستوريا يحظى اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات الأردنية بمختلف الحقوق التي يتمتع بها المواطن الأردني، ومن ضمنها الحق الكامل في المشاركة في الحياة السياسية والتملك والمنافسة على الوظائف العامة، إلا أن ذلك لا ينطبق على أبناء غزة المقيمين في الأردن.

 

 

وينقسم الوجود الفلسطيني في الأردن الى فئات ثلاثة: الفئة الأولى هي التي انتقلت للعيش في الأردن قبل سنة 1948، وهذه الفئة اندمجت بشكل كامل في المجتمع الأردني. أما الفئة الثانية فهي التي جاءت الى الأردن ما بين عامي 1948-1967، سكن معظم هؤلاء في المدن بينما فئة قليلة منهم سكنت في مخيمات محاذية، هذه الفئة أغلبيتها الساحقة اندمجت في المجتمع الأردني وكونت لنفسها وضعا اقتصاديا مريحا. أما الفئة الثالثة فهي التي جاءت الى الأردن بعد حرب حزيران 1967، وهذه الفئة  سكنت في المخيمات، وما زالت أوضاعها الأشد بؤسا ومن بينهم ما يعرفون في الأردن بـ"الغزيون".

 

وتقدر الإحصائيات الحكومية أعداد " أبناء قطاع غزة في الأردن"  بما يقارب 140 ألف مواطن، أغلبهم لا تعود أصوله لقطاع غزة كما هو معروف، يقول الخبير والكاتب في الشؤون الفلسطينية الصحفي فرج شلهوب إن " غالبية أبناء قطاع غزة في الأردن نزحوا من أماكن مختلفة من قرى ومدن فلسطين المهجرة عام 1948 ، اذ نزحوا في البداية إلى قطاع غزة الذي كان يخضع للسلطة المصرية، ثم لجأوا للأردن في عام 1967، الأمر الذي أكسبهم اسم أبناء قطاع غزة،  ويقيم هؤلاء منذ ذلك التاريخ في الأردن إقامة دائمة".

 

وتمنح السلطات الأردنية أبناء غزة جوازات السفر المؤقتة  لمدة عامين، لا تعطي حاملها أي صفة مواطنة من حيث الحصول على حق التملك وعلى عمل متساوٍ و تأمين صحي، إذ يحرم أبناء غزة من العمل بقطاعات الحكومة، وكذلك ا القطاع الخاص الذي يفضل عدم تشغيل من لا يحمل الجنسية الأردنية، مما يضيق على هذه الشريحة .

 

بينما الحال ليس بأفضل في باقي المخيمات الأردنية، الذين يعيشون في عشرة مخيمات رسمية وثلاثة غير رسمية، وجميعهم يعيشون تحت ظروف اجتماعية اقتصادية صعبة من حيث الفقر والبطالة، وتدنى الخدمات بعد تقليص الأونروا لنوعية خدماتها.

 

و يوجه مقرر لجنة فلسطين في البرلمان الأردني، أحمد الرقب، في حديث لـ"عرب نيوز"، نداء لمن يملك القدرة على مساعدة المخيمات الفلسطينية في الأردن التي تعاني من أوضاع معيشية مزرية بسبب الفقر المدقع، وارتفاع البطالة بين صفوف الشباب، سوء المسكن، و الاكتظاظ داخل المنزل الواحد، بالاضافة الى وضع بيئي سيئ جدا، في ظل تراجع وكالة الغوث عن تعزيز الخدمة في المخيمات في كافة المجالات".

 

وتعاني المخيمات في الاردن  من سوء البنية التحتية والخدمات المقدمة لها من حيث ضيق الأزقة والشوارع، والممرات، وانتشار القاذورات، والحفر والقنوات التي تتجمع فيها المياه العادمة، بالإضافة لانتشار الشقوق والبالوعات المكشوفة ‏التي تشكل مصدرا للبعوض والذباب والجرذان.

 

 

 

وينظر الفلسطينيون "للأونروا" إلى  كونها أبعد من وكالة لتشغيل وغوث اللاجئين فقط، ويعتبرونها شاهدا على تهجير الشعب الفلسطيني عام 1948، ومنذ ذلك الحين تتعرض الوكالة لعمليات تصفية بضغط من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، لإنهاء حق العودة.

 

ويؤكد امين سر اللجنة العليا للدفاع عن حق العودة جميل طليب، في حديث لـ"عرب نيوز" أن الولايات المتحدة تحاول انهاء دور الأونروا من خلال ايقاف الدعم عنها، وهذا يضعنا أمام ضرورة امتلاك استراتيجية واضحة للتمسك بحق اللاجئين في العودة الى ديارهم".

 

محذرا من انهاء دور وكالة الغوث في ايلول المقبل بعد "تجفيف مواردها المالية"، داعيا الى موقف عربي موحد للتصدي لحصار الوكالة.

 

 

خارج المخيمات يشكل الفلسطينيون القاعدة الرئيسية لطبقة المهنيين وغالبية رجال الأعمال والعائلات الثرية من التجارة والصناعة. وعائلات مثل: نقل و سلفيتي  المصري, والصايغ و خوري وشومان يعتبرون من أهم العائلات الثرية في الاردن من اصول فلسطينية.

 

 

ويقطن في المملكة الأردنية الهاشمية إحصائيات وكالة الغوث الدولية (الأونروا) أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني مسجلين يقيمون داخل 10 مخيمات تعترف بها المنظمة الدولية و 3 غير معترف بها، وحسب التصنيف الدولي هناك قسمين من فلسطيني الشتات فمنهم ما يطلق عليهم اسم لاجئون عام 1948، وهناك النازحون الذين نزحوا نتيجة حرب 1967 وجميعهم يستفيدون من خدمات الوكالة.

 

أضف تعليقك