ابتكار جهاز لقياس الحرارة يحمي الأطفال المكفوفين.. من تصميم طالبتين

الرابط المختصر

في ظل تسارع التكنولوجيا والتطورات الرقمية التي أصبحت جزءا هاما من حياة الأجيال، برزت فكرة مبتكرة للطالبتين ألمى سرايجي وسلام البغدادي، إلى اختراع جهاز لقياس درجة الحرارة، موجه خصيصا للأطفال المكفوفين لتحسين حياتهم اليومية.

هذا الانجاز للطالبتين ألمى سرايجي وسلام البغدادي من مدرسة الدر المنثور دفعهتما للمشاركة في مسابقة INNOPA "جمعية تشجيع الاختراع والابتكار في إندونيسيا" خلال مرحلة الصف التاسع، حيث حصلتا على الميدالية الذهبية في عام 2023. 

ورغم توقعاتهما بالحصول على الجائزة الأولى، إلا أن فرحتهما الكبيرة كانت في تحقيق إنجاز يسهم في حماية الأطفال ذوي الإعاقة البصرية، بحسب وصفهما.

بدأت فكرة المشروع بعد ملاحظة تعرض الأطفال المكفوفين للحروق نتيجة لمسهم الماء الساخن دون إدراك درجة حرارته، مما دفع الطالبتين للبحث عن وسيلة لحمايتهم من هذه المخاطر، حيث تمكنتا من تطوير جهاز صغير يمكنه قياس درجات حرارة السوائل الباردة والساخنة، مما يسهم في حماية الأطفال والمكفوفين من الحروق والمشاكل الأخرى.

ورغم التحديات التي واجهتهما أثناء التعامل مع الشرائح الإلكترونية والأسلاك، تمكنتا من تحقيق نجاح ملحوظ في برمجة الجهاز واختباره، مما دفعهما الى التخطيط  لتطوير الجهاز ليتناسب بشكل أفضل مع احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى العمل على كتابة عناصر حماية براءة الاختراع لتقديم طلب للحصول على براءة اختراع قريبا.


 

مناهج خاصة لتعزيز الابتكار

سرايجي والبغدادي هما من بين العديد من الطلبة الذين حققوا إنجازات مشابهة، من خلال الدعم الذي تلقوه من عائلاتهم  ومدارسهم واشتراكهم في مسابقات دولية، ساهمت في تحقيق نجاحاتهم، من خلال ترجمة الأفكار وتحويلها إلى اختراعات تساعد في حل العديد من التحديات. 

ولتشجيع الطلبة ممن يعيشون في المناطق النائية والأقل حظا في محافظة الزرقاء، أخذ المهندس عبدالكريم الزيود الحاصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الميكاترونيس، على عاتقه مسؤولية توجيه طاقاتهم نحو تحقيق إبداعاتهم باستخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة، حيث قام بتدريبهم على الروبوتات والإلكترونيات.

وجاء هذا التوجه من الزيود نتيجة لتدني جودة التعليم في تلك المناطق وما تعانيه من تهميش، الأمر الذي يقيد انطلاق الشباب إلى مواهبهم. 

وقام  الزيود بإعداد برامج تدريبية تهدف إلى توظيف خيال الأطفال وقدرات الشباب، ليتمكنوا من تحويل حبهم للتكنولوجيا و"الإدمان الإلكتروني" إلى اختراعات فريدة يساعدهم هو على تجسيدها على أرض الواقع.

مدير مركز الريادة والابتكار في الجامعة الأردنية، الدكتور أشرف بني محمد، يؤكد أن هناك أمورا هامة يجب توفرها في القاعات المدرسية والجامعية لدعم الريادة لدى الطلبة، بالإضافة إلى تطوير مناهج خاصة لتعزيز الريادة والابتكار.

 يرى بني محمد أن التفكير الإبداعي يجب أن يكون جزءا من جميع المراحل الدراسية، وأن تعزيز هذا التفكير مهم للوصول إلى تحقيق الأهداف المستقبلية وتنمية المهارات، مما يسهم في تطوير العقلية المبدعة لدى الأجيال القادمة.

لزيادة دور الطلبة ومشاركتهم في إنجازاتهم التكنولوجية، تدعو وزارة التربية والتعليم إلى مشاركة المدارس في مسابقة أولمبياد الروبوت العالمي. تعتبر هذه المسابقة حدثا عالميا في مجال العلوم والتكنولوجيا والتعليم، حيث تجمع الشباب من جميع أنحاء العالم لتطوير قدراتهم الإبداعية ومهاراتهم في حل المشكلات من خلال مسابقات التحديات والروبوتات العالمية.

تهدف المسابقة إلى منح الطلاب فرصة لتوسيع آفاقهم من خلال استكشاف الروبوتات والأنظمة الآلية في المدارس، وإدخال مفاهيم العلوم الحديثة في الأنشطة التعليمية. 

كما تسهم في تعزيز التفكير الإبداعي وتطوير مهارات الاتصال والتعاون، وتحفيز الشباب ليصبحوا علماء ومهندسين ومخترعين في المستقبل.

و تعمل المسابقة على تطبيق نظام STEM في التدريس لتمكين الطلاب من تطبيق ما يتعلمونه في الكتب المدرسية من خلال الربط بين علوم الرياضيات والهندسة والعلوم والتكنولوجيا.

أضف تعليقك