خبراء : التحول نحو التجارة الإلكترونية ضرورة ملحة في ظل انتشارها الواسع

الرابط المختصر

رغم الانتشار الواسع للتجارة الإلكترونية عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلا أن العشريني أحمد ما زال يفضل الاعتماد على التجارة التقليدية لشراء احتياجاته، وذلك نتيجة تجاربه السابقة التي جعلته يشعر بالخذلان. 

تعرض احمد على حد قوله  لأكثر من مرة لشراء منتجات عبر المنصات الإلكترونية، يصفها بأنها ذات جودة عالية، ولكنها وصلت إليه بأسوأ مما كان يتوقع.

 هذه التجارب المتكررة زعزعت ثقته في التجارة الإلكترونية، وجعلته يشعر بأن استثماره المالي في هذا النوع من التجارة غير مجد، خاصة مع نقص خبرته في التعامل مع تلك المنصات.

من جانب آخر،  ترى الثلاثينية خلود أن التجارة الالكترونية تتفوق على  التجارة التقليدية لعدة أسباب، فهي توفر تسهيلات كبيرة في تسوق السلع والمنتجات بمختلف الأسعار، مما يجعلها تناسب إمكانيات كل شخص.

 كما تضيف خلود أن التجارة الإلكترونية توفر مجموعة واسعة من الخيارات المتاحة من جميع أنحاء العالم بسهولة، دون الحاجة للتنقل إلى الأسواق، و هذا يوفر عليها الوقت والجهد.

أما ليلى، فقد وجدت في التجارة الإلكترونية وسيلة فعالة لبيع منتجاتها من الملابس وتسويقها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتقول إنها تتمكن من الوصول بسهولة إلى عدد كبير من المستهلكين، حيث تعرض كل منتج وسعره على صفحاتها، مما يساعدها في جذب العملاء الراغبين في شراء منتجاتها.

 

الانتقال إلى التجارة الإلكترونية

 

يشهد سوق العمل تحولا ملحوظا نحو التكنولوجيا،  مما يهدد إلغاء العديد من المهن التقليدية خلال الفترة المقبلة، حيث أصبحت مختلف أنواع البضائع تباع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مثل الملابس والأجهزة الإلكترونية المنزلية، والأثاث المنزلي، بالاضافة إلى تطبيقات طلب المواد الغذائية مثل الخضار والفواكه، والخبز، وخدمات توصيل الوجبات السريعة.

هذا التحول دفع العديد من التجار نحو التسوق الالكتروني كجزء أساسي لتعزيز أعمالهم وزيادة نسبة مبيعاتهم، مع وجود منافسة شديدة في هذا المجال، حيث يعاني العديد من التجار التقليديين من عدم تحقيق العدالة، الأمر الذي يؤثر على تراجع أوضاع العديد من القطاعات التجارية اقتصاديا.

لذلك، يوصي خبراء في مجال التسويق الإلكتروني  بضرورة أن يتكيف التجار التقليديون مع هذا التحول الرقمي، باعتباره ضرورة لا مفر منها في ظل التطور التكنولوجي وانتشار الرقمية، وكذلك بسبب الإقبال المتزايد من قبل المستهلكين على هذا النوع الجديد من التسوق.

ويشير مؤسس موجود للتسويق الإلكتروني والاستشارات التسويقية، المستشار مهند حسين في حديث لـ عمان نت، إلى أن هناك تجارا انتقلوا إلى التجارة الإلكترونية وبيع منتجاتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن نسبتهم قليلة، مرجعا ذلك إلى تخوف البعض منهم من هذا التحول، بالإضافة إلى عدم توفر المعرفة الكافية بمهارات التسويق.

من جانبه يصف المدرب والخبير في التجارة الالكترونية ايهاب ابو دية، التجارة الإلكترونية كمحل تجاري، ويعرض الخدمات والمنتجات،  مشيرا إلى أن المهارة الأساسية في هذا المجال هي كيفية الوصول إلى المستهلكين بفعالية وتحقيق عائدات من المبيعات عبر المنصات الإلكترونية.

يضيف أبو دية أن بوابات الدفع الإلكترونية آمنة بفضل الشركات المتخصصة في هذا المجال، مثل المحافظ الإلكترونية التي أثبتت جودتها في عمليات الشراء والبيع عبر الإنترنت.

أما بالنسبة للأشخاص المبتدئين الراغبين في دخول مجال التجارة الإلكترونية، يوضح أبو دية أن الأمر يتطلب تعلم بعض المهارات الأساسية من المتخصصين، ثم تحديد رأس المال المناسب والمجال المراد تسويقه، والتوقعات المرتبطة بالدخول في هذا المجال.

 

التوسع بالتجارة الإلكترونية 

بحسب تقديرات وزارة الصناعة والتجارة فإن حجم الاستثمار نهاية العام الماضي 6.3 تريليون دولار  ، متوقعا مع نهاية هذا العام ان تصل 7 تريليون دولار، تصل حصة الأردن من قيمة هذا الاستثمار  225 مليون دولار لغاية نهاية العام الماضي.

وزير الصناعة والتجارة والتموين وزير العمل، يوسف الشمالي، يؤكد في تصريحات له أن الحكومة تعمل على تيسير تحول المؤسسات التجارية والصناعية والخدمية القائمة لتبني التجارة الإلكترونية، وأنها لا تريد لأي من مؤسسات القطاع الخاص التخلف عن اللحاق بركب هذا التحول.

وبين أن التحدي يتلخص بتسريع هذا التحول بوتيرة تتجاوز نموه الحالي الذي لا يلبي سعي الحكومة لتحديث اقتصادي ونفاذ أكبر للأسواق العربية والإقليمية.

وأوضح أن عوامل النجاح في هذا المجال عديدة من أبرزها، وجود قطاع متطور للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وسعي حثيث للتحول نحو الاقتصاد والخدمات الرقمية وإقامة بيئة تشريعية وتنظيمية داعمة، وعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة للمملكة مع الدول الشقيقة والصديقة، ومهارات رقمية متنامية لدى فئة الشباب خاصة، وتوجه استراتيجي رسمي لتشجيع الابتكار وريادة الأعمال يستفيد من أدوات التكنولوجيا في الصناعة والتجارة والخدمات.

وكان الحكومة أطلقت استراتيجية وطنية للتجارة الإلكترونية في الربع الأول من هذا العام، وتهدف لجعل الأردن مركزا إقليميا للتجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة عبر الإنترنت بما يعزز الصادرات الوطنية.