الحراك الأردني: استراحة محارب أم انطلاقة جديدة؟
بعد أن شهد الحراك الشبابي والشعبي في الشارع الأردني تذبذات بين تأجج وتيرة الفعاليات وانخفاضها منذ انطلاق شرارته الأولى في السابع من الشهر الأول لعام 2011 بدا المؤشر الاحتجاجي في هذه الأيام مستقرا على انخفاض ما دفع البعض لوصفه بـ"فقاعة الصابون".
وتعقد حركات شعبية اجتماعا الأسبوع المقبل لوضع خطة لتنسيق سلسلة فعاليات تثقيفية وفعاليات وصفتها بالنوعية بعد أن لامس نشطاء تدني فعالية الحراك في الشارع، عازين الأمر لأسباب محلية و إقليمية من أبرزها الوضع في سورية، وفقا للناشط في الحراك الشبابي الإسلامي ثابت العساف.
وكان للإعلان عن رفع الدعم عن المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها من أبرز الأحداث التي ساهمت في تأجيج الحراك والشارع، ما أدى إلى نشوء تجمعات وائتلافات تحمل أسماء المحافظات والمناطق في المملكة
وواجهت الحكومة الاحتجاجات بقبضة أمنية، من محاولات قمع واعتقال، واحتواء ناعم للحراك، لكنها لم تكن كافية مع فوران الربيع العربي في النفوس قبل شوارع البلدان العربية المجاورة خصوصاً بعد نجاحها بالإطاحة بعدة رؤساء في هذه الدول.
ولا يتفق العساف مع فكرة انخفاض وتيرة الحراك كونه يمر بحقب طبيعية تتقلب بتقلب الأحداث الطارئة في الشارع الأردني خلال العامين السابقين تدفع الحراك للنشاط وفقا لحدتها.
وقد لا يكون شكل الحراك الحالي مرضيا بالنسبة للعساف، إلا أن "الشكل العام للحراك وثقة الشعب به واعتماده عليه، إضافة لانتشاره في الشارع طولا وعرضا يؤكد اتساع هذا الحراك وتزايد وتيرته" على حد قوله.
فيما يرى المحلل السياسي سلطان الحطاب بأن الاشكال الاحتجاجية التي نفذها الحراك الأردني من "تظاهرات وخروج للشوارع وحرق إطارات والاستعراضات العسكرية التي قام بها الإخوان تشابهت مع الأحداث التي جرت في دول عربية "احترقت" بسبب التظاهرات ما دفع الأردنيين للمقارنة، والإشفاق على الأردن من الانزالاق نحو الهاوية".
كما كان للظروف الداخلية أثر كبير في تخفيض الوتيرة الاحـتجاجية ومن أبرزها تغيير الحكومات المـتعاقبة "الرفاعي، البخيت،الخصاونة، الطراونة، النسور"، ووجود برلمان أكثر نشاطا وفاعلية من البرلمانات السابقة أخذ على عاتقه نقل القضايا من الشارع إلى القبة البرلمانية، بحسب الحطاب.
إلا أن الناشط العساف أعرب عن استغرابه من اتهام الحطاب بوجود احتجاجات تخريبية وأعمال شغب كحرق الإطارت وإغلاق الطرق في مسيرة الحراك الأردني، الأمر الذي دفع الحطاب للرد بالتساؤل إن "كانت أعمال العنف في الأردن ليست من الأشكال الاحتجاجية التي قام بها الحراك "فهل اقتصر دور الحراك على البيانات فقط ؟".
الناشط السياسي والصحفي علاء الفزاع يرى أنه من غير الممكن استمرار النشاط الشعبي بنفس القوة التي كانت منذ إنطلاقه، مشيرا إلى أن ما يميز الحراك الأردني هو محافظته على سلميته طيلة عامين ونصف.
وأضاف الفزاع أن كل حالات حرق الإطارات لم تكن سوى مطالبات محلية متعلقة بقضايا تخص منطقة بعينها ولا يمكن إلصاقها بالحراك الإصلاحي الوطني.
وأكد أن الحراك ليس قضية بذاتها وإنما في ما يريده الحراك من "تغيير نمط تداول السلطة وتغيير توزيع الثروة في المجتمع ومعالجة الفساد المتراكم في الدولة"، فلم تعد هناك دواع لاستمرار الحراك الذي يبحث عن تطور الوطن ومصلحته.
وتبقى "الغفوة" التي أخذها الحراك الأردني كما اعتبرها ناشطون مرهونة بتطور الأحداث الإقليمية إضافة للأحداث الداخلية التي من شأنها تأجيج الشارع من جديد.