التبرع بالأعضاء.. "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"

التبرع بالأعضاء.. "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"
الرابط المختصر

 

في الوقت الذي قطعت فيه مسألة التبرع بقرنية العين شوطا كبيرا منذ سبعينيات القرن الماضي، إلا أنه لم يصل حتى اليوم إلى المأمول في نقل أعضاء أخرى كالقلب والكبد والكلى بغياب ثقافة التبرع بالأعضاء البشرية، وهو ما يهدد حياة المئات من الأردنيين الذين يعانون من قصور بعمل هذه الأعضاء.

 

مدير المركز الوطني لزراعة الأعضاء الدكتور عبدالهادي بريزات، يشير إلى أن عدد عمليات زرع الأعضاء من متبرعين ما زالت محدودة إلى الآن، وبخاصة من متبرعين توفوا دماغياً.

 

ولا يمكن نقل بعض الأعضاء وبخاصة القلب، إلا إذا كان المتبرع به ميتا دماغياً، والذي يستحيل طبياً أن يعود إلى الحياة، ويمكن لأعضائه أن تفيد 7 أشخاص على الأقل، بحسب بريزات.

 

ويشير قانون الانتفاع بأعضاء الجسم لعام 2000 إلى أن المتبرع المتوفي يجب أن يكون قد وافق على عملية التبرع قبل موته خطيا وبصورة قانونية أو بموافقة أوليائه الشرعيين، إلا أن كثيرا منهم يرفضون ذلك في معظم الأحيان ظناً منهم بإمكانية عودة الميت دماغياً إلى الحياة، بينما يرى آخرون في انتزاع أعضاء المتوفى إساءة لجثمانه.

 

وبسبب تلك النظرة، لم يشهد الأردن، على سبيل المثال، أي عملية زراعة قلب من متبرع منذ عام 1997، علما أن هناك العشرات ممن ينتظرون أن يحصلوا على متبرع، بحسب بريزات.

 

ويقدر عدد الأردنيين الذين يتوفون دماغياً جراء حوادث السير فقط، بنحو 200 شخص سنوياً من أصل نحو 800 حالة وفاة بتلك الحوادث، بحسب البريزات، الذي يؤكد أنه يمكن لهولاء أن يمنحوا المئات "الحياة"، على حد وصفه.

 

ولا تتنافى عملية التبرع بالأعضاء البشرية مع تشريعات الديانات السماوية، حتى أن الشريعة الإسلامية تعتبرها "صدقة جارية"، بحسب دائرة الافتاء العام بالأردن.

 

نائب رئيس الجمعية الأردنية للتشجيع على التبرع بالأعضاء الصحفي أحمد الشاكر، يؤكد أن التبرع سيساهم بإنقاذ حياة المئات، ويساهم في تسهيل حياة آخرين وبخاصة ممن يعانون من الفشل الكلوي، الذين تقدر أعدادهم في المملكة بنحو 5 آلاف شخص، يجبرون على إجراء غسيل كلى بمعدل 3 مرات أسبوعياً و13 مرة شهرياً.

 

وزارة الصحة تعول بدورها، على إقرار النظام الجديد للتبرع بالأعضاء البشرية، والذي تشير إلى أنه سيكون "نقلة نوعية" فيما يخص التبرع بالأعضاء.

 

ودفع هذا الواقع بعض الأردنيين الذين يحتاجون إلى متبرعين إلى السفر خارجاً للحصول على أعضاء وإجراء عمليات نقلها رغم تكلفتها العالية.

 

ومع ذلك يؤكد الشاكر على أهمية زيادة الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء عبر الندوات والحملات الإعلامية، مشيرا إلى أن هذا الموضوع سيساهم في مساعدة الأردن اقتصادياً، بجانب فوائده الإنسانية.

 

ويشير الشاكر إلى أن الأردن يملك مخزونا جيدا من القرنيات يصل إلى 4000 قرنية، والتي وفرت على الأردن نحو 6 ملايين دينار، فيما لم يكن يملك أي قرنية قبل عام 1970.

 

وكشف البريزات أن المركز الوطني لزراعة الأعضاء يعمل على إعداد قوائم انتظار وطنية للأشخاص المحتاجين لاعضاء، على أن تكون هناك أولويات يجري العمل حالياً على وضعها، معربا عن أمله بأن تساهم هذه القوائم بتسهيل إجراء عمليات النقل وزراعة الأعضاء مستقبلاً.