البناء الأخضر".. صديق للبيئة.. و"غريب" عن المواطنين
لا يزال مفهوم "البناء الأخضر" مبهما لشريحة واسعة من المواطنين، رغم إقرار مجلس البناء الوطني والجهات ذات العلاقة لمعايير البناء مؤخرا، التي تنص على شروط الأبنية الخضراء الصديقة للبيئة.
مواطنون تسائلوا عن مفهوم البناء الأخضر الذي يسمع به البعض لأول مرة، حيث تعتقد المواطنة راما أنه بناء مزروع بمساحات خضراء، فيما يشير المواطن بشير إلى أنه لا يعرف تفاصيل هذا البناء، معتقدا أنه بيت بلاستكي مزروع بالنباتات.
ويعرف البناء الأخضر بأنه البناء المؤسس وفقا لمعايير صديقة للبيئة، حيث تقليل انبعاثات أكسيد الكربون، وتوفير الطاقة المستهلكة والمياه، والحفاظ على جودة البيئة الداخلية، وذلك باستخدام مواد بناء خاصة.
ومن المقرر أن يصدر دليل البناء الأخضر مطلع أيار، بعد أن وافق مجلس أمانة عمان الشهر الماضي، على إقرار الحوافز الخاصة بتطبيق معايير الدليل الأردني، والتي قد تصل إلى منح طابق كامل أو مساحات إضافية ضمن الارتدادات المسموحة في حال التزام البناء بكافة المعايير وحصوله على تصنيفات عالية، بحسب المتخصص في مجال الأبنية الخضراء والطاقة في الأمانة المهندس مقداد الربابعة.
ويرجع الربابعة صعوبة تنفيذ الأبنية الخضراء وضعف الإقبال على إنشائها، إلى زيادة كلفة إنشائها عن الأبنية العادية بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 15%، مشيرا في الوقت ذاته إلى توفير الأبنية الخضراء من فاتورة الطاقة والمياه بما يعيد قيمة الإنشاء بأثر رجعي خلال سنتين.
وبناء على تجربته بتصميم أحد الأبنية الخضراء، يشير عضو مجلس البناء الأخضر الأردني، والمتخصص في تصمميم الأبنية الخضراء المهندس فارس بقاعين إلى خفض فاتورة الطاقة والمياه بنسبة 40-50%.
ويوضح الربابعة أن تطبيق معايير البناء الأخضر سيكون خلال الأعوام الخمسة المقبلة اختياريا، وذلك بهدف التعريف به وبفوائده البيئية، فيما قد يتم اعتماده بشكل إلزامي بعد ذلك وصولا إلى أن تصبح كافة الأبنية في العاصمة من الأبنية الخضراء.
ويؤكد بقاعين، على أهمية تطبيق معايير البناء الأخضر في المملكة، مشددا على أهمية مراقبة تطبيق شروط البناء الأخضر ومتابعته من الجهات المعنية.
"وستقوم الأمانة من خلال دائرة رقابة الإعمار والجمعية العلمية الملكية بالمتابعة والإشراف على البناء، حيث لن يتم منح إذن الأشغال إلا في حال الالتزام بتطبيق كافة شروط التصميم الموافق عليها مسبقا"، بحسب بقاعين.
ومن أبرز المعايير التي يستند إليها إنشاء البناء الأخضر: استخدام الزجاج الثنائي الذي يخفف من الانعكاس الحراري، واستخدام العازل الحراري ببناء الجدران والذي يحافظ على درجة حرارة المبنى الداخلية لمدة 15 ساعة بدلاً من 4 ساعات في البناء العادي، بما يقلل من فاتورة الطاقة المستخدمة للتدفئة.
كما يعتمد البناء الأخضر على حفر آبار لتجميع مياه الأمطار، إضافة إلى "المياه الرمادية" الناتجة عن إعادة تنقية وتعقيم المياه التي يعاد استخدامها لغايات الري أو التنظيف أو استخدامها لاستخدامات مياه المراحيض.
ويشير المهندس مقداد الربابعة إلى أن هذه المعايير معتمدة في جميع أدلة البناء حول العالم، مع أخذ خصوصية كل دولة واحتياجاتها بعين الاعتبار، والتي تحدد أولوياتها ضمن أدلة البناء.