اطفال ذوو اعاقة تحديات وحقوق مهدورة

اطفال ذوو اعاقة تحديات وحقوق مهدورة
الرابط المختصر

تتنوع التحديات والمعناة التي تواجه الاطفال من ذوي الاعاقة سواء على مستوى تقبلهم من قبل المجتمع او على صعيد انخراطهم بالمدارس.

 

وتعد مشكلة عدم توفير بيئة تعليمية حاضنة و دامجة لهم على رأس تلك المعاناة، حيث غالبا ما يتم اقصاء هؤلاء الاطفال سواء من قبل ادارة المدارس، اواهالي الطلاب . وتعرضهم الدائم للعنف والتنمر داخل المؤسسة التعليمية.

 

وتعزي العديد من المدارس الحكومية منها والخاصة ، رفض قبول الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة  لعدم توفر الامكانيات المناسبة لتقديم التعليم الجيد للاطفال لمن هم من ذوي الاعاقة, او عدم تجهيز المدارس بخدمات و وسائل تيسر العملية التعليمية لهم .

 

لكن في الكثير من الاحيان  يتم الاعتراض و الرفض من قبل الاهالي و السبب يعود الى ثقافة عدم تقبل الاختلاف و قلة الوعي المجتمعي ازاء حالات هؤلاء الاطفال  .

 

ألا ان تلك التحديات التي لذويهم جزء عظيم منها تعود ايضا الى أصرارهم في ايجاد التعليم المناسب لأبنائهم  والمطالبة بحقوقهم وحمايتهم سواء من العنف او العجز الاجتماعي.

 

 

وفي هذا السياق اشارة الدكتورة سهى الطبال الخبيرة بمجال الطفولة المبكرة والتدخل المبكر بقولها: اننا كلنا مسؤليين عن حماية الطفل سواء كان طفل سليم اوطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة, وتعرضهم الدائم للعنف هو من مسؤلياتنا حيث تشير الدراسات الى ان اكثر الاطفال عرضة للاساءة والتنمر هم الاطفال من ذوي الاعاقة وذلك بسبب عدم قدرة الطفل وخاصة اذا كان من ذوي الاحتياجات الخاصة على الدفاع عن نفسه, سواء بسبب ظروفه الجسدية اوالعقلية وحتى النفسية اوالانفعالية.

 

وتؤكد الدكتورة سهى بأن غياب القوانين الداعمة لهؤلاء االاطفال طوال الفترة السابقة كان السبب الرئيسي وراء وجود نسبة كبيرة منهم غائبة عن التعليم.

 

 

الا انه في العام 2017 تم اصدار قانون دعم للاشخاص من ذوي الاعاقة وهو القانون رقم 20 والذي تنص المادة 18 منه على وجوب وضع خطة يبدأ تطبيقها خلال سنة,  والعمل عليها لمدة عشر سنوات.  تفرض وجوب دمج الاطفال ذوي الاعاقة في التعليم, والتزام وزارة التربية والتعليم بالخطة المقررة .

 

وبخصوص حقوق الطفل بتلقي التعليم الجيد سواء كان طفل من ذوي الاعاقة او من الاطفال الاسوياء جسديا وعقليا ان صح التعبير يرى ناصر الشيخ ذيب احد اولياء الامورلطفل من متلازمة داون :بأن الصعوبات التي واجهته كوالد  تقع على عاتق المنظومة التعليمية وعلى افتقار الوعي المطلوب لدى المجتمع بخصوص حالة ابنه.

 

 

قائلا" : انا أبني الان في الصف الثامن لكن حتى الصف الرابع الابتدائي لم يكن يواجه الكثير من المشكلات بمدرسته حينها, إلا ان المدرسة تلك كانت مخصصة حتى الصف الرابع وبالتالي بدأت رحلة البحث عن مدرسة جديدة تقبل به ضمن وضعه الصحي, وقابلنا حينها اكثرمن ستة مدارس اغلبها كانت ترفض ابني "عبود" عند مجرد النظر اليه دون اخضاعه لأمتحان او مقابلة,  مع العلم ان لديه مُدرسة ظل خاصة مرافقه له, وبالتالي وجوده لايعيق العملية التعليمية في الصف. واحيانا تكون المقابلات حتى غير لائقة و مسيئة لنفسية الطفل وحجة المدارس المعتاده تكون ان وجود طفل من ذوي الاعاقة صعب تقبله من قبل زملائه الطلاب.

 

مضيفا: انه في احد المدارس التي تعتبر من المدارس الكبيرة في الزرقاء لم يستمر وجود ولدي فيها اكثر من ثلاثة ايام حيث اتصلت بنا مديرة المدرسة مطالبة والدته بأخذه على الفورلأنه اصبح خارج السيطرة على حد تعبيرها , رغم ان الطفل كان يجلس بهدوء بحسب الوضع الذي وجدته والدته.  إلا ان المعلمات هن من كن يرفضن وجوده فعلى سبيل المثال، مدرسة الرياضيات رفضت دخول الصف المتواجد به لثلاثة ايام قائلة "انا ارفض تدريس صف يضم طالب معاق".. رغم انه من خلال متابعتي لابني كنت كثيرا ما اجد مساندة وتحفيزوحب من قبل زملائه الطلاب ولم يتعرض أبني لأي حالات تنمر اوعنف اتجاهه حتى الان. لكن تبقى مشكلة المناهج,  فلا توجد في المدارس حتى الان مناهج محدده تتناسب مع قدراتهم العقلية بالاضافة الى ان مدرسته الحالية مخصصة حتى الصف الثامن وبتالي نحن نفكر جديا ببيع المنزل والانتقال للسكن بعمان حتى يتمكن ابني "عبود" من اتمام دراسته..

 

 

وهنا تعود دكتورة سهى لتأكد على مسألة الوعي الاجتماعي الذي ما زلنا بحاجه لزيادته بقولها:  ان  قضيتنا ليست فقط رفض الاختلاف لمجرد الاعاقة وانما هي مشكلة اكبرمن ذلك وهي رفض الاختلاف بالمجمل سواء كان اختلاف العرق اوالدين واللون والى اخره من الاختلافات المجتمعية التي نراها مرفوضة من البعض، ولهذا نجد المناهج الدراسية  الحديثة تحث على تقبل الاخر والتنوع المجتمعي .

 

لكن هذا لايمنعنا من الاعتراف بوجود زيادة وعي في الاوانه الاخيرة وخاصة عند الاهالي بخصوص  حقوق طفلهم بالتعليم والدمج مع اقرانه, وان وجود الخطة الجديدة المطروحة استناداً على القانون الصادر بحقوق الاشخاص من ذوي الاعاقة وهو ليس للاطفال فقط وانما ايضا لتهيئة المدارس لاحتضان هولاء الاطفال ودمجهم  . وربما نجد ان الطفل من  متلازمة داون ربما الافر حظاً  بالمقابل نرى ان الاطفال المكفوفين مثلا هم الاكثر تعرضا للاقصاء في المدارس.

 

ولمعرفة رأي الشارع بهذا الخصوص قمنا بجراء استطلاع انحصرت فيه الاراء بالتعاطف والشفقة و وجوب التعامل انسانيا مع مثل هكذا حالات.

 

 

الا ان الكتورة سهى الطبال بينت:ان اساس الوعي المجتمعي يبدأ من التنشئة الاسرية  التي لها الدور الاكبر في ثقافة التقبل لكننا للاسف مازالنا نجد نظرة الاهالي بعيدة نوعا ما عن ما هومطلوب، و اراء الناس محصورة بموضوع الشفقة والتعاطف فقط.  حتى اننا كنا نستغرب احيانا من وجود بعض  القضايا في الميدان تتمثل بحالات رفض وتنمر اتجاه ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يوجد لديهم داخل الاسرة حالات مشابه .

 

 

ولهذا لابد من دراسة وضع الوعي العام ومحاولات تثقيف المجتمع ليستطيع التعامل مع ذوي الاعاقة بطريقة انسانية وطبيعة وليست مجرد من باب الشفقة فهم بحاجة لاندماج تام مع المجتمع. ولهم الحق بالتعليم بلا استثناء ما عدا الحالات الشديدة التي يصعب دمجها ولهذا ستحول المدارس الى مراكز مصادر .

كما وزارة التربية جادة بخطتها وابتدائا من السنة القادمة سيكون هناك 45 مدرسة مهيئة ومجهزة بالتجهيزات و بوسائل التكنلوجيا المساندة لتيسير دمج اي طفل كما انه حاليا يوجد ثلاث مدارس يجري العمل عليها كتجربة لتمهيد تنفيذ خطة العشر سنوات لتكون جميع مدارس المملكة حينها مهيئة لدمج الاطفال ذوي الاعاقة.

من

اما الدكتورة خولة ابو لهيجا المتخصصة والخبيرة التربوية اكدت انه ليس كل الاعاقات  تعامل بنفس الالية وكان هناك من قبل قرارات سابقة  تلزم دخول الاطفال ذوي الاعاقة الى المدارس ودمجهم ومنهم من ذوي الاعاقة الحركية والصم والبكم  لكن الأعاقات العقلية المتقدمة من الصعب دمجهم.

 

كما اننا نحاول تأهيل المعلمين للتعامل مع الاطفال ذوي الاعاقة اما العنف اتجاههم فهو في الغالب يكون في المراحل الدنيا الابتدائية لعدم قدرة الاطفال على التميز .

أضف تعليقك