أحواض السباحة.. عندما تصبح "مكرهة" صحية

أحواض السباحة.. عندما تصبح "مكرهة" صحية
الرابط المختصر

لم يكن يعلم الشاب محمد أن الحساسية التي أصابت جلده، ناجمة عن استخدامه لأحد أحواض السباحة في العاصمة عمان.

 

ويقول محمد، إنه ورغم حذره باختيار أماكن السباحة، إلا أنه كان يرتاد بركة تابعة لأحد الفنادق الراقية "خمس نجوم"، عندما أصيب بالحساسية.

 

كما تؤكد المواطنة داليا على أهمية اختيار مكان السابحة، وضمان توفر عوامل النظافة بشكل أساسي، مشيرة إلى توقفها عن ارتياد برك السباحة خلال هذا الصيف، نظراً لإصابتها بحساسية بسبب مادة الكلور الموجودة في أحواض السباحة.

 

وليست الحساسية الجلدية وحدها ما يمكن أن تسببه مياه برك السباحة، خصوصاً مع عدم الالتزام بشروط ومواصفات التعقيم الأساسية، بحسب خبيرة المياه المهندسة سروى قطيش.

 

وتشير قطيش إلى أهمية تطبيق المواصفات الأردنية من حيث تركيز المواد المعقمة، الذي يحد من انتقال الميكروبات عن طريق مداخل الجسم وخصوصاً مادة الكلور، التي يجب السيطرة عليها للحفاظ على توازنها حيث أن نقصانها أو زيادتها يؤدي إلى انتقال الأمراض أو حدوث "التهرشات" في الجسم.

 

كما تؤكد قطيش على ضرورة وجود فلتر المياه الذي يصفي أي شوائب في الأحواض، كما أن عدم تغيير المياه يتطلب مراقبة شديدة على نسب المواد الكيميائية والفيزيائية فيها.

 

وترتبط بعض الأمراض، بحسب وزارة الصحة، ببرك السباحة الترفيهية، مثل التهاب العيون والأذن والجلد، والتهاب الجروح، إضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي أو أمراض الجهاز الهضمي.

 

ويتم انتقال هذه الأمراض عن طريق ابتلاع مياه البركة أو استنشاق رذاذ أو قطرات المياه، أو التلامس المباشر مع أشخاص مصابين بأمراض جلدية، وتزداد مع اكتظاظ مرتادي هذه المسابح بعدد أعلى من الطاقة الاستيعابية للبركة.

 

وتنص المواصفة الأردنية على أن عمق البركة يجب أن يتناسب مع عدد الأشخاص المستخدمين، بحيث  أن العمق الذي يقل عن 1 متر، يسمح بوجود شخصين لكل متر مربع.

 

ممارسات خاطئة في البركة:

 

توضح قطيش أن أهم عامل بانتقال العدوى هو الممارسات الخاطئة التي يقوم بها البعض، كالتبول داخل البركة، مشيرة إلى أن وجود مادة "اليورينا" في المياه يؤدي إلى نقل العدوى من الأشخاص المصابين إلى مرتادي المسابح.

 

كما أن التبول في حوض السباحة يمكن أن يؤدي إلى نمو بكتيريا متبلورة، تنتشر في هذه الأوساط.

 

وتنتقل الأمراض عن طريق مداخل الجسم كالأنف أو الفم، والتي قد تؤدي إلى التهابات معوية، إضافة إلى انتقالها عن طريق الجهاز التناسلي، بحسب قطيش.

 

خبير الأمراض الجلدية والتناسلية الدكتور محمد العبادي، يلفت إلى سهولة انتقال الأمراض الجلدية في المياه، سواء عن طريق العدوى أو الحساسية التي يمكن أن تصيب الجلد بسبب التعرض لمادة الكلور.

 

ويضيف العبادي أن الفطريات الملونة وفطريات القدمين، تنتقل عن طريق المياه خصوصاً إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة من الاستحمام قبل وبعد الدخول إلى البركة وتجفيف الجسم جيداً.

 

من جهته، يؤكد المواطن أسامة على أهمية دور الأهل في التوعية والرقابة على أطفالهم، من حيث ضرورة الذهاب إلى المرحاض دوريا، وتجنب التبول في البركة، وغيرها من الممارسات الخاطئة التي يمكن أن لا يدركها الطفل.

 

ويضيف أسامه بأنه شديد الحرص على النظافة الشخصية له ولأفراد عائلته، وذلك من خلال الاستحمام قبل وبعد النزول إلى حوض السباحة، وارتداء ملابس السباحة .

 

أما العوامل الأساسية للوقاية من الإصابة بأمراض نتيجة استخدام أحواض السباحة، فتتمثل بتوفير أماكن التعقيم والتطهير اللازمة للمياه وتغييرها دوريا، بحسب رانيا مشرفة أحد المسابح في عمان.

 

فيما يعتمد العمال الآخر على سلوكيات مرتاديه هذه المسابح، من حيث الاهتمام بالنظافة الشخصية والاستحمام قبل وبعد النزول إلى البركة، واستخدام قبعة السباحة لتغطية الشعر، والنزول إلى المياه بالملابس الخاصة بالسباحة.

 

وتؤكد رانيا على مراقبة مياه البركة، وقياس نسبة تركيز المواد االكيميائية فيها كالكلور والـ PH  كل ساعتين، إضافة إلى فلترتها بشكل متواصل.

 

ويشير محمد أحد مشرفي المسابح، إلى ضرورة وجود منقذين على مستوى السلامة العامة، مع أهمية الانتباه للأشخاص قبل نزولهم إلى البركة، لأن إصابة شخص بأحد الأمراض الجلدية قد يؤدي إلى انتقاله إلى الآخرين.

 

وتشدد وزارة الصحة على ضرورة الالتزام بالشروط الصحية عند ارتياد هذه المسابح، كمنع المصابين بأمراض جلدية من الدخول إلى برك السباحة، إضافة إلى أهمية  التوعية الصحية من قبل المرتادين والأهالي بعدم الدخول إلى البرك في حال إصابتهم بإسهالات وأي أمراض أخرى.

 

الرقابة على المسابح :

 

تعنى وزارة الصحة إلى جانب مديرية الدفاع المدني، بالرقابة على المسابح وقياس عينات المياه وتغطي كافة أنواع البرك السياحية الترفيهية والعلاجية العامة، مثل برك الفنادق والنوادي الرياضية بأنواعها وبرك المدارس وبرك المجمعات السكنية، سواءً عن طريق مديرية صحة البيئة أو مديريات الصحة المنتشرة في المملكة.

 

وتشمل الرقابة إجراء مسح صحي للمسابح والمرافق الصحية التابعة لها للتحقق من توفر جميع الاشتراطات العامة والتشغيلية الواردة في المواصفة القياسية الأردنية الخاصة بمياه برك السباحة رقم 1562/2004، واشتراطات وإجراءات السلامة العامة في المسابح الصادرة بموجب كتاب وزير الأشغال العامة رقم 0104/28688 تاريخ 28/8/2012.

 

كما يتم جمع عينات مياه من برك السباحة لتطبيق الاشتراطات النوعية الواردة في ذات المواصفة أعلاه وفحصها في مختبرات الوزارة للتأكد من مطابقة نوعية المياه للمعايير  الواردة في المواصفة.

 

وتتضمن المواصفة القياسية الأردنية واشتراطات وإجراءات السلامة العامة في المسابح؛ ضوابط لمنع انتشار الأمراض، كغسل الجسم كاملا قبل الدخول إلى البركة، وعدم استخدامها من قبل المصابين بالتهابات أو تقرحات جلدية أو أمراض معدية، وأن يكون مصدر مياه البركة معتمد وآمن.

 

كما تنص على ضرورة التأكد من سلامة البرك من خلال إلزامية مالكي هذه المسابح بضرورة تشغيل فنيين، لإجراء القياسات المطلوبة من خلال إجراء فحص عينات المياه جرثوميا وكيماويا وبواقع (4) عينات شهريا، وفحص العكارة وفائض الكلورين.

 

أضف تعليقك