أبو رمان: الحالة الأردنية ليست محصنة ضد التحديات الإقليمية

أبو رمان: الحالة الأردنية ليست محصنة ضد التحديات الإقليمية
الرابط المختصر

يشكل استمرار الصراع الدائر على الساحة العراقية، وعدم حسم الأزمة السورية، نقطة تحول إقليمية تحيط بالأردن، إلى جانب تعثر مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

ويؤكد الكاتب والباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور محمد أبو رمان على تميز الدولة الأردنية نظاما ومجتمعا، "فالنظام وإن لم يصل إلى الديمقراطية، إلا أنه ليس دمويا، كما أن المجتمع لا يشهد أزمة طائفية أو عرقية".

إلا أنه يشدد في الوقت ذاته أن الحالة الأردنية ليست محصنة ضد كثير من التحديات المطلة برأسها على المملكة.

ويوضح أبو رمان أن هنالك "تسطيحا" في النظرة الأمريكية والنظام الأردني للتنظيمات الإسلامية كالتيار السلفي أو الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" أو جبهة النصرة، مشيرا إلى أن هذه التنظيمات هي نتاج شروط موضوعية.

"فقبل الحديث عن مخاطر نمو التيار السلفي الجهادي في الأردن، يجب النظر إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

والخطر المقلق، بحسب أبو رمان، يتمثل بوجود حوالي 2000 من الشباب الأردني في ساحات القتال السورية، وهو العدد الذي قد يتضاعف في حال فتحت الساحة العراقية.

وكانت دراسة أجراها مركز التقدم الأميركي حول آثار الربيع العربي على دول المنطقة، قد أكدت أن السلفية الجهادية هي الأخطر على النظام الأردني، مع اتساع أرضيتهم الشعبية.

وحذرت الدراسة مما وصفته بـ"خطرهم المتنامي"، مشيرة إلى أنهم  يعيدون النظر في استراتيجياتهم وتحالفاتهم مع العشائر وقوى محلية.

الحدود الأردنية الغربية والشمالية:

يقول الكاتب أبو رمان أن الأردن أصبح أمام المجموعات المسلحة بعد انسحاب الجيش العراقي من المناطق الحدودية، إضافة إلى سيطرة المسلحين من المعارضة السورية على عدد من النقاط الحدودية الشمالية للملكة.

فيما يستبعد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبوهنية، أن تحاول "داعش" فتح جبهات قتالية جديدة خارج العراق، إلا أنه يؤكد على أن التنظيم سيحاول استكشاف قدراته بالتمدد إلى الأردن.

ويتساءل أبو هنية إن كان بقدرة "داعش" إعادة رسم الخارطة الإقليمية وإلغاء ترسيم "سايكس بيكو"، وإعادة وحدة دول الشام كما كانت قبل سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924.

من جانبه، يرى أبو رمان أن التقسيم الطائفي والعرقي أصبح واقعا في العراق وسورية، الأمر الذي يشكل تغيرا في البيئة الإقليمية بالنسبة للأردن.

"وعلى صاحب القرار، وإن كان من باب الحلم، إعادة النظر بالتعامل مع هذه البيئة الإقليمية الجديدة"، بحسب أبو رمان.

نائب رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية باسل حسين، يرى أن نمط الصراع في العراق قد يتغير باقتراب القتال إلى المناطق الحدودية القريبة من إيران من جهة، ووصوله إلى العاصمة بغداد من جهة أخرى، "حيث سيتحول الصراع إلى قتال ميليشيات طائفي.

ويضيف حسين بأن منبع الخطورة يتمثل بـ"تحول العراق إلى سورية أخرى"، على حد تعبيره.

ويشير إلى أن دول الجوار ستتحمل ضغطا كبيرا في حال نشوب حرب أهلية في العراق نتيجة نزوح الملايين من العراقيين إلى أراضيها.

وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني قد أكد أن أجهزة الدولة تتابع عن كثب التطورات على الساحة العراقية، وتتخذ الإجراءات الإحترازية اللازمة للتعامل مع أي مستجد او طارئ في العراق.

وأشار إلى أن حركة العبور على الحدود ما زالت مستمرة ومتقطعة على فترات حسب الأوضاع الأمنية في العراق وينطوي على انسياب النفط العراقي للأردن الذي يصل المملكة من مناطق بعيدة نوعا ما عن الاضطرابات.

أضف تعليقك