الوحدة الكنسية واحد العلاقات الفاتيكانية – اليهودية صفر

الوحدة الكنسية واحد العلاقات الفاتيكانية – اليهودية صفر
الرابط المختصر

رقم المرجع: 09VATICAN11

النص الاصلي بالانجليزية

  http://213.251.145.96/cable/2009/01/09VATICAN11.html

المصدر: سفارة الولايات المتحدة لدى حاضرة الفاتيكان

تاريخ البرقية: 27/1/2009 الساعة 16:04

تاريخ نشرها على موقع ويكيليكس: 10/12/2010 الساعة 21:09

التصنيف: سرّي

تم تصنيفه من قبل: رافئيل ب. فولي، القائم بأعمال نائب رئيس البعثة.

السبب: 1.4 (ب) ، (د)

1- (س) التلخيص: أثبت قرار البابا بإقامة تواصل مع مجموعة كاثوليكية منشقة كان من ضمنهم رجل دين من منكري محرقة الهولوكوست (المرجع أ) بأن أقصى اهتماماته هو رفاهية الكنيسة الدينية على المدى البعيد وليس علاقات الكرسي البابوي مع الكيانات المستقلة الأخرى .

و تنبئ نزعة أولوية الدين هذه عن تخطيط الكرسي البابوي لرحلة البابا المتوَقّعة لإسرائيل والأردن في أيار المقبل (المرجع ب) و معالجتها للخلاف حول وجوب التصريح  بالبابا  بيوس الثاني عشر في الحرب العالمية الثانية كقدّيس.

يؤمن معظم المطّلعون على الكرسي البابوي بأن هذا النهج هو النهج الصحيح لمؤسسة تبلغ من العمر 2000 عام و التي تعتبر أن فشلها التاريخي الأعظم يكمن في " فضيحة الشقاق المسيحي." وهذا ما قاله البابا بينديكتوس السادس عشر نفسه، وهو ألماني عاش خلال الحرب العالمية الثانية، و قد أسف بشدة و بشكل علني على معاداة السامية، و أكّد على الإبقاء على علاقات سامية مع اليهود.

قد يجد الكرسي البابوي، على أي حال، بأن تعامله ذو الذوق السياسي المتدنّي مع هذا القرار من الممكن أن يفتّر من استقبال البابا في إسرائيل في أيار المقبل فيما لو تأكّدت هذه الرحلة.

 نهاية الملخص.

 

     الموضوع الموسّع، التاريخ الطويل للحوار اليهودي-الفاتيكاني. --------------------------------------------- ----------

2 (ج) في حوار موسّع مع الحزب الديمقراطي المسيحي والقائم بأعمال نائب رئيس البعثة في 23 كانون الثاني، وصف نوربرت هوفمان سكرتير لجنة الكرسي البابوي للعلاقات مع اليهود جهود الحوار اليهودي الفاتيكاني.

كما أوضح بأن قراراً تنظيميّاً شاذاً يبيّن تماماً مدى أهمية العلاقات اليهودية-الكاثوليكية للفاتيكان:

و تأتي لجنة العلاقات اليهودية تحت المجلس البابوي لتعزيز الوحدة المسيحية- وليس المجلس البابوي لحوار الأديان (والذي يتعامل مع العلاقات مع المسلمين والهندوس والبوذيين والوثنيين). و بالنسبة لهوفمان يقدّر القادة اليهود هذا الترتيب لأنه في مصلحتهم لتأكيد العلاقة المميزة التي تربط المسيحية باليهودية.

3 (ج) إن اتفاق كل من الديانتين له أهمية رئيسية في الحوار. فمنذ المجلس الفاتيكاني الثاني (1962- 1965) أتمّت الكنيسة الكاثوليكية روابط وثيقة أكثر مع اليهودية مستشهدين بنصوصهم و تاريخهم. و في السنوات الأخيرة و بالتزامن مع انتخابات البابا بينديكتوس السادس عشر في ألمانيا (و الذي كان طفلاً خلال الحرب العالمية الثانية)  دخلت الجهود لتقوية هذه العلاقات حالة تأهب قصوى.

قال هوفمان أن اليهود يعتقدون بأن العلاقات الجيدة بالكرسي البابوي تساعد في مكافحة معاداة السامية و تضمن أن لا يكون هنالك هولوكوست أخرى.

 

 

 

 

 

استنكار الغضب بشأن الإهانات الملموسة

4 (ج) ارتأى هوفمان أن إعادة البابا بينديكتوس السادس عشر إلى منصبه كواحد من الرجال الأربعة الكنسيين في أخوية القديس بيوس العاشر الكهنوتية من قبل البابا يوحنا بولس الثاني   (المرجع أ) سيكون مدمّراً لعلاقات الفاتيكان مع اليهود على المدى البعيد. كما توقّع أن الاستنكار العلني للهولوكوست من قبل أحد هؤلاء الرجال الأربعة، وهو الأسقف وليامسون، سيكون موضوعاً جدلياً و سيستقطب نقداً في وقت قصير لكنه سيُستبعَد سريعاً.

أما عن بعض قادة الكنائس الأخرى فقد بدا و كأنهم موافقون على أنه وبما أن قرار البابا كان دينياً و ليس سياسياً، فسيكون مفهوماً على هذا النحو فقط. فمثلاً رحّب رئيس مؤتمر الأساقفة الفرنسيين "بلفتة الرحمة والانفتاح لتعزيز وحدة الكنيسة." كما نأى بعض قادة الكنائس بأنفسهم عن استنكارات الأسقف ويليامسون للهولوكوست، ثم أضافوا كلمات للترحيب بإعادة تنصيب رجال أخوية القديس بيوس العاشر الكهنوتية الأربعة. و قد وقع المعظم على اختيار الكاردينال كاسبر،  والذي  يدير الحوار الكاثوليكي اليهودي، لإدانة تصريحات الأسقف بأنها "غبية" و"غير مقبولة" و "لا تمت للكنيسة الكاثوليكية بصلة." وكالعادة بقي البابا بعيداً عن الشجار و لم يعلّق.

 5. (س) و بالفعل يبدو أن معظم قادة الكنائس يؤمنون بأن الضرر من هذه المسألة لن يستمر ولن يضر زيارة البابا المقررة إلى إسرائيل. و قال الأب هوفمان بالتحديد بأن الخلاف سيربط مسائل أخرى مشابهة مثل "المسائل التافهة المتعلقة بحالة العلاقات الكاثوليكية-اليهودية. ومع ذلك، تستمر خلافات أخرى لتترك ضغينة في قلوب اليهود والآخرين. و من بينها صلاة جماعية لاتينية كاثوليكية تدعو إلى انقلاب اليهود.

وقد أصبح الجدل الأكثر خلال الشهور الأخيرة هو اقتراح تمجيد البابا بيوس الثاني عشر (تنصيبه كقديس) وهو بابا فترة الحرب العالمية الثانية والذي انتقده البعض لعدم استنكاره الهولوكوست علناً.

انتقد حاخام حيفا (اسرائيل) كوهين، وهو أول حاخام يُدعَى لخطاب المجلس الكنسي للأساقفة، اقتراح التنصيب بشكل مبطن في ملاحظاته للأساقفة في الخريف الماضي. ولم يتقبل رسميو الكنيسة النقد، كما شعروا بالضيق منه. ورفض هوفمان مجرد ذكر تلك الملاحظات العامة بأن الحاخام كان قد كشف بأنه قد تعرض للضغط من قبل القادة اليهود لإيصال النقطة.

  آفاق زيارة البابا لإسرائيل والأردن

6- (ج) و في غضون ذلك يخيم غموض كبير على حالة العلاقات الفاتيكانية-اليهودية في زيارة البابا المخططة لإسرائيل. و طبقاً لما أخبرنا به رسميون فاتيكانيون آخرون (المرجع ب) فقد أكد الأب هوفمان أن رحلة البابا لم تكن مشروطة بحل قضايا ضرائب الملكية للكنيسة في معاهدة الكرسي البابوي الإسرائيلي الرئيسية. و الهدف الرئيسي من الزيارة هو ديني كما ذكر سابقاً: يريد البابا البالغ من العمر 81 عاماً أن يؤدي مناسك الحج إلى الأراضي المقدسة كحَبر (بابا) قبل أن يتقدم بالعمر وتصبح الزيارة أكثر صعوبة.

وفي نفس الوقت يؤمن الكرسي البابوي أن زيارة البابا لإسرائيل والأردن والضفة الغربية سترفع الوعي حول الهولوكوست والحاجة إلى مكافحة معاداة السامية. كما و ستؤكد الزيارة البابوية القبول الفاتيكاني لدولة إسرائيل علانيةً والتي أسس الكرسي البابوي علاقات معها في عام 1993.

وكشف حديث هوفمان ضمنياً بأن الزيارة ستكون من أجل هذه الأسباب، و غُيّبَت التطورات السلبية الرئيسية.

 7- (س) في محادثة سرية في 23 كانون الثاني كان للسفير الإسرائيلي للكرسي البابوي مورديكاي ليفي نظرة متراخية بعض الشيء. و لكن ليفي لن يتكهن  باحتماليات هذه الرحلة بالرغم من التأكيد أن التخطيط يجري دون شروط مسبقة، والتعبير عن الأمل بأن تتم الرحلة، و الاعتراف بأن الرحلة قد تمضي قدماً بالحوار الكاثوليكي-اليهودي. و لم يرَ ليفي آمالاً عديدة لزيارة البابا تساعد على حل مشكلة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وبينما تريد إسرائيل المحافظة على علاقات جيدة مع الكرسي البابوي لتجنب المشاكل، قال ليفي بأن القادة الإسرائيليين لا يعتقدون أن باستطاعة الفاتيكان التأثير على العرب.

 8. (س) و من ناحبة أخرى قال ليفي أنه قد يكون للصحافيين مصالح مادية من هذه الزيارة.  و كما يزعم ليفي فإن الأمير غازي له مصالح اقتصادية من التطور السياحي الذي سيزدهر في المنطقة حول مكان تعميد المسيح. ستكون زيارة البابا لهذه المنطقة استثماراً. و بما أنه لن يتم الترحيب بهذا التطور من قبل جميع الكنائس، فقد سبب موضوع الزيارة صراعاً بين السلطات و الكنائس المحلية.

 9. (ج) لم يعتقد السفير الإسرائيلي بأن أزمة غزة التي حدثت مؤخراً ستلعب دوراً في قرار البابا الأخير في السفر إلى الأراضي المقدسة. وكان قد خاب أمل ليفي بعد نقد الفاتيكان لأعمال إسرائيل في غزة، وأثارت نظره حول المونسينيور بارولين نائب وزير الخارجية للكرسي البابوي. حيث حث ليفي بارولين على قول شيء إيجابي عن إسرائيل لموازنة هذه الملاحظات.  وأراد ليفي بالأخص للكرسي البابوي أن يُقر علنياً بأن المسيحيين في إسرائيل يتمتعون بحرية دينية لا نظير لها في الشرق الأوسط، حيث تقف الأقليات المسيحية بشكل متزايد ضد سياسات الإسلام. كما قال أن بارولين ملتزم في فعل ذلك.

  (ج) تعليق: مطلوب شريك قوي لدروس في العلاقات العامة

 -----------------------------------

10. (س) أحياناً يُحير البابا بينديكتوس السياسيين والصحافيين بالاستمرار بفعل ما يؤمن بأنه الأفضل لمصالح الكنيسة مثل إعادة أخوية القديس بيوس العاشر الكهنوتية أو أخذ مسألة تعميد بيوس الثاني عشر بعين الاعتبار. (عانى سلفه جون باول الثاني من بعض هذه الانتقادات. ) وقد رثى أشخاص من خارج الفاتيكان القرارات أو السياسات التي تصوَّر لهم بأنها لا تتماشى مع الألفية الجديدة، و دعوا إلى أن تصبح الكنيسة أكثر حداثة واستيعاباً للأمور.

ما فشل هؤلاء المراقبون لمعرفته هو انسجام قرارات الكرسي البابوي مع سلوكه في القضايا الأساسية مثل إعادة توحيد الكنيسة أو كرامة الجنس البشري ككل مع قيمة هذا الاتساق. وبغض النظر ما إذا كان من هم خارج الفاتيكان متفقين أو غير متفقين مع الكرسي البابوي، فسيكون من الصعب إنكار تأثيره الأخلاقي وتغطيته الجغرافية و قدرته على الاستيلاء على العناوين الرئيسية في الصحف. و بإمكان هذه المواصفات أن تجعل من الفاتيكان شريكاً قوياً للولايات المتحدة والأمم الأخرى في السعي لتحقيق الأهداف المشتركة.

11. (س) و في نفس الوقت، لا يمكن الإنكار أن الحصول اهتمام أكثر بقليل إلى نظرة العالم الخارجي إلى القرارات المتخذة داخل الكنيسة قد يساعد الكرسي البابوي على حماية صورته وتأثيره.

و بالرغم من أن قادة الكنيسة أمثال بينديكتوس  يتبنون وسائل جديدة للاتصال لإيصال رسالتهم إلى أكبر جمهور ممكن (المرجع ج) فإنهم لم يشملوا جميع الاحتياجات والأدوات الخاصة بعلاقات القرن الواحد و العشرين العامة.

ولربما كان المتحدث باسم الكرسي البابوي قد ندد بالهولوكوست بشكل مدوي مستنكراً آراء الأسقف ويليامسون في نفس الوقت الذي رحب فيه البابا به للرجوع إلى الكنيسة. و لكنهم انتظروا عدة أيام ليقوموا بذلك ثم أصبحوا يقومون به أسبوعياً. و بحلول ذلك الوقت، حدث الكثير من الدمار. و بدلاً من إحراز هدف ديني وهو إعادة توحيد الكنيسة، وإثبات التزامها بإعطاء فرص  ثانية  لمن أخطأوا، والتأكيد على المخاوف من الهولوكوست – يلعب الكرسي البابوي لعبة المطاردة.

نهاية التعليق.جي في نويس