أمير قطر في زيارة مرتقبة للأردن.. هذه أبرز الملفات
زيارة مرتقبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للعاصمة الأردنية عمان يوم الأحد المقبل، كشف عنها الإعلامي القطري جابر الحرمي، تأتي ضمن تسارع التقارب بين البلدين عقب حصار دول خليجية لقطر عام 2017 ومشاركة عمّان جزئيا قبل أن تتحلل من تلك المشاركة بعودة السفراء رسميا بين البلدين في 2019.
ملفات عديدة تتوقع شخصيات سياسية أردنية لـ"عربي21" أن يحملها لقاء القمة بين الطرفين، وعلى رأسها الملف الفلسطيني، ممثلا بالموقف من خطة السلام الأمريكية (صفقة القرن)، إلى جانب ملفات إقليمية أخرى كالملف اليمني والسوري، مع بحث ملفات داخلية تتعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، ورفع حجم الاستثمارات القطرية في المملكة.
الصحفي عواد الخلايلة، ناشر موقع مدار الساعة الإخباري، الذي انفرد بخبر نشر زيارة أمير قطر يكشف لـ"عربي21"، نقلا عن مصادر رسمية مطلعة بعض الملفات التي يحملها لقاء القمة المرتقب، قائلا إن "الزيارة ستتضمن شقا اقتصاديا وآخر سياسيا، وكما نقلت مصادر أردنية قطرية ستقوم قطر برفع استثماراتها في المملكة والتي تبلغ 1.5 مليار دولار، بعد أن قدمت في 2018 دعما للأردن بقيمة 500 مليون دولار، عبارة عن استثمارات في مشروعات سياحية، والبنى التحتية، إلى جانب 10 آلاف فرصة عمل، إلا أن لقاء القمة المرتقب ستقوم قطر برفع تلك الاستثمارات وعدد الوظائف المقدمة للأردنيين".
وحسب الخلايلة "سيطرح الجانبان الموقف من صفقة القرن على طاولة الحوار، والتأكيد على الدعم القطري للوصاية الهاشمية للمقدسات في القدس، وحل القضية الفلسطينية حلا عادل استنادا لقرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وتحاول المملكة الأردنية التي تعاني من ضغوط اقتصادية خانقة، أن تفتح خطوطا متوازنة في جميع الاتجاهات، لمواجهة تداعيات رفض صفقة القرن، وسط تأييد دول خليجية للخطة الأمريكية، كانت تعتبر داعما أساسيا للاقتصاد الأردني.
وحول تأثير تلك الزيارة على علاقات الأردن بمحور الإمارات-السعودية- مصر، يرى الخلايلة أن "الدول العربية تدرك الوضع الاقتصادي للأردن الذي يقف على مسافة متساوية من جميع الاشقاء العرب".
وشهدت المملكة الأشهر الأخيرة من العام الماضي قفزات نوعية في العلاقات مع دول خارج محور (السعودية، الامارات، مصر) فقد سرعت المملكة من وتيرة علاقاتها مع قطر وتركيا، إذ كشف سفير أنقرة السابق لدى عمان، مراد قرة غوز، في مؤتمر صحفي، منتصف تموز/ يوليو الماضي عن توقيع وثيقة تبادل تجاري بين البلدين. إلا أن عمان أبقت على علاقة متوازنة مع جميع الأطراف.
رئيس الديوان الملكي، نائب رئيس الوزراء، الأسبق، جواد العناني، لا ينكر في حديث لـ"عربي21" أن "لقاء القمة بين الشيخ تميم والملك عبد الله الثاني سيسبب حساسية لبعض الدول"، إلا أنه في ذات الوقت يقول: "قد يسبب ذلك حساسية لدى بعض الدول لكن نرى أن هنالك محاولات للمصالحة، تقودها مثل الكويت، وأيضا تقول السعودية إن مفاوضات تجري للمصالحة عبر وسيط وهنا يمكن أن يكون دورا للأردن في المصالحة".
وحسب العناني "قطر تفهمت ظروف الأردن عندما قاطعت السعودية ودول أخرى قطر ورفضت حصارا اقتصاديا عليها، وقبل أن تخفض الأردن التمثيل الدبلوماسي، وإغلاق مكاتب الجزيرة في الوقت الذي لم تتخذ قطر أي إجراءات مماثلة ضد الأردن، بل قدم استثمارات للأردن بنصف مليار و10 آلاف فرصة عمل للأردنيين".
الملفات المتوقعة
أما عن الملفات المتوقع طرحها في الزيارة، يرى العناني، فإن ملفات إقليمية وثنائية ستكون على طاولة الزيارة، أبرزها القضية الفلسطينية، والضغوطات التي تمارس على البلدين، بخصوص صفقة القرن، ثم بحث ظروف المنطقة وبخاصة الملف السوري والعراقي واليمني، ومناقشة دور الأردن في إصلاح ذات البين في الخلاف الخليجي، ثم بحث العلاقات الثنائية بين الطرفين وإمكانية زيادة الاستثمارات وخلق فرص عمل للأردنيين".
وكانت آخر زيارة للأمير تميم بن حمد آل ثاني للأردن في آذار\مارس 2014، بعد توليه مقاليد الحكم في 25 حزيران/يونيو 2013، وسبق له أن زار الأردن عندما كان وليا للعهد في 29 كانون ثاني/يناير 2012.
وقالت مصادر رسمية لـ"عربي21"، إن وفدا رفيع المستوى سيرافق أمير قطر، يتضمن مسؤولين في صندوق قطر السيادي المسؤول عن الاستثمارات، ووصل مساء الثلاثاء مقدمة الوفد المسؤول عن ترتيب الزيارة، التي وصفها بالهامة ومن المتوقع أن تمتد ليوم واحد.
عضو لجنة الأخوة الأردنية القطرية البرلمانية، النائب مصلح الطراونة، يرى أن "هذه الزيارة تأتي في وقت هام، لتدل على موقف قطر الداعم للأردن وسياسته الخارجية من صفقة القرن، كما ستؤطر لعلاقات أخوية مفتوحة بين الطرفين ودعم للاردنيين العاملين في قطر وتعزز فرص عمل أكبر".
يقول الطراونة، لـ"عربي21" إن "هذه الزيارة ستزعج دولا على خلاف مع قطر، لكن الأردن في ظل الضغوطات التي تمارس على الأردن لم تعد المملكة قادرة على أن تكون في محور واحد دون تعدد الخيارات، قطر دولة عربية شقيقة كباقي الدول العربية، على الدول الأخرى التي ستنزعج عليها أن تدعم الأردن، الذي يرفض أن يكون محورا على حساب دول عربية، حتى في وقت مقاطعة دول لقطر قام الاردن بالحد الادنى من هذه المقاطعة ثم تراجع عنها". عربي21