سكن السوريين في الشمال يعيق اللاجئين وجمعيات الإغاثة

الرابط المختصر

-وثائقيات حقوق الإنسان - محمد شما

تعاني الكثير من العائلات السورية في الأردن من إشكالية تكاليف إيجارات السكن والتي تزيد من أعبائهم المالية إلى جانب متاعب اللجوء وما يرافقه من ضرر مادي ونفسي عليهم وعلى أطفالهم.

 

وتستضيف الكثير من العائلات الأردنية العديد من اللاجئين السوريين من باب حسن الضيافة والكرم أو لصلة المصاهرة، لكن تبقى هناك حاجة ماسة لمساندتهم بشكل أكثر تنظيمي، على ما يقوله جمال رجّال رئيس جمعية الفيحاء الاسلامية ويشير إلى مسألة الجدل حول تمويل إقامة اللاجئين في شقق ايجار يقطنون بها من عدمه.

 

٩٠٪ لا يملكون المال

ويقدّر رئيس الجمعية أن ٩٠ ٪ من اللاجئين السوريين لا يملكون المال لسداد ايجارات الشقق التي يعيشون فيها، وإن كان ذلك فلا يتجاوز ما يملكونه لبضعة شهور فحسب.

 

بهذه الإشكالية التي لا تجد الجمعية لها حل، تكتفي كحال العديد من جمعيات الإغاثة إلى الدعم العيني المتمثل بالطعام والشراب والبطانيات والملابس.

 

وفق تقرير رصدي أصدرته مؤخرا جمعية الكتاب والسنة الناشطة في الشمال، فإن المشكلة الأكبر التي تواجه اللاجئين السوريين بدل الإيجار الشهري للمساكن، وأن هناك عائلات تضطر للسكن مع بعضها البعض حيث وصل الأمر لسكن عائلتين أو ثلاث بذات المنزل.

 

على المستوى الشعبي، ما تزال ملاجئ البشابشة تستقبل اللاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف والقتل، ويؤكد فتحي البشابشة مالك الملاجئ، أن ٩٦ غرفة في ٦ مبان يملكها ما تزال تستقبل السوريين الذي يأتون بشكل يومي ومكثف يوميا.

 

يقر البشابشة أن إيجارات السكن المرتفعة على السوريين تشكل عائقا أمام إقاماتهم في الرمثا والمناطق المحاذية لكنه يدعو من ينشط مع اللاجئين السوريين إلى المبادرة بنقلهم إلى ملاجئ البشابشة المجانية، ويوضح أن هناك غرفة للعائلات وأخرى للشباب من رجال ونساء.

 

ولم يخف جمال رجال من عائق ارتفاع الايجار على كثير من العائلات السورية التي إما تستأجر على حسابها الخاص أو بجهود محلية تساعدهم على السكن في شقق مستأجرة غير دار الإيواء الذي فُتحه فتحي البشابشة.

 

فرق العملة وإشكاليات أخرى

وتتراوح إيجارات السكن في مناطق الرمثا وعموم الشمال ما بين ١٥٠-٢٥٠ دينارا، ما قد تشكل عبءً اضافيا على السوريين الذين يستأجرون، خصوصا وأنهم يصرفون مدخراتهم ولا يعملون؛ ما يعني انفاق ما يملكونه فحسب.

 

اللاجئ السوري والناشط محمد سعود يعتبر إشكالية السكن "الرقم واحد" بالنسبة للاجئين، حيث أن فرق العملة السورية عن الأردنية يقلل من ما يملكونه من أموال ناهيك عن الغالبية القادمة إلى الأردن من مناطق فقيرة، إضافة إلى عدم تمكنهم من العمل لسد النقص.

 

وتابع سعود أنه ورغم إعطاء بعض جمعيات الإغاثة "تكاليف إيجار سكن" لعدد من العائلات إلا أنه "بشكل متقطع وليس للكل".

 

دعوة التوحد في الجهود

وتدعو جمعية الفيحاء نظيراتها من جمعيات الإغاثة إلى توحيد جهودهم في مناطق الشمال لأجل مساعدة السوريين اللاجئين في مناطق اربد والرمثا والمفرق ومعرفة أوجه النقص التي يعانيها الكثير منهم.

 

ويقول مدير الجمعية أنهم يعملون إلى جانب جمعية الكتاب والسنة على دعم قرابة ٩٠٠ عائلة سورية بأعداد تتخطى الـ٧ آلاف لاجئ سوري من حيث المواد الغذائية والملابس والنوم. فيما قدرت “الكتاب والسنة" مليون دينار على شكل مساعدات طارئة.

 

يقترح الناشط السوري أن تقوم إحدى الجمعيات باستئجار مبان فارغة في الرمثا كحل لإيواء اللاجئين السوريين وتجاوزا لأي إشكال قد يحصل مع اللاجئين أو الجمعيات.

 

وأمام جهود إغاثة تقوم بها الهيئة الخيرية الهاشمية التي تعتبر المظلة للجمعيات الخيرية في دعم اللاجئين السوريين، تظهر مساعدات عربية من خلال منظمات إغاثة إمارتية وكويتية وليبية لكن هذه المساعدات عينية كالغذاء والدواء والبطانيات ولم تطرح بعد نفقة السكن رسميا.

 

جدل مخيم اللجوء

وسائل إعلام محلية نشرت مؤخرا عن مصادر في وزارة الأشغال العامة والإسكان مفادها اقتراب إكمال إقامة أول مخيم لاستقبال ٣ آلاف اللاجئين السوريين.

 

ويسجل الناشط السوري محمد سعود ملاحظات حول المخيم الذي قد لا يتناسب والظروف الجوية فضلا عن شعور البعض من اللاجئين بغير المناسب السكن فيه وإيمانهم بالعودة إلى سورية حال تنتهي الأوضاع.

 

لكن تبقى العلاقة الأردنية السورية الملتبسة هي ما قد تؤخرا إعلان الأردن عن هذا المخيم الذي قد يخلق ارباكا في العلاقة الضبابية.

 

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت مؤخرا إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن بلغ ٥٣٢١ لاجئا فيما تقدر منظمات أهلية إلى تجاوزهم ال٧٠ ألف لاجئ سوري.

 

وجمعية الفيحاء التي تقدم المساعدات للسوريين تعتمد على تقديم اللاجئ طلبات الدعم لكي تقوم بدورها، غير ذلك تتولى جمعية الكتاب والسنة الدعم الشامل للاجئين هناك، على ما يوضح مدير الجمعية.

 

ولم يخف رّجال من خوف العديد من السوريين من تقديم طلبات اللجوء أو الإعانة لمفوضية السامية لشؤون اللاجئين خوفا من الإعلام عن اسمائهم للجانب السوري، وهذا ما يرصده الناشط جمال من خلال لقائه العديد من اللاجئين السوريين.

 

من جهتها، تقوم الهيئة الخيرية الإسلامية (فرع الأردن) بتوزيع المساعدات النقدية والمواد الغذائية واجهزة التدفئة والطبخ لحوالي ١٥٠٠ لاجئ سوري في الشمال.

 

وكانت الهيئة الخيرية الهاشمية العالمية أعلنت عن تأمينها مبلغ خمسة ملايين دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في كل من الأردن ولبنان وتركيا.

 

أضف تعليقك