النقابات المستقلة عندما تصبح مطلبا عماليا

الرابط المختصر

-وثائقيات حقوق الإنسان- محمد شما

من غير المفاجئ أبدا ظهور نقابات مستقلة بديلة عن الحالية التي توصف بغير الملبية لمطالب منتسبيها الذي يتندرون بالقول أن الربيع العربي لم ولن يصلها بعد لها.

 

وعندما يصبح الاضراب وسيلة وحيدة لإسماع الصوت عاليا وبأصوات عمالية بعيدة عن نقاباتهم؛ يعني ذلك سقوط شرعية النقابات التي لم تواكب مطالب منتسبيها من العمال. فهل زمن التحولات فرض تغييرا لا تستطيع النقابات "التقليدية" مواكبته في ظل ولادة ٣ نقابات مستقلة مؤخرا.

 

"النقابات الحالية لم تواكب عمالها في ظل تحول اقتصادي واجتماعي، هي غير قادرة على تغطية احتياجات عمالها"، يقول مدير المرصد العمالي ومركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض.

 

“الربيع العمالي الأردني انطلق في العام ٢٠١٠ بدء من حركة عمال المياومة وصولا لاضرابات عمال الموانئ"، يقول عوض الذي يرى أن الاضراب العمالي ازداد زخمه مؤخرا والذي وصلت نسبته إلى ٢٨٪ وهي ضعف العام ٢٠١٠.

 

وتابع أن هناك نقابات غائبة بالكامل عن عمالها حتى أن نقباء هم رؤساء نقابات منذ عشرات السنوات، وهذا لا ينسجم مع التحولات الجذرية التي يمر بها المجتمع الأردني.

 

النقابات الجديدة تشكلت رغم المحاذير القانونية، "وهناك تنامي سريع جدا لتشكيل نقابات مستقلة خارج أطر الموجودة، وسنشهد خلال الشهر الحالي الإعلان عن ٣ تكتلات نقابية جديدة لقطاعات مختلفة"، وفق عوض.

 

على أن الاضراب هو حق مكفول بالدستور والقوانين، وهو يأتي على خلفية مطالبات سلمية لم تأت بنتائج.

 

ومن بين الاضرابات ما تقوم به النقابة المستقلة لعمال الكهرباء من اعتصامات فيما اعلنت الشركة عن عدم شرعيتها وهددت العمال والموظفين..بل وان نقابة العاملين في الكهرباء اعتبرت تلك النقابة بغير القانونية والشرعية.

 

أحمد مرعي رئيس النقابة المستقلة لعمال شركة الكهرباء الأردنية يرى أن نقابتهم المستقلة جاءت نتيجة طبيعية لتخاذل النقابة التقليدية لحقوقهم.

 

“على الجميع أن يقتنع أن هناك مبدأ للتعديد النقابية وقد آن أوانه، في ظل ما نعانيه من قطب أحادي نقابي في الأردن، لكن بوجود نقابات مختلفة يعني تنافس وبشكل آخر العامل مستفيد لصالحه"، يقول مرعي.

 

ويتابع مرعي أن تأسيس النقابة المستقلة أبتعوا الهيكل الهرمي والقاعدة من الشعب وتنظيم لجان وصياغة نظام خاص له وعرض ذلك على الهيئة التأسيسة.

 

"لسنا بمعركة مع أحد"، يقول مرعي في حديثه عن نقابتهم "هدفنا الأساس هو الانتصار لحقوق العمال الذين هم يقررون ماذا يريدون انتهى زمن القطبة في إدارة العمل النقابي".

 

يبدو أن المشهد النقابي ازداد زخما من لنقابة المعلمين وتأسيسها الذي شكل دفعا قويا للحراك العمالي. قد يبدو المشهد من بعيد تحول جذري للحراك النقابي الذي ولغاية الآن لم تصل شراره لأصحاب القرار أو أقطاب النقابات التقليدية التي مكثت وما زالت في مقاعد الرئاسة منذ عشرات السنوات.

 

انقر السماعة في أعلى الصفحة لتتمكن من الاستماع إلى كامل حلقة ناس وناس حول الحق العمالي في التنظيم النقابي

 

 

أضف تعليقك