-         الانتخابات سارت بصورة طبيعية ولم نلمس اي خروقات تمس جوهرها

-         سنعمل من اجل ان يفيق الاهالي على مدينة نظيفة

-         الحديث عن موظفين يتقاضون رواتب دون عمل لا يخلو من مبالغات 

-         سنسعى لضم "الشرق" و"خادم الحرمين" لوضع حد لمأساة سكانهما

نفى رئيس بلدية الزرقاء الجديد عماد المومني ان يكون تلقى تهديدات من قبل انصار مرشحين لم يحالفهم الفوز في الانتخابات، واصفا الانباء حول ذلك بانها "محض شائعات"، واكد ان خلاص بلديته من ضائقتها المالية المزمنة رهن بيد الحكومة.

وقال المومني في مقابلة مع "هنا الزرقاء" ان "كل ما يطرح عن هذا الموضوع (التهديدات) هو محض شائعات و..افتراء".

وكانت تقارير تحدثت عن محاصرة انصار مرشحين خاسرين لمبنى البلدية، وتهديدهم باقتحامه ومنع المومني من دخوله، بعدما اتهموا السلطات بتزوير الانتخابات لصالحه.

ولاحظ الاهالي بالفعل تواجدا امنيا في محيط مبنى البلدية، كما تردد ان الشرطة طلبت من الموظفات مغادرة المبنى وابقت على الموظفين الذكور، وذلك تحسبا لتنفيذ انصار اولئك المرشحين لتهديداتهم.

وفي اشارة الى الاتهامات بالتزوير، قال المهندس المدني المرموق في المدينة، والذي سبق ان شغل عضوية المجلس البلدي بين عامي 2003 و2007 ان "كل من لديه ملاحظة على العملية الانتخابية فسأذهب بنفسي الى بيته واستمع اليه واحاوره".

واضاف "هناك الكثير من الشائعات التي لا التفت اليها"، مؤكدا انه بفضل "وعي اهل الزرقاء ومعرفتهم بالمرشحين تم تجاوز هذا الموضوع، والصناديق افرزت الفائز، وكانت لأهل الزرقاء الكلمة الفصل".

وعبر المومني الذي يشغل موقعا متقدما في "حزب الجبهة الاردنية الموحدة" عن رضاه عن مسار العملية الانتخابية، مؤكدا انها لم تشهد خروقات جوهرية.

وقال ان "هناك جهات عديده تولت الاشراف والرقابة على الانتخابات مثل الهيئة المستقلة.. وراصد (التحالف المدني لمراقبة الانتخابات) وغيرهما".

واضاف "وكما هو معروف فان مؤسسات مجتمع مدني واحزابا سياسية على رأسها جبهة العمل الاسلامي، لم تنتقد سير العملية الانتخابية. كان مسارها طبيعيا ولم نلمس اي خروقات تمس جوهرها".

وحصل المومني على 11253 صوتا في الانتخابات التي بلغ عدد المقترعين خلالها نحو 40 الفا شكلوا ما نسبته 13 بالمئة من العدد الاجمالي للذين يحق لهم الاقتراع في المدينة.

وقد وصف هذه النتيجة بانها "الاعلى على مستوى المملكة قياسا بعدد سكان المدينة، وكنت أتمنى ان احصل على نسبة اعلى".

وشكر من صوتوا ومن لم يصوتوا له قبل ان يقول ان "الانتخابات اصبحت الان طي الماضي، ونحن في خدمة جميع اهالي الزرقاء الذي مسهم الضرر جراء سنوات عديدة من الاهمال وتقصير هذه المؤسسة الاهلية في التواصل معهم وخدمتهم".

ماذا بعد؟

المومني كان قد ترأس قائمة انتخابية حملت شعار "زرقاء نظيفة بايدي نظيفة"، وهو الشعار الذي لا يخلو من مضامين عدة، الا ان ابرزها يمس الهم الحالي الاكبر للاهالي، وهو كارثة تراكم النفايات في انحاء مدينتهم.

وفي هذا الصدد، قال رئيس البلدية الجديد الذي استهل فترة ولايته بجولات ميدانية في شوارع المدينة "الان بدأنا عملية تفعيل الكادر سواء مدراء المناطق او الفرق الموجودة في عملية النظافة".

واضاف "لا نريد نظام الفزعة، نحن نريد ان تسير هذه العملية بشكل منظم وباستمرارية، وهناك العديد من الترتبيات حتى تسير.. بشكل سلس ليفيق اهالي الزرقاء على مدينة نظيفة".

والى جانب النظافة، فان الاوضاع المتردية للشوارع بسبب الحفريات التي تقوم بها سلطة المياه خصوصا، تشكل تحديا واولوية كما اكد المومني.

واوضح "البنية التحتية بما فيها الشوارع تشكل تحديا. هناك حفريات تنفذ بطريقة عشوائية ونأمل أن تتعاون سلطة المياه مع البلدية وان تلتزم بالاتفاقيات التي تتضمن بندا معروفا ينص على ان من يقوم بالحفريات عليه ان يعيد الوضع كما كان قبلها".

وقال المومني ان "هذا لا يحصل الان وهو ما يسبب متاعب للمواطنين من مشكلة المرور والمنظر العام".

 واضاف ان "المدينة بحاجة الى عطاءات لخلطات اسفلتية، لكن في ظل الوضع المالي للبلدية فان هناك حاجة لدراسة الموضوع وتامين الموارد المالية اللازمة".

مديونية كبيرة

وتعاني بلدية الزرقاء من مديونية تصل الى نحو 13 مليون دينار، تشكل اكثر من نصف موازنتها البالغة حوالي 22 مليونا. ويذهب قرابة نصف هذه الموازنة رواتب للموظفين.

وكما يؤكد المومني، فان حل الضائقة المالية التي تمر بها البلدية جراء تلك المديونية رهن بيد الحكومة.

ويقول ان "مديونية الزرقاء ثلث حلها عند الحكومة" التي طالبها بان تقوم "فورا" بتوريد حصة الزرقاء من عوائد المحروقات التي تقوم بتحصيلها بنسبة 8 بالمئة كدعم للبلديات.

ويوضح المومني انه تبين من دراسة اجراهاان حصة الزرقاء العادلة من عوائد المحروقات ينبغي ان تكون نحو ثمانية ملايين دينار، وذلك بالنظر لعدد سكان المدينة وحجمها ومسؤولياتها.

وقال ان هذا المبلغ يشكل نحو ثلث الموازنة البلدية ومن شأن توريده الى خزينتها ان يشكل "خشبة خلاص".

واضاف "نحن لا نطالب الا بتفعيل القوانين النافذة، وعلى الاخوة في الحكومات القادمة والحالية أن يحولوا هذه العوائد".

وينص القانون على ان تدفع تحصيلات دعم المحروقات الى البلديات وفق معطيات محددة لكل منها، لكن الحكومة عمدت الى استبدال نسبة التحصيل البالغة 8 بالمئة بمبلغ مقطوع لا يتجاوز 75 مليون دينار.

وحسب ما يؤكده مختصون، فان قيمة عوائد المحروقات تصل الى نحو 300 مليون دينار من شانها ان تنهي جميع التشوهات والاختلالات المالية التي تعاني منها البلديات.

ويرد كثيرون، ومن ضمنهم رؤساء سابقون لبلدية الزرقاء مديونيتها العالية الى العدد الكبير للموظفين الفائضين عن الحاجة، والذين تبين ان بعضهم يتقاضى راتبه دون ان يؤدي اي عمل.

لكن المومني اعتبر ان "هناك مبالغات تتداول في مجالس اهالي الزرقاء" حول هذه المسألة.

واضاف "صحيح أن لدينا موظفين غير مؤهلين و1200 موظف أمي، ولكن هذا لن يثنينا عن تفعيلهم حتى يصبحوا منتجين يفخر اهالي الزرقاء بأدائهم".

واكد ان "هؤلاء الموظفين ليسوا عالة على البلدية، فهم يعملون في الميدان..وتحملوا الكثير ويتحملون الكثير، وسنتعاون مع الصروح الاكاديمية والنقابات المهنية والقوات المسلحة لتأهيلهم".

توسعة ومليونية

من جهة اخرى، تعهد رئيس البلدية الجديد بالسعي الى ضم مدينتي الشرق وخادم الحرمين الى بلدية الزرقاء، من اجل انهاء معاناة سكانهما الذين يفتقرون الى ابسط الخدمات نتيجة عدم تبعية مدينتيهما الى اية بلدية.

وكانت بلدية الزرقاء طالبت في السابق بتوسيع حدودها شرقا حتى يضم المدينتين، الا ان ذلك لم يتحقق.

ووصف المومني وضع هاتين المدينتين بانه "مأساوي"، معبرا عن امله في ان تنتهي معاناة سكانهما، ومؤكدا ان "علينا كبلدية ومؤسسات مدنية ان نتوجه بشكل مباشر الى المواطن لخدمته".

وفي ما يتعلق تحديدا بمدينة الشرق، قال المومني انها "تحتاج الى مجلس قوي يقوم بالاعباء الملقاه على عاتقه في حدود بلدية الزرقاء، واذا لم يتسن لنا هذا الامر سنقوم بتدارسه مع الاهالي الذين هم اصحاب القرار، وكذلك مع جهات اخرى".

واضاف "نحن لا نسعى الى التوسعة بأي ثمن، نحن نريد التوسع المدروس والخدمة المحترمة لهذه المدينة".

وفي جانب اخر، كشف المومني عن نية المجلس البلدي اطلاق مبادرة تهدف الى تجميل الزرقاء تحت شعار زراعة مليون شجرة.

وقال ان "المليونية هي رمزية تؤكد جديتنا وتطلعنا الى أن نحقق الهدف الذي بالتاكيد لن يتم انجازه بجهود بلدية الزرقاء وحدها، حيث ان على الجميع التضافر لتفعيل هذه الحملة الوطنية".

واضاف ان هذه الحملة "سيكون مردودها البيئي اكثر من ممتاز وسينعكس على المظهر الجمالي للمدينة وسيسهم في تخفيف الاثار البيئية التي تعاني منها مدينة الزرقاء".

وتابع ان "تعاون وزارة الزراعة والمدارس والقوات المسلحة وكافه الجهات في هذا الموضوع سيكون له الاثر الكبير في تحقيقه وانجازه على اكمل وجه".

والى ذلك، فقد تعهد المومني بانتهاج سياسية الباب المفتوح وادامة التواصل مع اهالي المدينة، الى جانب تفعيل لجان الاحياء حتى تكون عين المواطن على البلدية على حد تعبيره.

يشار الى ان المهندس المومني من مواليد الزرقاء عام 1962. وقد حصل على شهاده الثانوية العامة من مدارسها عام1980 قبل ان ينال درجة الماجستير في الهندسة الإنشائية من جامعة الباوهاوس في ألمانيا.

وهو متزوج من المهندسة نسرين العبادي، ولهما ثلاثة اولاد وبنتان احداهما سارة وتدرس حاليا طب اسنان في الجامعة الاردنية.