المحافظ لـ"هنا الزرقاء": لن نتهاون مع مخالفات صالات الافراح
استغرق الامر سيارة الاسعاف التي كانت تنقل مريضا في حالة طارئة اكثر من عشرين دقيقة لكي تجتاز الازمة المرورية الخانقة التي تسببت بها احدى صالات الافراح القريبة من دوار حي معصوم.
كان ذلك الاسبوع الماضي، ولم يتسن لنا معرفة ما اذا كان المريض في سيارة الاسعاف قد نجا ام لا!
وليست هذه الحادثة متفردة، بل هي تتكرر عدة مرات في الاسبوع كما يؤكد أبو احمد صاحب احد محال بيع الاثاث التي ترتصف بالعشرات على جانبي الشارع المؤدي من حي النزهة الى دوار معصوم.
ويشتهر الشارع الذي يمتد نحو كيلومتر واحد بأزماته المرورية المزمنة التي يسببها تكدس السيارات الفوضوي امام صالات الافراح الثلاثة المطلة عليه، والتي لا تبعد احداها عن الاخرى سوى بضع عشرات الامتار.
وبحسب ابو احمد، فقد حصل مرة ان جازف سائق اسعاف بتحطيم عجلات سيارته واجتاز بها الجزيرة الوسطية نحو الجانب الاخر من الشارع حتى يفلت من الزحام وينقذ حياة مريض كان ينقله.
ويكاد مشهد الاختناقات المرورية يتكرر في كل شارع توجد فيه صالة افراح في الزرقاء .
ويقدر عدد الصالات في المدينة بنحو 27 معظمها مخالف للقانون سواء من حيث موقعها القريب من الاحياء السكنية او دور العبادة او المدارس والمستشفيات.
وتشترط تعليمات تنظيم عمل صالات الافراح الصادرة عن وزير الداخلية ان تكون الصالة بعيدة عن مثل هذه الاماكن بثلاثمئة متر تقاس حسب سير المشاة.
ومع ذلك تجد في الزرقاء صالات بعضها ملاصق لمسجد او لبناية سكنية او مدرسة كما هو الحال مع بعض الصالات في منطقة الزرقاء الجديدة.
واضافة الى المخالفات السابقة، فان معظم الصالات تفتقر الى عوازل صوت او مخارج طوارئ او انظمة تكييف للهواء، وهي اشتراطات ملزمة في التعليمات.
ورغم كل ذلك الا ان تلك الصالات يجري تجديد ترخيصها سنويا في ظل تساهل واضح من قبل الجهات الرسمية.
شكوى وتذمر
أحلام جبريل، سيدة صدفناها اثناء كانت سيارتها عالقة في أزمة خانقة في شارع توجد فيه صالة افراح، وقد عبرت عن استيائها الشديد بسبب تاخرها في الوصول الى بيتها.
وقالت "في مثل هذا الشارع لا يستطيع الواحد منا العودة او التقدم او حتى الوصول الى بيته".
واعتبرت ان وجود الصالة في الشارع الذي يحاذي منطقة سكنية امرا مستهجنا، حيث انها تتسبب للاهالي بازعاج لا يحتمل.
وبدوره، يشكو صاحب محل يقع بجانب صالة أفراح من الازدحامات امام المحل وايضا من الازعاجات المستمرة.
ويقول "أنا اعاني وكل جيراني بعانون، فنحن لا نجد مكانا لركن سياراتنا، والزبائن كذلك، وهذا امر يؤثر على اعمالنا".
ويضيف "حال الشارع كما ترون، ازمة وزوامير وأزعاج، وعلى مدار 24 ساعة".
وكما يشير صاحب المحل، فان الوضع يزداد سوءا في الصيف الذي يشهد اعداد حفلات اكثر مما هو الحال في الشتاء.
وهو كما يقول لم يتقدم الى الان باية شكوى للجهات الرسمية بسبب الازعاجات او الاضرار التي تتسبب بها الصالة لتجارته، ولا يعلم ما اذا كان هناك احد قدم مثل تلك الشكوى، وان كان يؤكد ان الجميع في الشارع يتذمرون.
ويخبرنا صاحب محل سوبرماركت انه يعيش في ظل صالتي افراح، الاولى بجوار محاله والثانية قرب منزله.
ويقول انه يعاني خصوصا من "الأصوات المرتفعة التي تستمر حتى ساعات متاخرة من الليل، وتصل الى اوجها خلال مراسم ادخال العروسين الى الصالة واخراجهما منها، مع ما يرافق ذلك من اطلاق للالعاب النارية ومسدسات الصوت".
وهو يشكو ايضا من تضرر تجارته بسبب عدم تمكن الزبائن من الوصول الى محله خاصة من لديهم سيارات، حيث انهم لا يجدون مكانا لركنها، وبالتالي فانهم يتوجهون للشراء من المحلات الاخرى.
وبخلاف جميع من سبقوا، فان احدى المواطنات ترى في مظاهر الغناء والاصوات المرتفعة المنبعثة من صالات الافراح مظهرا جميلا من مظاهر الفرح اكثر منها مصدرا للازعاج.
وتقول ان هذه "أجواء حلوة وأجواء فرح..دعوا الناس تنبسط".
وتضيف "أنا بصراحة عندما ارى فاردة اكون سعيدة لانني احب أجواء الفرح، ولو كانت الحفلة لي ساكون ايضا سعيدة باصوات زوامير السيارات والألعاب النارية".
ولكنها تستدرك قائلة انه "يجب ان تكون هناك ضوابط لهذه المظاهر، من حيث عدم تعطيل حركة السير واطلاق العيارات النارية".
لا تهاون
ومن جهتها، فقد اكدت محافظة الزرقاء انها لن تتهاون مع اية مخالفة تتعلق بصالات الافراح سواء في مدينة الزرقاء او اية منطقة اخرى ضمن المحافظة.
وقال المحافظ علي العزام انه اذا وجدت مخالفات من قبل اية صالة فسوف "نتصرف بالتاكيد..ونقوم بواجباتنا" في تطبيق القانون.
واضاف ان هناك شروطا يجب ان تلتزم بها الصالات و"إذا خالف صاحب الصالة هذه الشروط فهو يقود نفسه الى العقوبات (..) والتي تصل أحيانا الى الإغلاق".
واكد العزام ان "الأصل أن لا يكون هناك إزعاج (من هذه الصالات) لأنها وجدت أصلا لتريح أعصاب الناس وليشعروا بجو من الفرحة".
ولكنه شدد على ان ذلك يجب ان لا يكون على حساب ازعاج واقلاق راحة المجاورين واعاقة حركة المارة.
ومن جهته، اوضح المتصرف محمد الرفايعة مساعد المحافظ ان هناك لجانا مشكلة من أحد الحكام الإداريين في كل محافظة بالإضافة إلى الجهات المعنية من أمن عام و دفاع مدني و بلدية، وذلك لمتابعة التزام الصالات بالتعليمات.
وقال انه في حال ورود شكوى فان "اللجان تقوم بالتأكد منها وطلب صاحب الصالة الى دار المحافظة، وإذا تبين أن المشكلة موجودة يتم اتخاذ الإجراء الإداري المناسب عليها وقد تصل في بعض الأحيان إلى الإغلاق إذا كانت المخالفة كبيرة".
وقال الرفايعة ان الشكاوى التي تتلقاها المحافظة بخصوص الصالات "قليلة جدا او حتى نادرة"
واوضح "عادة ما تكون الشكاوى من صوت الموسيقى المرتفع، و(حينها) يتم طلب صاحب الصالة ويتم افهامه أن يحافظ على سلامة المواطنين وراحتهم خاصة ان الحفلات تحدث في وقت متأخر من الليل".
واكد المتصرف الرفايعة ان هناك "تجاوبا معنا من أصحاب الصالات في الزرقاء".
وفي الوقت الذي لم يتسن لنا التحدث مع اي من اصحاب الصالات، الا ان العديد من المواطنين اكدوا ان الكثير من المشاكل التي تتسبب بها صالات الافراح في الزرقاء يمكن ان تختفي في حال كانت هناك متابعة جدية من قبل الجهات الرسمية.
واقترح بعض المواطنين في هذا الصدد، ان يتم نشر رقباء سير في الشوارع التي تشهد اختناقات مرورية مستمرة بسبب الصالات، وخصوصا في ساعات المساء، وتشديد العقوبات على المخالفات التي ترتكبها، وخصوصا المتعلقة بالضوضاء.