هنا الزرقاء ..هنا هنَّ ..فرصة ثالثة
لم أكن يوما أكثر فخرا مما كنت عليه أثناء حديثي عن مشروع "تمكين نساء الزرقاء عبر الإعلام" في العرض الختامي للقاء الإقليمي لمشروع"لنا" في العاصمة التركية استنبول نهاية فبراير/كانون ثاني الماضي، الذي أختار جريدة "هنا الزرقاء" كشريك وحليف استراتيجي له في التغيير بالأردن.
مرت سنتين كاملتين أمامي في عشرة دقائق تحدثت أثنائهن من القلب عن إنجاز رائع لسيدات مقاتلات من محافاظة الزرقاء ، حاربن التهميش، والتمييز، وقلة فرص المشاركة والعمل على السواء، رغم قدراتهم الرائعة وإمكانياتهن المميزة، التي ظهرت جلية في التغطيات الإعلامية التي قمن بها ونشرتها صفحات "هنا الرزقاء" بفخر.
جريدة "هنا الزرقاء" وباقي قنوات المشروع من برنامج إذاعي أسبوعي، وموقع إلكتورني، وصفحات التواصل الإجتماعي، ما هي إلا مرايا تعكس قوة التأثير لنساء الزرقاء اللواتي حملن المشروع على أكتافهن وأصبحن شخصيات مؤثرة، يتوجه لهن المواطنون للشكوى من نقص خدمة ما، أو تقصير مسؤول ما، أو لمجرد تغطية نشاط كان بالأمس مغمورا وأصبح الآن يرى النور عبر أقلام مراسلاتنا.
ولم يعد مسؤل منتخباّ كان أو معيناّ، يقابل الحاح مراسلة هنا الزرقاء بالإهمال أو الاستخفاف ، فالتغطية التي تقوم بها؛ شاملة ومتوازنة ومعالجتها للمواضيع مهنية، تخضع لتدقيق ورقابة فنية دقيقة من قبل فريق محترف، تحفظ خلالها حقوق جميع الإطراف وتضمن سماع كل الآراء.
والدليل على قوة الأثر الإيجابي للعمل الإعلامي المميز التي تقوم به مراسلتنا ليس في الزرقاء المدينة وحدها، وإنما في أطراف المحافظة وقراها البعيدة المهمشة، نذهب إليها نحن لنسمع من سكانها ونحمل صوتهم عبر الأثير لتكتمل رسالتنا في التغيير ويتحقق التأثير.
كما أن جريدة هنا الرزقاء بدأت ب 3000 آلاف نسخة، وتحت ضغط زيادة الطلب عليها من مختلف المستويات والمناطق ، رفعنا عدد النسخ الى 5000 آلاف نسخة، والعمل جاريا على رفع الإعددا الى 7000 نسخة.
والقصص والتحقيقيات التي أعدتها مراسلات صحفيات مميزات انتقلت من المستوى المحلي الأردني ، إلى الإقليمي والعربي حيث حظيت بعض القصص الكبرى "مثل مقتل الطالبة مريم في الظليل، والطالبة نور العوضات، وانتحار الطفل مصطفى نتيجة التننمر عليه في المدرسة" بإهتمام وسائل إعلام عربية وأجنبية لمتابعة تفاصيلها من المصدر "هنا الزرقاء".
كل ذلك وغيره الكثير، هو بمثابة دعوة لكل السيدات في الزرقاء من عمر تسعة عشر عاما وحتى الأربعين عاما وممن أتممن دراسة الثانوية العامة، للإنضمام الى فريق "هنا الزرقا" للعام الثالث والأخير من عمر المشروع ، ليكملن حلقة الإنجاز وينضممن الى عجلة التغيير التي بدأها المشروع لتحظى النساء هناك بالمكانة التي يستحققنها بجدارة.
هذه الفرصة ليست فقط دورة تدريبة على مهارات العمل الإعلامي ، وإنما هي باب يفتح لمن ترغب ليس للعمل الإعلامي وحدة، وإنما لاكتساب مهارات مختلفة للحصول على فرصة عمل إعلامية وغير إعلامية، بحيث يساهم تراكم الخبرة لديها لأن تنتقي لنفسها الأفضل وتسعى الى تطوير ذاتها بالصورة التي ترغب ان ترى نفسها عليها وبالشكل الأمثل.
ان انضمام سيدات جديدات لنا في هنا الزرقاء هو مصدر فخر لنا، ويدفعنا الى العمل بجد أكبر وتصميم أكثر على العمل لإنجاح المشروع، وضمان استمراره لما فيه مصلحة النساء والمجتمع ومحافظة الزرقاء التي نحب ونحترم.