الخيار النووي : العالم يتخلى عنه لخطورته وهم يرموه بوجهنا

الخيار النووي : العالم يتخلى عنه لخطورته وهم يرموه بوجهنا
الرابط المختصر

لخصت سيدة من الزرقاء الرأي العام السائد، ليس في المحافظة فحسب وانما في مختلف مناطق المملكة، والذي يرفض قرار الحكومة الأخير بخصوص الموافقة على إنشاء مفاعل نووي في منطقة الازرق قريبا من قصر عمرة الاثري.

اعتصم العشرات من ابناء المنطقة في الموقع، وعبروا عن رفضهم الشديد لهذا المشروع الذي لا يهددهم فقط وإنما يهدد الأردن باسره وقد يمتد الى دول الجوار بحسب خبراء في الموضوع.

هذا القرار الى جانب اختيار شركة "روس أتوم" الروسية لبناء أول محطة نووية في المملكة، هو مقدمة لمرحلة لاحقة بحسب الاتفاق تتضمن بناء مفاعلات نووية صغيرة الحجم. في خريبة السوق.

كثير من المواطنين يجهلون تفاصيل المشروع منذ بدأ الحديث عنه في ثمانينات القرن الماضي من قبل تيار حاول اقناع الملك الراحل الحسين بن طلال بأهمية هذا المشروع للأردن وبأن هناك كميات تجارية من اليورانيوم من شأنها خلق وفر في الطاقة بعد الاستخدام والتصدير وتحقيق ربح للأردن بواقع 40 مليار دولار سنويا.

اليوم انسحبت شركات أجنبية عديدة من المشروع بعد وصولها الى قناعة بعدم جدوى استثمارها في هذا المجال وبأن كميات اليورانيوم في الأردن غير تجارية بالمطلق، حتى ان هيئة الطاقة الذرية نفسها توقفت عن ذكر ارقام حول اليورانيوم وفرص استثمار وجوده في بالأردن.

اقتنعت الدولة الأردنية عام 2007 بأهمية هذا المشروع وبعد جدل متواضع في مجلس النواب آنذاك اقر قانون هيئة الطاقة الذرية وقانون هيئة تنظيم العمل النووي وبذلك أصبح للأردن -البلد الذي يعاني من الفقر وعجز الميزانية وفوق ذلك شح المياه- ذراعان للهيئة الذرية أحداهما لتشغيل للمفاعل وأخرى لمنح التراخيص للعمل في هذا المجال.

ومن حينها، وحتى قبل ذلك، دأب الناشطون والمهتمون في مجال الصحة والبيئة على إدانه المشروع ورفضه واعتصموا أمام رئاسة الوزراء ومجلس النواب، ولكنهم لم يخرجوا بنتيجة. وحتى التغطية الإعلامية لتلك الفعاليات لم تكن بمستوى الخطر المتوقع.

صحيح ان المكان الذي تم اختياره يجاور أراض عسكرية للمناورات ولكن هناك سكان في المنطقة كما أن موقع المشروع يبعد عن قصر عمرة 36 كيلو مترا وسيمتد تأثيرة حتما الى اهل الأزرق والزرقاء.

أكد رئيس بلدية الأزرق بهجت جاد الله ان المواطنين في الأزرق يرفضون هذا المشروع رفضا تاما، وأنه لم يتم استشارتهم والحديث معهم من قبل أي شخص من الحكومة، والأصل في مثل هذه المشاريع عالميا ان تكون هناك موافقة من سكان المنطقة.

يتحدث المدافعون عن هذا المشروع عن فرص تنمية كبرى للمنطقة وتوفير فرص عمل لأبنائها وإتاحة طاقة كهربائية باسعار تفضيلية، ولكن كل هذا وغيره ان صح لا يتناسب والأخطار المحتملة والمثبتة عالميا.

يؤكد الناشط والخبير البيئي الدكتور باسل برقان انه "ثبت علمياً ودولياً أن المحطات النووية ترفع نسب السرطان إلى أَضعاف للساكنين حول المحطات ولمسافة عشرة كيلومترات وأكثر وبدون حدوث كوارث أو تلوث منظور، وترفع نسب سرطان الدم للأطفال أضعافا".

 13 دولة في العالم تخلت عن الخيار النووي حتى وان كان للأغراض السلمية، ورفضته كخيار متاح لخطورته على البشرية، ونحن نلهث وراءه رغم انعدام مبرراته العملية لنا، ولا مانع لدينا من رميه في وجه منطقة مهملة تنمويا وإضافة خطر الموت الى ما يواجهه سكانها يوميا من معاناة خلال سعييهم لتوفير سبل الحياة الكريمة بالأساس.