تزدحم موائد الكثير من بيوت الزرقاء في رمضان بما يصعب حصره احيانا من اصناف الطعام، ولكن ما ان تنفض الجموع بعد الافطار حتى يتضح ان ما بقي على تلك الموائد قد يتجاوز ضعف ما ذهب في البطون.
وطبعا، تلقي هذه البيوت فوائض طعامها في حاويات القمامة، اللهم سوى من قلة تلجأ الى توزيعه على المحتاجين.
ويقدر تجار كميات الاغذية التي يشتريها سكان الزرقاء في رمضان بضعفي ما يستطيعون تناوله، ما يعني ان نصف تلك الكميات، والتي تكفي لاطعام مدينة باكملها، تذهب هدرا.
ولكل في هذا الاسراف حجته ومبرراته، وهي جميعها تدور في فلك شعورهم بالجوع نتيجة طول فترة الانقطاع عن الطعام ورغبتهم في الا يحرموا انفسهم مما تشتهيه من الاطايب.
مريم عبدالجابر، ربة بيت لديها اطفال حديثو عهد بالصوم، وهي تقر بمبالغها في طهو اصناف الطعام، ودون اعتبار للكمية، وذلك من باب مكافأتهم وتحفيزهم على الصيام كما تقول.
على ان ربة بيت اخرى هي وفاء عبدالرحمن تجد ان هذا الامر يتنافى مع مفهوم الشهر الفضيل، وتعتبره تبذيرا يدل على انخفاض مستوى الوعي بثقافة الاستهلاك عند الكثير من الاسر.
كما ترى وفاء ان هذا السلوك ينطوي على اضرار صحية لمن يمارسونه، وليس اقلها اصابتهم بالتخمة جراء تناولهم كميات تفوق حاجتهم من الطعام.
وتعد المبالغة في كميات واصناف الطعام من السرف المذموم والمكروه شرعا، حسبما اكد الشيخ سامي ابو لطيفة.
وقال ابو لطيفة ان الإسراف من العادات السيئة، وهو ليس حكرا على شهر رمضان بل نجده في الاشهر الاخرى.
وأشار الى أن العادات والتقاليد تلعب دوراً من حيث إعداد الولائم، فإذا كانت بشكل معتدل وبقصد كسب الاجر فلا مانع فيها