لاجئون يعرضون منتجاتهم وتراثهم في بازار شتوي

لاجئون يعرضون منتجاتهم وتراثهم في بازار شتوي
الرابط المختصر

عرض لاجئون عراقيون وسوريون وصوماليون وفلسطينيون، جنبا إلى جنب، منتجاتهم التي صنعوها بأيديهم في بازار نظمته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، أمس الثلاثاء حمل عنوان "بازار الشتاء مع اللاجئين" لمدة ثلاثة أيام لدعم اللاجئين والمجتمعات الأقل حظا.

 

وتنوعت  منتجات اللاجئين بين حرف يدوية تراثية، وملابس حاكها لاجئون إلى جانب أطعمة وحلويات من بلدان اللجوء، وتعرض أسماء (23 عاما) التي هربت من الحرب الأهلية في الصومال، منتجات قامت بإعادة تدويرها في المنزل لتعمل منها هدايا صغيرة، تقول  إن "ثمن هذه المنتجات سيساعدها في توفير بعض مستلزمات فصل الشتاء وخصوصا كلف التدفئة المرتفعة".

 

واحتل التراث السوري مساحة واسعة بالبازار الذي خصص يومه الأول لبيع المنتجات للسلك الدبلوماسي في الأردن، ويعرض أحمد الأحمد التراث الدمشقي "الأرابيسك" في البازار، حاملا هذه المهنة التي توارثها عن أجداده إلى المملكة الأردنية بعدما هرب من جحيم الحرب في سوريا، كما يقول.

 

وبيعت في المعرض رسومات لأطفال سوريين لاجئين، قامت مؤسسة "أوريندا تريب" بطباعتها على الملابس والأواني، وبيعها ليعود نصف ريعها لأطفال سوريين وفلسطينيين لاجئين كما يقول مؤسس الشركة زايد السوقي لـ"عربي21"، وتهدف هذه المنتجات إلى "نشر الأمل لدى الأطفال الذين يعيشون في المجتمعات المحلية وزيادة وعي الناس حول تلك المجتمعات في جميع أنحاء العالم".

 

وشمل المعرض مشغولات يدوية للاجئين من السودان والعراق، إلى جانب مشغولات لمواطنين وجمعيات أردنية تقدم العون للفئات الأقل حظا.

 

السفير الفرنسي في الأردن، دافيد بيرتولوتي، قام بشراء هدايا تذكارية صنعها اللاجئون، مبينا  أن "مثل هذه البازارات فرصة لدعم اللاجئين"، واصفا المبادرة التي أطلقتها المفوضية بالرائعة؛ كون المردود المالي سيعود للاجئين مباشرة، داعيا الجميع لزيارة المعرض ودعم اللاجئين.

 

وتقول نداء ياسين من قسم العلاقات الخارجية في المفوضية السامية،  إن "هذا البازار يعقد للمرة الأولى من قبل المفوضية، ومن المتوقع أن يساعد على إبراز مواهب اللاجئين المقيمين في المخيمات والمناطق الحضرية حول الأردن، ويسلط الضوء على بعض المهارات والفنون والحرف التقليدية التي ينتجها العديد من اللاجئين للحفاظ على تراثهم الثقافي".

 

وترى أن "عوائد المبيعات من هذا البازار ستكون ضرورية للاجئين لمواجهة فصل الشتاء، إذ ستعود جميع العائدات مباشرة إلى البائعين، كما أن حدثا مثل هذا سيشجع حملة (مع اللاجئين العالمية)، التي تعزز التضامن مع اللاجئين حول العالم".

 

بدوره قال الممثل المقيم لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، ستيفانو سيفيري، في افتتاحه البازار إن "41 جنسية مسجلة لدى المفوضية من طالبي اللجوء، وشراء هذه الهدايا التي يصنعها اللاجئون سيكون له معنى كبير وتذكرنا بمسؤوليتنا تجاه اللاجئين".

 

ويتواجد في الأردن حسب إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، حوالي 660 ألف لاجئ سوري تعيش الأغلبية في فقر في المدن الأردنية بأقل من 100 دولار أمريكي في الشهر، ويتواجد حوالي 30 ألف عراقي لدى المفوضية في الأردن؛ غالبيتهم من بغداد، وتسعة آلاف لاجئ يمني، وثلاثة آلاف لاجئ سوداني، وما يقارب الألف صومالي، بينما يتواجد ما يقارب الـخمسة آلاف لاجئ من جنسيات أخرى.

 

وتأمل المفوضية أن يساعد هذا البازار اللاجئين في توفير احتياجات فصل الشتاء، وتؤكد المفوضية في حديث لـ"عربي21" أن مجموع احتياجاتها لفصل الشتاء 22.2 مليون دولار أمريكي لتغطية كل من السوريين والجنسيات الأخرى، حيث تم تمويل 33% في المائة فقط في الوقت الراهن، بينما لم نتلق أي تبرعات خصيصا لجهود فصل الشتاء حتى الآن، ما دفعها لتخصيص الأموال من المجالات الهامة الأخرى للعملية لضمان أن الأسر الأكثر ضعفا يمكن أن تنعم بالدفء هذا الشتاء.

 

وسيتم تزويد جميع اللاجئين في المخيمات بمساعدة خاصة لفصل الشتاء لمرة واحدة لصيانة المأوى وتغطية الاحتياجات الشتوية الأخرى (20 دينارا أردنيا للفرد في الأزرق و20 دينارا أردنيا للأسرة في الزعتري – مع الأخذ بالحسبان مدى احتياج اللاجئين في مخيم الأزرق). وبالإضافة إلى ذلك، فسوف يحصلون على النقد لشراء عبوات الغاز للتدفئة والطبخ لتغطية جميع أشهر الشتاء (من شهر نوفمبر إلى شهر مارس).