من ناهض الى قنديل !

من ناهض الى قنديل !
الرابط المختصر

 

قبل ان يتم شيطنة ناهض حتر - الله يرحمه - شهدت الأردن صراعاً مريراً بين تيارات عديدة، مدعمة بادوات صحفية اقلاماً وكتاباً " هؤلاء " تحديداً شنوا حملة تصفية ضد الرجل لازاحته من طريقهم فقد كان يحجب طروحاتهم و نبرة " الأنا " المتضخمة ! هذا مع تجييش الحكومة ومساندتها لاذنابها ممن يلبسون ثوب الرقي في الصباح و اثواب الشعوذة في المساء!

حينها انتقدنا الكثير، بعضهم اعتبرنا كفرة ملاحدة، بعضهم نظر لنا باعتبارها متحررون من الاديان والاخلاق والمبادئ والقيم، بعضهم وجد غايته في ايجاد قصة يعود من خلالها الى الاضواء. لكن لا احد سأل عقله يوماً: ما الذي كُسر في الاردن حينئذ، ومن الذي كَسر!

لماذا يتكرر المشهد إذن، عين الادوات والاقلام والكتاب، مدعمين بعناصر من السلطات التشريعية، يوجهون سهامهم صوب يونس قنديل واعضاء مؤمنون بلا حدود، اولا تهديد، ومن ثم اختطاف، وبعد ذلك اعتداء لفرد، وترهيب مافياوي للشعب، وكأن العصابة تقول: احذروا كل من اراد ان يخرج عن المسار هذا مصيره !

المشهد لم ينقطع، بل تكرر إن بغباء او بجهل، مرة إذ منعت فعاليات ثقافية، مرة اذ سمح باستهداف الناس، مرة بخطاب سوداوي يتخذ من الله حجة، وفي عين الوقت هذا التيار يتخد من الخطاب الديمقراطي عنواناً له، هنا فارق كبير بين خطاب الداخل المتشدد وخطاب الخارج المنفتح، ففي الاردن تمنع من قول كلمة لا تروق لهذه الفئات اما في لندن تسمح لهم انفسهم باخراج مكنونها الديمقراطي الداعي للحرية ! هناك عقول تستمع أما هنا فثمة عقول تستنسخ وتفضل الراحة على العمل.

حتي أكون أكثر صراحة، لنعد الى البدايات، ونسأل، هل نحن دولة دينية، ام دولة تحكمها عادات وتقاليد، ام دولة مدنية يحكمها دستور، ام تراها غابة ام تراها مستنقع، يختلط فيه الجاهل مع العالم والمعرفة مع الغباء. ام ترانا دولة ومشروع لم يكتمل بعد ولن ، خصوصاً مع وجود نوعيات في موسساتنا لا تعي ولا تفكر ما تقول او ما يصدر عنها.

كثير من العتب وصلني خلال الاسبوع الماضي بعد كتابة سطرين تحذر من " اليمين المتطرف الاردني او لنقل الليكود الاردني " لا انظر الى التقسيمات الشرقية والغربية " فالجميع يعيش في هذا الوطن، العتب جاء لانني قلت ان التضييق على الفعاليات والشباب والجامعات ينتج تياراً مرعباً لا يمكن توقع اثاره لاحقاً - بعد منع فعالية مؤمنون بلا حدود - اذ يرغب طرف بصبغ المجتمع الاردني بلون واحد فقط لا غير مع انكار الاخرين بكافة تفصيلاتهم !