عروب صبح تكتب "مواطن ومخبر وكورونا"
هذا الكورونا اللعينلم يكتف بقتل البشر ولا بتباعدهم...هل يريد الكورونا أن يطيح بأخلاقنا !
"هؤلاء السفلة الأغبياء، يجب التبليغ عنهم" هكذا برر أحد الناس اقتناعه بالتطبيق الجديد (كارادار) الذي يشجع المواطنين على التبليغ عن أي تجمعات أو الاشتباه بحالات الإصابة، التطبيق يمكن الأجهزة المختصة من تحديد الموقع بدقة للتعامل مع الحالات !
السؤال الأخلاقي : وفي مثل هذه الأحوال هل التبليغ مسؤولية المواطن؟ كيف سيكون أثر هذا الأمرعلى العلاقات الاجتماعية حاليا ومستقبلا ؟ هل هو مسمار جديد في نعش التضامن الحقوقي فيما يتعلق بالحريات؟
السؤال القانوني :ماذا عن حماية بيانات المستخدمين للتطبيق ؟هل يعني هذا أن يسكت الناس بالمطلق عن أي انتهاك لحرياتهم وحقوقهم؟
لا شك أن الحكومة الأردنية اتخذت تدابير ممتازة للحد من انتشار الوباء في مدة زمنية قياسية جعلتها قصة نجاح تحتذى في العالم أجمع.
لكن التصفيق الشعبي لحلق رؤوس شباب خرقوا قانون الدفاع بدبكة ... يطرح مزيدا من الأسئلة
هل يعرف الناس حقوقهم؟ هل يعلمون أن لا العقوبة الا بنص وأنه لا يوجد نص بعقوبة حلق الشعر!هل يعلمون أن تصوير الناس ونشر صورهم يخالف قانون الدفاع أصلاً ؟
هل إهانة المخطىء بتجاوز مثل (الدبكة) هو جزء من عقوبة على المجتمع ان يباركها؟
الكورونا ، التخويف والخوف هل سيخترقون أخلاقنا ؟
منذ الحالة الاولى في الاردن واللوم على المصابين والمواطنين بالمجمل هو سيد الموقف اعلاميا مما خلق موقفا شعبيا غاضبا مع أن القصص تكشفت فيما بعد وأظهرت عدم دقة كل روايات التي رويت عنهم !
لقد ربط العديد من المغردين والناشطين والحقوقيين وحتى الصحافيين فكرة التبليغ بالأخلاق العامة وترديها وعلق البعض بمداعبات تغيير اسم التطبيق الى أسفنهم أو منافق دوت كوم! شبهوه بمأمون أو صطيف من حارة الضبع لكن عبود البرقاوي رفع القبعة لمنفذي التطبيق لان برأيه "في فئة لا تهتم ولا تكترث"
حسنا ماذا بعد الكورونا ؟
يغرد محمد زيدان " في أوقات الأزمة تحديدا تزداد تلقائيا أهمية الصوت الآخر والحوار والنقد والمناظرة، والحذر من خسارة المزيد من مساحات الحريات الشخصية وحرية التعبير. الانتماء يقتضي الدفاع عن مواطنتك وممارسة دورك بدون ترهيب ولا مزاودة" .
عروب صبح- مونت كارلو الدولية