بعد 27سنة... العدوان يستعيد ليلى شرف

بعد 27سنة... العدوان يستعيد ليلى شرف

سجلت العين ليلى شرف وزيرة الاعلام في حكومة احمد عبيدات اول استقالة من نوعها في تاريخ الاردن لوزير اعلام يغادر الحكومة ويوجه انتقادات لمجلس الوزراء تتعلق بالحريات الصحفية.

كان ذلك في عام 1984 عندما كانت الأحكام العرفية في قمة مجدها،في الوقت الذي كانت فيه ابواب التغيير تطرق جدران الخزان الأردني بنعومة لا يكاد يسمعها أحد.

في ذلك الوقت كانت استقالة ليلى شرف قنبلة هزت المجتمع الأردني بكامله، ولم تكن التكنولوجيا قد نجحت بعد بتحويل الكرة الأرضية الى علبة كبريت صغيرة.

ولم يجد المهتمون باستقالة شرف غير وسيلة واحدة لتوزيعها وتمريرها ونشرها غير اجهزة الفاكس، وقلة لجأت الى اسلوب الاتصال الحلقي المباشر لتمريرها وتوزيعها..

وقالت العين شرف في استقالتها عن حكومة عبيدات في حينه ما لم يقله مالك في الخمر، وقالت عن الحريات الصحفية والاعلامية ما لم نكن نحن في حينه قد سمعنا شيئا عنه.

وتحولت ليلى شرف في حينه الى رمز للحريات، والرفض وبقيت السيدة تحتفظ حتى الان بموقعها البهي من الاحترام والتقدير

واحتجنا في الاردن الى 27 سنة لتكرار المشهد نفسه، فقد جاءت استقالة وزير الاعلام والاتصال الزميل طاهر العدوان في وقتهاــ حسب التوقيت الشعبي ــ، فحكومة د. البخيت شبعت كثيرا من المطبات التي تدحرجت عليها وفي زمن قياسي لا يتجاوز الشهور الخمسة، تحولت فيها الى ما يشبه الدمية التي تتقاذفها ايادي الصغار قبل ان تتسخ وتحتاج لاحالتها الى التنظيف والغسيل والتعقيم، وإعادتها مجددا لأيادي الاطفال لمعاودة اللهو بها.

لقد جاءت استقالة العدوان في وقتها، وأعادت الى الذاكرة استقالة اول وزيرة للاعلام في الاردن العين ليلى شرف في عام 1984 .

والذي يدقق في نص استقالة ليلى شرف قبل 27 سنة مضت، ونص استقالة طاهر العدوان قبل 24 ساعة سيكتشف تماما ان المشكلة التي كانت تعانيها شرف في عام 1984 هي نفسها ذات المشكلة التي عانى العدوان منها في الأشهر الخمسة الأخيرة..

خطاب واحد يختصر الزمن، ويختصر المشكلات، ويختصر الفجيعة بالأمل..

وخطاب واحد تربطه بالأحداث والتفاصيل، فليلى شرف انتقدت في استقالتها ــ أنا هنا اعتمد على الذاكرة فقط ــ البيت الداخلي لمجلس الوزراء، والتدخلات غير المبررة في الاعلام، والاعتداء على استقلالية وزارتها آنذاك.

واستقالة العدوان واضحة ومثيرة ولا تحتاج للكثير من الشرح والتاويل..

هنا أدعو فقط لإعادة نشر استقالة السيدة ليلى شرف التي قدمتها لحكومة احمد عبيدات،ومقارنتها بنص استقالة الاستاذ طاهر العدوان، ليعرف الجميع أن الدمية لا تزال بحاجة الى حفلة "دراي كلين"، لأن الأطفال لا يزالون صغارا

أضف تعليقك