الطراونة‎ ‎و‎‎شعرة‎ ‎معاوية‎‎

الطراونة‎ ‎و‎‎شعرة‎ ‎معاوية‎‎
الرابط المختصر

p dir=RTLقطع رئيس الوزراء فايز الطراونة، قبل أيام، شعرة معاوية التي كانت تربطه بأحزاب مختلفة المشارب، وحركات إصلاحية؛ وأعلن بشكل حازم أن لا تعديل جديدا على قانون الانتخاب./p
p dir=RTLالرئيس الطراونة أراد من خلال موقفه هذا إرسال رسائل إلى كل الأطراف، بأن لا يُتعبوا أنفسهم كثيرا، وأن لا يُرهقوا عقولهم في البحث عن حلول لمشاركة أوسع في الانتخابات المقبلة من خلال إقناع قوى سياسية فاعلة بالمشاركة./p
p dir=RTLوهو أيضا أراد التأكيد، من جديد، أن ما جرى من تعديل على القانون في وقت سابق لن يتكرر بسبب معارضة جهات وازنة له./p
p dir=RTLاستعجل الرئيس الطراونة قطع الشعرة التي تربطه مع الكثير من الناس./p
p dir=RTLولم يتعظ بما قاله الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان (هو من دهاة العرب المعدودين)، وكان أكثر الناس حرصا على عدم قطع الشعرة بينه وبين الناس، إذ قال: والله لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت قط؛ إن أرخوها شددت، وإن شدوها أرخيت./p
p dir=RTLما قاله رئيس وزرائنا تصريح مجاني لا يقدم، وربما يؤخر، في عملية الإصلاح السياسي، ومن شأنه تأزيم الموقف لا حلحة العُقد./p
p dir=RTLفيما يذهب خبثاء إلى القول إن الطراونة أراد من كلامه ذاك قطع الطريق على حوارات جانبية قام بها ساسة ومسؤولون سابقون وبرلمانيون مع جهات مختلفة، على رأسها الحركة الإسلامية./p
p dir=RTLصراع إلارادات، أو ليّ ذراع أحد، أو قطع الطريق على تفاهمات تجري هنا وهناك، لا تخدم إصلاحنا المنشود، ولن توصلنا إلى ما نريد من سيادة لدولة المؤسسات والقانون وإعادة الهيبة لمجلس نوابنا بعد أن سلبه نواب حاليون الكثير الكثير من هيبته./p
p dir=RTLفلمصلحة من نريد أن نبقى في مربع المماطلة والتسويف وشراء الوقت، وحساب الربح والخسارة والخوف من هذا الطرف أو ذاك، وانتظار ما يجري في محيطنا من تفاعلات، وخاصة في سورية الشقيقة، والنظر إلى كل ما يحصل فيها بعيننا نحن وليس بعين من يريدنا أن نرى ما يرون هم، ونقول ما يقولون، ونفعل ما يفعلون، ونخدم أهدافا غربية تقسيمية كما يخدمون؟/p
p dir=RTLومن يريد بأن تبقى هيبة مؤسسات الدولة في الحضيض؟/p
p dir=RTLومن يؤطر لعصبيات جديدة تزعزع أركان الدولة، وتبعدنا عن إنشاء وتكوين دولة حديثة تؤمن بالمؤسسة نهجا، وبالدستور القانون مرجعا، والعدالة الاجتماعية هدفا، والمواطنة حقا؟/p
p dir=RTLالقصة لا تتطلب تعنت هذا الطرف أو ذاك؛ فلا يضير الحكومة أن تتنازل إن وجدت أن سواد الشعب يريد ذاك الأمر، كما لا يضير أي طرف أن يقدم خطوة للإمام لمصلحة الوطن أولا وثانيا وعاشرا./p
p dir=RTLنريد بقاء خطوط التواصل مفتوحة مع الجميع، لأننا ببساطة نريد لمجلس نوابنا المقبل أن يمثل الجميع، وأن يكون قويا قادرا على محو الصورة السلبية التي علقت في ذهن المواطن من المجلسين السابقين./p
p dir=RTLوأيضا، فإن التعامل بردود فعل آنية لا يفيد، إذ ما الضير لو ذهب من أعلن مقاطعته للانتخابات، ومن أعلن مشاركته، لاستلام بطاقته الانتخابية؟/p
p dir=RTLفالتسجيل لا يعني المشاركة، واستلام البطاقة لا يعني الذهاب إلى صندوق الاقتراع، فلما يتسرع البعض -كما فعل الرئيس الطراونة- ويقطعون شعرة معاوية، ويعلنون أن مقاطعتهم للانتخابات ترشيحا وتسجيلا./p
p dir=RTLما يبدو حتى الآن أن جهات نافذة تمارس شدا عكسيا، ولا تريد لإصلاحنا السير في طريقه بدون عوائق./p
p dir=RTLكما أن نفس الأمر (الشد العكسي) تمارسه أحزاب وحركات إصلاحية، لأنها تتهيب صندوق الاقتراع، وتتخوف من انفضاح حجمها في الشارع، وبعضها الآخر صاحب الثقل في الشارع، ينتظر ما سيحصل في محيطنا المضطرب لعل وعسى تكون غنيمة المشاركة أكبر وأثمن./p
p dir=RTLspan style=color: #ff0000;الغد/span/p

أضف تعليقك