أسطح المنازل والشمس تتحول لمشروع اقتصادي، فهل يتجرأ مجتمعنا العربي خوض غمار هذه التجربة؟
عرب 48 - هبة زعبي - مضمون جديد
في ظل الأزمة التي تعانيها إسرائيل في مجال الطاقة منذ عدة سنوات، تبذل أقصى الجهود وتقرالخطط الحكومية لايجاد بدائل للنفط والغاز في توليد الطاقة ،من هذه الخطط "استعمال الطاقة المتجددة" الطاقة الصديقة للبيئة التي تعتمد طاقة الشمس والرياح وحتى أن الحكومة تتحضر حاليا لبناء محطة كبيرة لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية في النقب.
يمنح قرارسلطة الخدمات العامة للكهرباء الذي أقر عام 2008 للمواطنين الامكانية لتركيب أجهزة لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية ،ويمنح إمكانية التعاقد مع شركة الكهرباء مدة 20 عاماوبيعها كمية محددة من الكهرباء، بسعر تحدده الشركة مسبقا وللأسف هو آخذ بالانخفاض اليوم كما اشتكى العديد ممن قابلناهم في التقرير.
لكن يمكن اعتبار مثل هذه الخطوة مشروع اقتصادي يدردخلا ثابتا لأية عائلة متوسطة، تركيب هذه الأجهزة منتشر بالوسط اليهودي بكثرة وعدد قليل من العرب قاموا بتركيب هذا الجهاز المكون من ألواح زجاجية توضع على أسطح المنازل، تمول البنوك بسهولة القروض المنوطة بشراء هذا الجهاز، وهو باهض الثمن. حاول التقرير أدناه عرض جدوى إقامة مثل هذا المشروع والتقصي عن العرب الذين قاموا بتركيب هذه الأجهزة.
حاولنا أيضا معرفة وفحص عدد العرب المتعاقدين مع شركة الكهرباء من خلال التوجه لوزارة الطاقة وشركة الكهرباء لنيل تعقيب منهم ،رد الطرفان بأنه لا تتوفر لديهم مثل هذه المعطيات.
وادعى الطرفان بأنهما يقومان بتشجيع إقامة هذه الأنظمة التي يطلق عليها "مرافق فوتو –فلطايم" صغيرة للإستخدام الشخصي، والتي تنتج كمية من الكهرباء في حجم أقصاه 15 كيلو واط وأدناه 1 كيلوواط ، وأن الطرفان لا يتدخلان بالسعر وهما ليسا مسؤولان عن انخفاض السعر الذي تحدده "سلطة الخدمات الجماهيرية للكهرباء".احد الخبراء العرب الذين يعملون بالمجال والذي استعنا به في التقرير يقدر وجود حوالي 100 حتى 150 شخص قاموا بتركيب هذا الجهاز. جدير بالذكر أن استخدام الأجهزة التي تنتج الكهرباء للاستخدام الخاص منتشر بكثافة في القرى العربية الغير معترف بها في النقب.
ما هي أنواع الأجهزة المستخدمة وكلفتها؟
هذه الأجهزة نوعان وهي كالتالي كما يشرح لنا عدنان دقة من قرية "يمة" بالمثلث مدير فرع شركة schletter الألمانية بالبلاد:" النوع الأول يطلق عليه اوستريك والثاني اوكريد ، النوع الثاني هو الذي يستغل للاستخدام الخاص والبيتي، أما النوع الأول هو المستخدم لبيع الطاقة الكهربائية لشركة الكهرباء ويسمح له كحد أقصى بإنتاج 15 كيلو واط وهناك أنواع أكبر منها تستخدمها المصانع وهنا نوع ثالث دخل إسرائيل حديثا ويركب في الأماكن المفتوحة في الصحراء ويدورالحديث هنا عن 150 ميغا واط وتركب بمساحة 100 دونم وأكثر وهي الأنظمة التي نعمل بها أكثر.
هذه الأجهزة مركبة من عدة أجزاء، شركتنا بعملية التخطيط والتركيب وصنع الحديد الخاص بالجهاز، لدينا طاقم قادر على تركيب هذا النظام التقني ويجهز البنية التحتية وكل ما يتعلق بعملية التخطيط.
تجربة شخصية
ركب علي ناصر(مالك مخيطة ورجل أعمال) من قرية الطيرة قبل حوالي السنة جهازا لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، كان ناصر الشخص الأول في بلدته الذي ركب هذا الجهاز وعن تجربته يقول:" لقد تم تسهيل كافة المعاملات المتعلقة بالموافقة على ترخيص تركيب الجهاز لأني كنت الأول في بلدتي الذي أركبه واستغرق الأمر شهرا، اقتنعت بالفكرة للجدوى الاقتصادية منها، المدخول من العقد هو 4500 شاقل ، أشخاص ركبوا بعدي يدخل لهم العقد 3000 شاقل، كلفني الجهاز 250 الف شاقل،ترددت بالبداية لأنه لم يكن أحد قد ركب الجهاز في المنطقة، درست الموضوع بعمق وتفحصته واستنتجت بأنه يوجد جدوى منه، الآن نجد أعدادا محدودة من الناس بالطيرة، الطيبة، قلنسوة، باقة أشخاص ركبوا هذا الجهاز".
تردد وتخطيط و ترخيص طويل ومرهق
تعمل المهندسة عرين موراني من معليا مع شركتي "سان غرين" و "عميت تكشورت" في بناء خطط لتركيب الأجهزة في منطقة الشمال،:" هناك وعي كامل لدى العرب بالمنطقة لاهمية تركيب هذه الأجهزة والفائدة المرجوة منها، لكن التكلفة العالية لهذه الأجهزة تجعلهم يترددون فهم لا يدركون جيدا أن البنوك تقوم بتسهيل القروض الخاصة بهذه الأنواع من الأجهزة فامكانية استرجاع المبالغ بالنهاية مضمون.
انخفاض سعر الوحدة المستمر الذي تدفعه شركة الكهرباء يزيد من ترددهم أيضا، عدا عن قلقلهم من أن أنهم لن يستغلوا سقف منزلهم التردد أيضا من خوفهم بأن تركيب الجهاز سيمنعهم من استعمال الطابق العلوي لبناء طابق جديد، استصدرت الرخص الكافية لأحدهم واستكملت كلها لكنه تراجع عن تركيب الجهاز لأنه يخطط لبناء طايق جديد لابنه بعد عدة سنوات
ترخيص هذه الأجهزة يستغرق وقتا لأنه يحتاج إلى تراخيص من لجنة التخطيط والبناء، المدة تتعلق بوضع المبنى ومشاكله حيث يمكن أن تستغرق من شهر حتى سنة ، هذا الانتظار يجعل الناس يملون أحيانا من الانتظار ويصرفون النظر عن الموضوع ، كحد أقصى يسمح بتركيب جهاز يولد 15 كيلو واط ويحتاج لمساحة 160 متر ويبدأ الحد الأدني من كيلو واط واحد. يوجد في معليا العديد من الأجهزة وترشيحا لكنها منتشرة بالقرى اليهودية بصورة أكبر بكثير ".
الطاقة المتجددة حلت أزمة القرى المعترف بها في النقب وتلاقي رواجا
يستخدم أبناء النقب العرب من سكان القرى الغير المعترف الأجهزة للاستخدام الخاص بكثرة لتوفير الطاقة الكهربائية لبيوتهم، شركة "وان سولر"، لصاحبها سالم القرعان هي الشركة العربية الوحيدة التي تعمل بمجال تركيب هذه الأجهزة في القرى الغير معترف بها وباقي القرى العربية بالنقب .
"هذه الأجهزة معروفة بالنقب منذ 10 سنوات لكن الإقبال عليها كان قليلا بسبب تردد الناس لاقتنائها لكلفتها الكبيرة والتي انخفضت قبل ثلاث سنوات، بتلك الفترة قمت بتركيب جهاز في منزلي، أقبل الكثير الي مستفسرين عنه، لامست اهتماما وإقبالا كبيرا، هذا الأمر شجعني لإطلاق شركتي بمشاركة عمي، خلال فترة قصيرة أفلحنا بالنهوض بنجاح في الشركة، نحن نركب بالمعدل 15 حتى 20 جهازا.
وهو رائج بدرجة كبيرة يمكن أن تصل حتى 70% وهناك بلدات ركبت في كل بيوتها هذه الأجهزة. هناك أشخاص قطعوا ارتباطهم مع شركة الكهرباء وركبوا هذا الجهاز.
شركتنا تركب وتبيع هذه الأجهزة وهي تزود تقنيون يعملون بهذا المجال بالمعدات اللازمة التي يشترونها من مخازننا،سعر الجهاز الذي يتم تركيبه يتعلق بنوعية وحجم الاستهلاك للطاقة الكهربائية، يمكن أن يكلف 11 ألف شاقل وحتى 25 ألف شاقل، هناك أجهزة كبيرة تصل تكلفتها لـ30 ألف شاقل وتكفي لأربعة بيوت، هذه أجهزة قوية ومكفولة وقوية وبعضها متنقل يمكن حمله مع الخيمة لكل مكان حين البحث عن المرعى.
بات الناس يبذلون أقصى جهودهم لتوفير سعر الجهاز الذي قلب حياتهم بعد أن حرموا لسنوات طويلة من استخدام الأجهزة الكهربائية ، استخدام المولد الكهربائي كان مكلفا جدا ويعمل لساعات محدودة معدودة في اليوم ، هذه الأجهزة توفر الكهربائية صيفا وشتاء والأشعة في الشتاء تكون أقوى وتكفي ساعتين بالشتاء بدل 5 ساعات في الصيف، وهذه الأجهزة بطبيعة الحال تقوم بتخزين الطاقة الكهربائية في البطارية".
العرب دائما متأخرين!!
يقول المهندس نور الدين وجيه مدلج مختص بهندسة الطاقة الشمسية وهندسة طاقة الرياح ويتولى هندسة وتنفيذ مشاريع كبيرة ومتوسطة مع شركات في البلاد وفي الضفة والأردن.
عن الاقبال المنخفض بالوسط العربي لتركيب هذه الأجهزة:"للأسف في هذه البلاد فإن الأغلبية هم السباقون دائما في التعرف على المشاريع المجدية وهم يسبقوننا باستخدامها وتجربتها، لأننا نتردد دائما بالقيام بالخطوة الاولى وننتظر غيرنا حتى يجرب، منذ إقرار شركة الكهرباء لهذا القرار قبل ثلاث سنوات، انتشر تركيبه بكمية كبيرة بالوسط اليهودي ، كان هذا المجال مربح جدا بحينه بعد أن كان سعر الوحدة التي تدفعه الشركة عاليا، اليوم انخفض سعر الوحدة الكهربائية كثيرا وصل حتى النصف،قبل ثلاث سنوات كان المشروع يدخل أكثر من 12 ألف شاقل شهريا واليوم يصل المدخول لـ 6 آلاف شاقل وأقل.اليوم، من يفكر من العرب أن يركب هذا الجهاز، سيركب وفق السعر المنخفض وبعدما امتلأ السوق بهذه الأجهزة،
ما هي المعوقات الموجودة الأن لدى المجتمع العربي مقارنة بالمجتمع اليهودي؟ وما هو حجم استخدامها بالوسط العربي؟
لا توجد في الوسط اليهودي مشاكل مع تراخيص البناء وهذا الأمر يسهل عملية الموافقة عليها، وحتى أنه في البيوت العربية المرخصة يمكن وجود مشاكل واشكاليات تعيق عملية الموافقة التي تستلزم تراخيص كثيرة .أكثرية المجتمع اليهودي يسمح له وضعه المادي باستثمار مبلغ كبير على هذا الجهاز وحتى أن عملية منح القروض بالوسط اليهودي أسهل بكثير من الوسط العربي.
لذا تجد العديد من العرب معنيون بتركيب هذه الأجهزة ، لكن ظروفهم لا تسمح فمن بين 100 اسم معني يمكن ايجاد 4 أو 5 وبالحد الأقصى 10 يقومون بتركيب الجهاز، أي 10% من المعنيين.
أغلبية المشاكل التي نواجهها بالوسط العربي تتعلق بالاجراءات التنظيمية مع البلديات والوزارات المختلفة، واجهنا عدم تعاون بالبداية من لجان التنظيم بالوسط العربي والذين كانوا يتأخرون علينا بالرد.ركبنا هذه الأجهزة بكمية قليلة جدا بالوسط العربي مقارنة بالوسط اليهودي ، عدد هذه الأنواع من الأجهزة بالشمال أكثر من المركز وهي قليلة جدا في الجنوب،ركب بالوسط العربي ما بين 100 حتى 150 جهاز ركبت على البيوت أو في حظائر الحيوانات مقابل الآلاف الأجهزة بالوسط اليهودي
برأيك كخبير بالمجال، هل تنصح مجتمعنا العربي بالفترة الحالية بالإقبال على تركيب هذه الأجهزة؟
انخفض سعر الوحدة الكهربائية للنصف من شاقلين وعشرين أغورة حتى شاقل و20 أغورة وأقل،لكن هذا جاء بالتزامن مع انخفاض سعر الجهاز الذي وصل سعره للبيت 270 حتى 300 ألف شاقل، هذا الجهاز يباع اليوم 150 ألف شاقل، ومن لديه امكانية والشروط المناسبة لأن يركب الجهاز فإنه يسترجع سعر الجهاز خلال خمس سنوات وباقي المدخولات بالسنوات اللاحقة تكون مربحا له. نحن نعيش بوضع اقتصادي ضعيف ودخل غير مضمون، فالمدخولات من العقد مع شركة الكهرباء تشكل ضمانة اقتصادية ومدخول ثانوي وجيد له.
هل تشجع شركة الكهرباء والحكومة تركيب هذه الأجهزة بالبيوت؟
بالبداية كان التشجيع كثيرا ووضعت العديد من التسهيلات، لكنهم اليوم يخرجون لنا بقوانين جديدة تعيق تنفيذ هذه المشاريع، بدءا من انخفاض سعر الوحدة بشكل كبير، فهناك بعض الشركات الكبيرة بإسرائيل انهارت وتراجعت بسبب هذه السياسة التي خفضت الاقبال على هذه المشاريع، والشركات التي بقيت هي من لديها مشاريع خاصة تدر لديها دخلا.
كيف ترى مستقبل العمل بالمجال؟ هل أنت متفائل؟
أنا أدرك جيدا ومنذ عدة سنوات بأن العمل في مجال الطاقة الشمسية سيتوقف بيوم من الأيام ولن يبقى مجال للعمل به، فانخفاض سعر الوحدة بشكل هائل بهذا الشكل، لن يتشجع الناس على تركيب هذا الجهاز ولذا فإني أتوجه للعمل في المشاريع الكبيرة وهي مجدية أكثر لي كمهندس .
إستمع الآن