أزمة اللاجئين السوريين.. ما هو الحل؟
محمد سويدان
يوميا، يعبر إلى المملكة أكثر من ألف لاجئ سوري، ما أدى إلى زيادة عددهم بشكل كبير، بحيث أصبح يزيد، وفق الاحصاءات الرسمية، على 370 ألف لاجئ. وهناك توقعات في حال ظل توافد اللاجئين على وتيرته، أن يصل عددهم قبل منتصف العام الحالي إلى نصف مليون لاجئ.
والأرقام السابقة تؤشر على مشكلة حقيقية، ليست مرتبطة فقط بالأعباء المالية والإنسانية التي تقع على الدولة الأردنية، وإنما هي مرتبطة أيضا بتوفير حياة طبيعية لهؤلاء الأشقاء الذين اضطرتهم ظروف مأساوية في بلدهم إلى اللجوء إلى المملكة.
الجهود التي يبذلها الأردن لرعاية اللاجئين مهمة وممتازة، ولكنها تصطدم بالواقع وبالإمكانات المالية، فهما يفرضان شحا بالخدمات.فمن المؤكد أن كثيرا من الجهات المحلية والخارجية تبذل جهودا جبارة لمواجهة أعباء استضافة الأردن للاجئين، وهي مشكورة على ما تقوم به لإيواء الأشقاء ومساعدتهم على التغلب على الظروف الصعبة.
ولكن الأمور، وللأسف، تتجه إلى المزيد من الأعباء جراء تزايد أعداد السوريين الذين يلجأون إلى المملكة، وخصوصا مؤخرا. فمع أول من أمس، استقبلت قوات حرس الحدود خلال الأيام الثلاثة الماضية 8893 لاجئا سوريا. وأمس فقط استقبلت 1279 لاجئا خلال 24 ساعة.
والتوقعات بأن ترتفع الأعداد لتصل إلى أرقام كبيرة وخطيرة في آن واحد، ما يستدعي خطوات وإجراءات تتلاءم مع ذلك.
فتوفير البيئة المناسبة، من معيشة وتعليم وصحة وغيرها، يحتاج إلى أموال وإمكانات مادية كبيرة، والأردن لا يستطيع وحده توفير كل ذلك.هناك وعي كبير، وتقدير كبير من قبل دول العالم للأردن نتيجة الدور الذي يضطلع به لاستضافة اللاجئين السوريين. ولكن تفاقم المشكلة يتطلب من غالبية دول العالم، وخاصة المقتدرة منها ماليا، تقديم الكثير، فيما ما يقدم الآن لا يحقق للاجئين السوريين متطلبات أساسية.
فالتعامل مع قضية اللاجئين يجب أن يتغير مع تغير الأعداد والاحتياجات. والحديث الإيجابي عن دور الأردن على هذا الصعيد، يجب أن يرتبط بالفعل وبالقرارات.
فالسوريون اللاجئون إلى المملكة لن تفيدهم الكلمات، أو شعارات التضامن، وإنما إجراءات على الأرض تؤمن لهم خدمات معيشية وصحية وتعليمية ضرورية، وبشكل إنساني يحترم الإنسان، وقيمته، وحاجاته، وكرامته.سيبقى هذا الملف مفتوحا حتى تبادر الدول المقتدرة إلى تقديم المساعدات الضرورية للاجئين.
ولن يفيد على هذا الصعيد الحديث عن الأوضاع الصعبة للاجئين، بل المفيد تقديم المساعدات اللازمة بدون تلكؤ. وبغير ذلك، فإن قضية اللاجئين ستتفاقم، وستزيد من أعبائهم، ومن قسوة الحياة في اللجوء.
الغد