خلص استبيان أعلن عنه منسق عمليات الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في الأردن جوناثان كامبل، إلى أن نصف السوريين يفكرون بمغادرة الأردن، في حال استمرار تدهور وضع المساعدات المقدمة لهم، ما يهدد حياة الكثير منهم في رحلة الموت إلى أوروبا.
هشام أحد اللاجئين المهاجرين وصل إلى ألمانيا مطلع الشهر الحالي بعد رحلة صعبة استمرت 15 يومًا، يؤكد أن سبب مغادرته للأردن يعود إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة، وعدم قدرته على العمل في مجال دراسته، إضافةً إلى انعدام المساعدات المقدمة له ولأهله.
ويتجهز اللاجئ السوري أبو جعفر، للهجرة مع أحد المهربين عن طريق تركيا، لا لأسباب اقتصادية، وإنما لالتئام شمله بعائلته، في ظل الإجراءات المشددة على دخول السوريين إلى الأردن، على حد تعبيره.
الخبير في الاقتصاد الاجتماعي حسام عايش، يرأى أن ضعف المساعدات الفردية أدى إلى زيادة نسبة هجرة اللاجئين السوريين، مشيرا إلى أنّ التجار السوريين أنفقوا على اللاجئين 18 مليار دولار في الأردن، لتتضاءل القدرة على مساندة اللاجئين وذلك مع انشغال الخليج العربي بالقضية اليمنية.
ويضيف عايش بأن انعدام العمل للشباب لا يؤثر فقط على حاجياتهم اليومية، بل على مستقبلهم ككل، الأمر الذي يدفعهم للبحث عن فرصة لاستمرارية عملهم كي لا يبقوا عبئًا على المجتمع.
وتشير الناطقة باسم منظمة الغذاء العالمي شذى المغربي، إلى أن الكثير من السوريين يفضلون الهجرة بـ"قوارب الموت" أو العودة إلى بلادهم مع الخطورة اللاحقة بهم، وذلك لأنهم لا يستطيعون تأمين حاجياتهم الأساسية.
يذكر أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أعلنت مؤخرا أن أكثر من 700 ألف مهاجر ولاجئ معظمهم من السوريين، وصلوا إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط منذ بداية العام الحالي، في حين قضى منهم أكثر 3210 لاجئين غرقا قبل وصولهم.