مغادرة سليمان: قرار سيادي لا يعني “القطيعة” مع سورية

مغادرة سليمان: قرار سيادي لا يعني “القطيعة” مع سورية
الرابط المختصر

خرجت الحكومة الأردنية عن صمتها الطويل إزاء تصريحات السفير السوري بعمّان بهجت سليمان التي كانت مستفزة في بعض الأوقات ووصلت حد الملاسنة مع شخصيات رسمية أردنية، بما هو غير متوقع في هذه الفترة، حيث طلبت منه مغادرة البلاد خلال 24 ساعة.

بهجت سليمان وصل الأردن كسفير ممثل لبلاده عام 2009، وكان قد حصل على تمديد مدة تمثيله لبلاده في الأردن لمدة عام قبل شهر فقط، وكانت تصريحاته دوماً مثار جدل كما هي الأزمة السورية التي أحدثت انقساماً في الشارع الأردني.

الجانب الرسمي الأردني الذي طلب من سليمان مغادرة البلاد برر طلبه بسبب “اساءة السفير المتكررة عبر لقاءاته الشخصية وكتاباته في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والموجهة ضد المملكة الاردنية الهاشمية وقيادتها ورموزها السياسية ومؤسساتها الوطنية ومواطنيها”.

وحسب البيان الصادر من وزارة الخارجية فإن “إساءات سليمان لم تتوقف رغم التحذيرات المتكررة له بعدم استغلال الضيافة الأردنية لتوجيه الاساءات ومنذ فترة طويلة”.

وكان وزير الخارجية ناصر جودة قد وجه “إنذاراً نهائياً” لسليمان منتصف العام الماضي يطالبه فيه بالتزام الأعراف الدبلوماسية والكف عن عن اي لقاءات وتصرفات وتصريحات من شأنها ان تمس الاردن بكافة مكوناته ومؤسساته الدستورية.

وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع بدء التجهيز للانتخابات الرئاسية السورية، وتوجه الأردن لمنع إجراء الانتخابات، خوفاً من أي أعمال عنف قد تجري بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السوري بشار الأسد.

وقابل سليمان التوجهات الرسمية بالتأكيد على إقامة الانتخابات في مقر السفارة ودعوة المواطنين السوريين في الأردن إلى ممارسة حقّهم الدستوري في انتخابات الرئاسة السورية، التي ستجري في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

المحلل السياسي محمد شريف الجيوسي يرى أن قرار طرد السفير خالف الصواب لما له من أثر سلبي على الانتخابات الرئاسية، والتي يفترض أن تسهل الحكومة اجراءاتها خصوصاً بعد تسجيل آلاف السوريين فيها.

وعلى الرغم من أن حكومة الأردنية ترفض وجود سليمان على أرضها إلا ان هذا لا يعني رفضها للعلاقات الدبلوماسية مع سورية، حيث يحق للجانب السوري تسمية شخصية تخلف سليمان بشرط قبول وموافقة الأردن على هذه الشخصية.

ويعتبر الخبير الدستوري ليث نصراوين الطلب الأردني بمغادرة سليمان لأراضيها قراراً يرقى الى الطرد وهو قرار سيادي مطلق للأردن، بعد مطالبة الحكومة السفير السوري بالامتناع عن التصريح والتوقف عن اللقاءات دون جدوى.

فيما يوجه محمد شريف الجيوسي أصابع الاتهام الى دول خارجية عربية مارست ضغوطها على الأردن لطرد السفير.

ووفقاً لبيان الخارجية فإن سليمان “استخدم الاراضي الأردنية لتوجيه الاساءات المباشرة لدول عربية شقيقة وجارة للأردن، وقياداتها، والتي تربطها بالأردن اوطد العلاقات الاخوية وامتنها”.

الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني تحدّث لـ”قناة العربية” بأن إن قرار طرد السفير السوري بهجت سليمان من عمّان لا يعني تغييرا في سياسة الأردن تجاه سوريا والأزمة السورية.

يشار الى أن سورية تخلو من وجود سفير رسمي للأردن بعد إحالة السفير السابق عمر العمد الى التقاعد بداية العام الجاري، كما تحتوي السفارة الأردنية على عدد محدود من الدبلوماسيين حيث توقفت السفارة عن العمل بكامل طاقمها منذ شهور.