مطبخ انتاجي لسوريات وأردنيات في اربد يمكنهن اقتصاديا

الرابط المختصر

اباء الحوامدة-راما عازم-سوريون بيننا

من أجل تحسين واقعهن المعيشي والتغلب على الوضع الاقتصادي بدأت ست
نساء أردنيات وسوريات قبل نحو عام بمشروع مطبخ إنتاجي في اربد، بعد تلقيهن تدريبا
على صنع الحلويات والمأكولات الشرقية.

وتقول السيدة السورية نوال الفهد، 46 عاما، والتي قَدمت من درعا قبل
خمس سنوات، إن عملها في المطبخ أضاف إلى خبرتها أصنافا ونكهات من المطبخ الأردني
لم تكن تعرفها من قبل، من خلال العمل مع زميلاتها الأردنيات اللواتي اكتسبن من
مهاراتها، وهو ما أعطى مطبخهن تميزا بنكهته الأردنية السورية، حسب وصفها.

وتضيف الفهد أن البداية كانت عقِب تلقين تدريبا مع منظمة العمل
الدولية في أحد مطابخ الحلويات في اربد، حيث التقت بشريكاتها واتفقن على تأسيس
المطبخ، الذي بات يقدم جميع أنواع المأكولات الأردنية والسورية وحتى الشعبية منها،
إضافة إلى الحلويات الشرقية والغربية.

نعيمة البدور، الشريكة الأردنية، تحدثت لـ “سوريون بيننا” عن أهمية
المشروع الذي أعطاها مهارات جديدة اكتسبتها من خلال عملها مع النساء، حيث تعلمت
المزيد من أصناف الطبخ واتقانها، إضافة إلى آلية التواصل مع الزبائن وإقناعهم
بجودة المطبخ.

وتؤكد البدور أن المطبخ الذب بدأ بأدوات بسيطة، مكنهن من المشاركة في
عدة بازارات وشاركن قصة نجاحهن في مؤتمر لنساء عربيات بهدف تحفيز السيدات على
العمل، مشيرة إلى أن نجاحهن يعود إلى انسجامهن وعملهن بروح الفريق الواحد.

المطبخ الذي لقي رواجا في اربد، لإنتاجه جميع أصناف المأكولات الشعبية
وغيرها، إضافة للحلويات، يتميز بأسعاره المناسبة والمنافسة.

وتضيف منتهى الزعبي، احدى زبائن المطبخ، أن نظافة المكان ومذاق الأكل
والتعامل المرن وتوفير أصناف معينة عند طلبها، جعلها تتردد باستمرار.

وتمكنت النساء السوريات من استصدار تصاريح عمل ليتمكن من العمل بشكل
قانوني وتجنبا لأي مخالفات تتسبب بمشاكل للمشروع، الذي أحدث تغيرا إيجابيا في
حياتهن وحياة أسرهن اقتصاديا.

وبدأ الأردن باستصدار تصاريح عمل للاجئين السوريين بعد مؤتمر لندن عام
2016، حيث قال رئيس وحدة اللجوء السوري في وزارة العمل حمدان يعقوب، إن 132340
سوريا حصلوا على تصاريح عمل، بينهم 5878 من النساء، أي ما نسبته 5%.

وعزا يعقوب انخفاض أعداد النساء الحاصلات على تصريح عمل لأسباب تتعلق
بثقافة المجتمع السوري القريبة من ثقافة الأردنيين، وإلى طبيعة المهن المتاحة
للسوريين والتي ترفضها المرأة.

الخبيرة في مجال المرأة عطاف الروضان على اهمية تمكين النساء اللاجئات
ويجب على الجميع العمل عليها سواء في الدول المضيفة او بمجتمع اللاجئين نفسه حتى
يصبح بمقدورهن ان يقدموا الأفضل لعائلاتهم ومجتمعاتهم الصغيرة.

بينما يرى الخبير الاقتصادي والاجتماعي مازن مرجي أن تنفيذ مشاريع
استثمارية مشتركة بين المواطن الاردني واللاجئ السوري يساهم في توفير فرص العمل
واكتساب الخبرات في مجالات عدة.

وأشار إلى أن الشراكات بين السوريين والأردنيين تساهم في اندماج
اللاجئين السوريين في الأردن، خاصة وأن البيئة الاجتماعية الأردنية الحاضنة
للاجئين بيئة مرحِّبة ومشابهة للبيئة السورية.