"كباتن الزعتري" يتنافس على جائزة أفضل فيلم وثائقي في جائزة الأوسكار

الحالمون المخلصون لأحلامهم لا تعيقهم الظروف لا يدعونها تصرفهم عما يتمنون، يناضلون بالمعنى الحرفي للنضال من أجل أن ينالوها، يصبرون في ضيق الطريق ليَفرحوا و يُفرِحوا عند اتساعه.

 في المخيمات لا شيء ينمو كما يجب كما الأحلام.

محمود الداغر وفوزي قطليش شابان سوريان لاجئان في الأردن. فرا من ويلات الحرب في مدينة درعا جنوب سوريا  منذ تسع سنوات إلى مخيم الزعتري في الأردن وعلى الرغم من معاناتهما وظروفهما الصعبة إلا أن حب وشغف كرة القدم جمعهما معا.ليصبحا أبطال فيلم"كباتن الزعتري" وسفراء كأس العالم 2022.

بعد أن تبدلت الظروف بسبب الحرب أصبحت كرة القدم هي الأمر الوحيد الذي ينسيهم أحزانهما، ومعاناتهما، ومأساة اللجوء، وتعد متنفسا" لهم في حياة ضيقة للكثير من أمثالهم

لتظهر مهاراتهم وتفوقهم بشكل ملحوظ مما لفت نظر المخرج المصري "علي العربي" خلال زيارته للمخيم ليقرر الأخير أن يدعم حلمهما، ويساندهما، وينقل حكايتهما للعالم عبر فيلم (( كباتن الزعتري )).

يقول فوزي إنه "عندما جاء المخرج علي العربي إلى المخيم لم يبدأ بالتصوير، وإنما تحدث لنا، وشاركنا اللعبة، ولم نكن نشعر بوجود كميرا تلتقط تصرفاتنا مما أعطى الفيلم واقعية حقيقة."

أما محمود يقول إنه "كان من الصعب أن يمنح اللاجئ الثقة لأي شخص، لكن جمعتنا ست سنوات من التصوير مع المخرج، وقال لنا منذ البداية أن هذا الفيلم سيشاهده كل العالم، وهناك من سمعوا عن المخيم لأول مرة من خلال الفيلم."

ليبتسم لهم القدر حين أتت أكاديمية إسباير القطرية الرياضية وتم اختيارهم ضمن مجموعة من المواهب لتشكيل فريق أحلام سوريا وينتقل الفريق للمشاركة في بطولة كبيرة تذاع على شاشات التلفزيون.

حيث ذكر فوزي لـ "سوريون بيننا" أن هذه البطولة كانت من أفضل المرحل التي مرت في حياته.

وعبر محمود من جهته أنها كانت تجربة ممتعة خاصة بوجود فرق كبيرة مثل: روما الايطالي، والأهلي السعودي، وغيرهم من الفرق القوية.

ليتم عرض الفيلم بعدها، ولأول مرة في مهرجان "صندانس السينمائي" وتم اختياره ليكون ثاني أفضل فيلم في المهرجان وحصل أيضا" على جائزة أفضل فيلم عربي وثائقي طويل في حفل مهرجان "الجونة السينمائي".

وفي هذا السياق يقول فوزي : فرحة كبيرة جدًا مجرد التواجد في مهرجان الجونة، والخروج من المخيم لتمثيل اللاجئين، والحديث عنهم هو فخر ومسؤولية في ذات الوقت.

وأشار محمود إلى أن اللاجئ لا ينتظر شفقة من أحد وإنما يحتاج إلى فرصة يبرز من خلالها موهبته للعالم.

وقد حصل الشابان على فرصة لحضور حفل تكريم مهرجان "أجيال السينمائي" بالعاصمة القطرية الدوحة، وقامت اللجنة القطرية المنظمة لكأس العالم 2022

بمفاجأة من العيار الثقيل حيث اختارت محمودا، وفوزي كسفيرين لكأس العالم 2022.

ليعتبر فوزي هذا الإنجاز نصرًا  للقضية التي تعبر عن اللاجئين السوريين في مختلف العالم.

ويضيف محمود بأن أحلامهم تغيرت من أن يصبحا لاعبين محترفين لكرة القدم إلى الإيمان بمسؤوليتهما تجاه اللاجئين لا سيما،و أن الشباب يتخذوهم قدوة هو وفوزي.

ويذكر انه قد تم إدراج الفيلم ضمن القائمة الطويلة للأفلام المرشحة"للأوسكار" وان الحلم أصبح اقرب إلى الحقيقة،  والسؤال الذي يطرح نفسه إلى أي قدر يمكن أن يشكل هذا النجاح حافزًا  لباقي أطفال مخيم الزعتري بشكل خاص،  وباقي أطفال مخيمات اللجوء بشكل عام ؟

حيث أن المخيمات مليئة بالقصص،  والحكايات المفعمة،  بالأمل والطموح والتي تستحق السرد مثل قصة محمود وفوزي.

أضف تعليقك