يعبر اللاجئون السوريون الحدود الأردنيّة يومياً هرباً من القصف المتواصل والعشوائي، أو من اعتقال تطال يده الجميع دون استثناء، مما يجعل المنافذ السورية إلى الأردن تشهد تدفقاً بأعداد متفاوتة تزداد أو تنقص بحسب اشتداد وتيرة المعارك هناك.
تتباين أوضاع اللاجئين الواصلين بسلام، لكن القاسم المشترك بينهم جميعاً هو حالات الهلع والخوف التي يمرّ بها اللاجئ أثناء رحلة عبوره متسلّلاً إلى الأردن عبر طرق زراعية أو صحراوية، قد تفتح أمامه باباً جديداً للحياة إن عبرها بسلام أو يلقي به رصاص الجيش السوري النظامي إلى الموت.
تصف عائشة هذه الرحلة بالخطرة التي قد لا ينجو منها أي لاجئ إذا لم تكن بحسب قولها " محسوبة "، وتشير إلى أن سبب هروبها وزوجها من درعا هو خوفها على أولادها من الإعتقال، فسياسية الجيش النظامي تقضي باعتقال الابن بديلاً عن الأب لاستدراج العائلة برمّتها.
وعن استقبال الحرس الحدودي الأردني للاجئين يقول أبو إسلام من درعا أن المعاملة كانت جيدة، وأنهم قوبلوا بالتّرحاب وقد باشر الحَرس بإرسال المصابين لمداواتهم في المشافي الأردنيّة، ويضيف:" لا يمكن أن أنسى كيف ضمّني أحد الحرس، وهذا قد يُشعِر أي لاجئ أنه أصبح بأمان".
من دمشق إلى الحدود الأردنيّة استمرت رحلة أبو أحمد عدّة أيام سارَ فيها مع أربعين لاجئاً آخرين بحذر كما يقول، لكن الأصعب كما يشير أبو أحمد أن تنتظر الموت في أيّ لحظة أثناء مسيرك داخل الأراضي السورية التي تحفّها قوات النظام السوري وتطلق النّار على أي شيء يلوح لها.
الناشط السوري وليد العمر يؤكد أن مسير اللاجئين في المزارع والبساتين هرباً إلى الأردن لا يتمّ بمفردهم، بل إن هناك عناصر من الثوار ترافقهم في رحلتهم اللّيليّة يعملون على إيصال اللاجئين إلى أقرب نقطة للحدود الأردنيّة تتسلّمهم السلطات الأردنيّة بعد ذلك.
رحلة لجوء محفوفة بالموت، يعبرها اللاجئ السّوري ليرى بصيص حياة يلوّح من بعيد، إلى حين عودة السوريين إلى وطنهم.