دمشقيون يجسِّدون تراثهم في عمّان

دمشقيون يجسِّدون تراثهم في عمّان
الرابط المختصر

إسراء عوض-إسلام الأحمد-سوريون بيننا

مشاهد ثقافية بتنا نشاهدها كل يوم وفي كل الأمكنة التي قصدها السوريون
في الأردن حاملة بين طياتها عبق تاريخ سوريا وتراثها، من الحرف اليدوية إلى
العراضة الشامية.

ففي أرض لجوء لا يملكون فيها سوى ذكريات جميلة وتراث عريق يجد هؤلاء
السوريون مساحة يجسدون فيها أصالة الوطن وتراثه، لحفظ ثقافتهم من الضياع وخاصة بعد
الحرب، التي شردت الملايين منهم، والدمار الذي سببته وما ساهمت به من ضياع الثقافة
السورية والخوف من ضياعها.

واحد من آثار هذه الثقافة هو فن الأرابيسك الدمشقي، أو ما يعرف
بالرسم على الخشب، وهو فن أموي قديم عمره يزيد عن 1300
عام، ورثه الدمشقيون جيل بعد جيل.

الدمشقي أحمد نعسان من مدينة دوما بريف دمشق، قال إنه تعلم مهنة الرسم
على الخشب منذ صغره وأتقن الصنعة لتخرج من بين يديه تحفة فنية فريدة، وبعد لجوئه
إلى الأردن نقل حرفته إلى عمان لتكون تحفة فنية تثير إعجاب السائحين وأبناء الأردن.

ويعتبر نعسان أن هذه المهنة من أكثر المهن حاجة الى الوقت والجهد
مقارنة مع سعرها إضافة الى صعوبة تسويق أعمالهم.

ويسعى أحمد لبقاء هذه المهنة مستمرة، من خلال تعليمها للجيل الجديد
من السوريين والأردنيين كونها تراث أموي امتدت عراقته على جميع دول بلاد الشام،
متأملا ان يضيفوا لها من إبداعهم وذوقهم.

أما في الحمام الدمشقي تحضر العراضة الشامية ويرقص السيف على دقات
الطبول، هذا المشهد الذي افتقدته السوريون على أرض اللجوء، وتشوق لتجربته كل من
سمع عنه.

قائد فرقة سيوف الشام، إياد الشامي المكنى بأبي عامر نقل فرقته من
حارات دمشق إلى عمان، لتضيف تنوعا ثقافيا إلى جانب الزفة الأردنية والزفة
الفلسطينية.

ويؤكد أبو عامر أن "هناك قبولا كبيرا من قبل الأردنيين للتراث
السوري، خصوصا أن المسلسلات الشامية نقلت جزءأ من هذا التراث، وتركت طابعا مميزا
ومنها الزفة الشامية أو العراضة التي تعدّ من أكثر الزفات طلبا في الأفراح لتضمنها
مشاهد تمثيلية واستعراضات مثل الضرب بالسيف.

وأشار إلى أن مشاركته ببعض المسلسلات الشامية زادت من شهرته، كمسلسل
"الزعيم’’ وباب الحارة والمفتاح وبقعة ضوء وغيرها.

ويحرص أبو عامر على حفظ هذا الفن ونقله الى أبنائه لإبقائه حاضرا في
وقت يفنى فيه الانسان ويبقى التراث.

اما السيدة الأردنية عطاف الروضان قالت إن هذا المزج أعطى فرحة
لأبناء الأردن بعد أن فقدوها خلال الحرب وعدم قدرتهم على زيارة سوريا، فكان نقلها
فرصة ليعيشوا الأجواء السورية في الأردن بامتياز.

الخبير
الاقتصادي والاجتماعي حسام عايش يرى أن هذه المهن
والحرف أحدثت تشاركاً بين الأردنيين والسوريين، وأضافت تنوعا في السوق الأردني
بوجود منتجات لم تكن موجودة سابقا، لافتا إلى أن هذا التنافس في سوق العمل لا يؤثر
بشكل مباشر على العاملين الأردنيين بأن يكون اللاجئ قد أخذ فرصة عمل لغيره.

ومزجت هذه الفنون التراثية المهارة بالعراقة وبين أبناء البلدين،
لتكون سوريا حاضرة في قلب الأردن وفي أذهان أبنائها، ولتبقى باقية بتراثها
وتاريخها الذي يرافقه دقات قلب تنبض شوقا للبلاد.

أضف تعليقك