تلوث يهدد مياه الشرب في مدينة السلط

الرابط المختصر

في وقت يكون فيه الأردن ثاني أفقر الدول عالميا في المياه، يحذر رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس خالد الخشمان، من تلوث مياه شرب مدينة السلط، ذلك بسبب اختلاط مياه الصرف الصحي القادمة من منطقة شفا العامرية (المنطقة المرتفعة) مع مياه عين الأزرق (المنطقة المنخفضة) التي تغذي محطة مياه الشريعة والتي تعد مصدرا لمياه الشرب فتتلوث، مشيرا إلى أن المسؤولية تقع على عاتق سلطة المياه.

هذه التحذيرات تأتي في ظل استكمال تأسيس شبكة الصرف الصحي ومحطة الرفع الجديدة لشفا العامرية بمدينة السلط، إذ ظهرت تخوفات من تلوث مباشر للمصادر المائية.

بدوره نفى مدير الصرف الصحي المهندس مجدي الغراغير في مديرية مياه البلقاء، أي ادعاء عن تسرب مياه صرف صحي من الشبكة الى مياه الينابيع حيث قامت المديرية بجميع الاحترازات اللازمة لتجنب أي تلوث، موضحا أنه تم تحديد موقع أسفل ترخيص السلط وإغلاق المنهل بواسطة سدادة والتنسيق مع السلطة والمركز وتخصيص مبلغ مالي لطرح مناقصة لنضح المنهل لضمان عدم حدوث أي فيضان في مجرى الوادي لحين الانتهاء من بناء محطة الرفع.

وأكد الغراغير في حديث لـ "عمان نت" أن جميع خطوط شبكة الصرف الصحي جاهزة على أكمل وجه وتم طرح عطاء، وأحيل المشروع للمقاول وسيباشر العمل عليه بالأيام القليلة القادمة، إذ بين أن كلفة بناء محطة الرفع بوادي الأزرق هي مليون ونصف المليون دينار، وسيستغرق بناؤها من سبعة أشهر إلى سنة على الأقل، نظرا لحجمها حتى تتناسب مع كميات المياه المطلوب نقلها، مشيرا إلى أن النضح بالوادي سيكون بشكل دوري حتى لا تتشكل أي مكرهة صحية في المدينة.

وبخصوص ذلك قال مصدر مسؤول، فضل عدم ذكر اسمه، إن المشروع لا يزال قيد التنفيذ ولم ينتهي بعد، وقد بدأ المواطنين بالشكوى قبل وصول المشروع لمراحله الأخيرة وربطه مع محطة الرفع المفترض انشاؤها بوادي الازرق وأفاد أن، بحسب اتصالاته ومتابعته مع مدير ادارة مياه محافظة البلقاء المهندس محمد العمايرة، العطاء لمحطة الرفع قد طرح لربط وادي الازرق مع وادي شعيب وأضاف أن هناك احتمال كبير لتعرض مياه عين شريعة وعين الأزرق لتلوث بمياه الصرف خصوصا أن الشتاء مقبل على الأبواب.

المهندس البيئي أسامة عليمات قال إن التلوث يعتمد على نوعية المياه المغذية للصرف الصحي والذي أتضح انها مياه صرف صحي منزلية حيث ستكون مياه مشبعة بالمواد الكيميائية نتيجة سكب مواد التنظيف من المنازل والتي ستؤدي الى تلوث كيميائي ليؤدي بدوره الي تدمير تربة الأراضي الزراعية المحيطة بالمنطقة مؤكدا أنها ستتلف ولن تصبح قادرة على حمل اي مزروعات لاحقا.

وأضاف ان هناك فرصة كبيرة لانتقال الأمراض المعدية في المياه كمرض " السل والكبد الوبائي ".

اما بخصوص ينابيع المياه فقد علق ان نسبة الكربون العضوي في المياه الصالحة للشرب ستزداد نتيجة مياه الصرف وعليه فان المياه ستتلوث وستصبح غير صالحة للشرب.

وتبقى المياه على شفا حفرة من التلوث والمسؤولين كل منهم على رأي مناقض للآخر، أما خيار المواطن الوحيد فهو انتظار الانتهاء من محطة الرفع وإكمال المشروع.