التنوع الاثني والثقافي في السلط يجذب مشاريع حول التنمية المستدامة

إن عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية حاجة لا بد منها وذلك لا يتم إلا من خلال تلبية احتياجات الوقت الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها وهذه ما يسمى بـ " التنمية المستدامة " والتي يندرج تحتها العديد من المجالات فهي تدخل في السياسة والأعمال والثقافة والصحة والإعلام أيضاً.

أهداف التنمية المستدامة عديدة وتسليط الضوء عليها وعلى دور الشباب في تفعيلها وأن تكون أكثر فاعلية وأن يكونوا أكثر وعياً بها، هذه نقطة واحدة من مشروع تمكين الشباب الأردني حول أهداف التنمية المستدامة في المواد 5/11/16 من خلال الإعلام.

وقالت لينا الحاج الباحثة ومنسقة مشروع تمكين الشباب الأردني حول أهداف التنمية المستدامة في معهد غرب أسيا وشمال أفريقيا " WANA  " أن المعهد يهدف الى وضع سياسات وأوراق سياسات حول 3 محاور منه التنمية المستدامة، والأمن الانساني، والعدالة المجتمعية ومنها يتفرع مشروع تمكين الشباب الأردني للمدافعة عن أهداف التنمية المستدامة 5/11/16 من خلال الإعلام، الذي تم تنفيذه في بهدف  تمكين 20 شابًا وشابةً – من محافظة البلقاء للمدافعة عن أهداف التنمية المستدامة 5 و11 و16 عبر استخدام أفلام الهواتف المحمولة"

وأوضحت الحاج أن 5 تعني المساواة بين الجنسين، 11 تعني نحو مدن مستدامة وآمنة، 16 تعني العدالة والسلام والمؤسسات القوية، وهذه المحاور الثلاثة متكاملة الهدف منهم خلق جو آمن وسلام بعيداً عن الفقر وبالرغم من اختلافهم الا انهم متقاطعات مع بعض ويؤدوا الى فكرة السلام في المنطقة.

وأضافت أنه تم اختيار السلط لأن فيها تنوع اثني وديني وثقافي وغيره وفيها العديد من المشاكل تتقاطع مع الثلاثة محاور، وأنها ستكون مقدمة لعدة محافظات أخرى.

ومن المعروف عن السلط يقطنها سكان أردنيين من خلفيات ثقافية ودينية متعددة من مختلف المحافظات وبلاد الشام، وهي غنية بتراث انساني وحضاري مميز.

وأكدت الحاج أن الإعلام وسيلة مرئية ومهمة، إذ تم تدريب المشاركين على إنتاج أفلام قصيرة باستخدام هواتفهم، ليتمكنوا من إيصال فكرة أو مشكلة وحلول وتوصيات من خلال فلم قصير درامي والنتائج أو المواضيع كانت عن المساواة بين الجنسين والتحرش في بيئة العمل، وتعنيف المرأة والتخطيط الجغرافي لمدينة السلط وعمالة الأطفال.

وأشارت إلى أنه تم اختيار المشاركين في المشروع  بناءً على معايير و تدريبهم من خلال ورشة عمل حول أهداف التنمية المستدامة 5 و11 و16، مع التركيز بشكل خاص على المهارات الفنية والتجربة العملية في تصوير الفيديوهات والتصوير الفوتوغرافي (عن طريق استخدام هواتفهم الذكية) قام المتدربين بإنتاج 7 مقاطع فيديو مصورة تحتوي على تعليق حول قضية المجتمع المحلي المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة 5 و11 و16 لتتنافس بالفوز ويتم اختيار ٣ من بينها الأفلام هي ( عمالة الأطفال ،التحرش الواقع على النساء في بيئة العمل، تهيئة المدن للأشخاص المكفوفين ،حقوق النساء والصور النمطية حول أدوار النساء في المجتمع ، المساواة بين الجنسين،الطلاق،العنف المبني على النوع الاجتماعي  )

 

وبينت الحاج " أن المواد الفلمية الفائزة ستنشر وسيتم عرضها في جامعات ومراكز أبحاث في السويد، والأفلام التي لم يحالفها الحظ سيكون هناك دائرة مستديرة مع صناع القرار في الاردن لنشرها.

واختارت لجنة تحكيم الممولين من السويد ٣ أفلام (التحرش الواقع على النساء في بيئة العمل، تهيئة المدن للأشخاص المكفوفين، حقوق النساء والصور النمطية حول أدوار النساء في المجتمع)

وستسافر الأفلام الفائزة إلى السويد في زيارة تبادل للقاء الطلاب السويديين وتقديم ما توصلوا إليه من نتائج محلية والتعرف على النتائج في السويد. كما سيتلقون تدريبات من خبراء سويديين محترفين في مجال التواصل الإبداعي.

 

ومعهد غرب أسيا وشمال أفريقيا " WANA  " مؤسسة فكرية غير ربحية يترأسها الأمير حسن بن طلال يعمل على هذه المشروع في محافظة البلقاء وعمل مع شباب البلقاء لإنتاج أفلام، إذ توضح الحاج أن سبب تسمية المعهد بهذه الاسم يهدف الى البعد عن مصطلح الشرق الأوسط بسبب ارتباط الشرق الاوسط بالسياسة ولكون المعهد يؤمن بأن هذه منطقة إنسانية بعيداً عن التوزيع الجغرافي السياسي.

أضف تعليقك