موسيقى "الهيب–هوب تجتاح الأردن بلغته (فيديو)
في ظل انفتاح العالم على بعضه تأثرت الحضارات المختلفة بشتى الأمور الخارجة عن ثقافتها المألوفة ودخل ضمن هذه الثقافة الكثير من المدخلات الغريبة عنها في كل المجالات، سياسياً واجتماعياً بل وحتى فنياً؛ ولا مثال أبرز من ذلك من موسيقى "الهيب هوب" التي باتت تغنى باللغة العربية بل وباللهجات المحلية في السنوات الأخيرة.
أماني ومي مغنيتان من فلسطين تشكلان فرقة "دمار" تؤدي الراب العربي منذ ثلاث سنوات جاءتهما فكرة أن تغنيا الراب باللغة العربية باعتبار نوع موسيقى الهيب هوب بشكلٍ عام نشأ للتعبير عن الاحتجاج على وضعٍ ما يعاني منه الناس، وفي نفس الوقت استهواهما هذا النوع من الموسيقى تحديداً فقررتا الدخول فيه للتعبير عن همومهن و هموم الناس عامةً وخصوصاً جيل الشباب من عمرهما.
و تؤكد مي لكاميرا عمان نت أن الإقبال على موسيقاهم تزداد مع الوقت، بينما تقول أماني أن البداية لم تكن سهلةً حيث لم يتقبل الناس أسلوب الهيب هوب من ناحية اختلاف شكله كملابس و إكسسوارات وثقافة، لكن عندما استوعب الناس وخاصةً الشعب الفلسطيني الذي أتيا منه أن كلمات أغانيهم تعبر عن همومهم كشعب فإنهم أقبلوا عليه بشكلٍ كبير وأصبحوا يهتمون به.
أما عن المواضيع التي تطرحها أغاني "دمار" تقول الفتاتان أن أغلب المواضيع هي إما سياسية أو مواضيع تعبر عن الأمور التي يمر بها الشباب في هذه المرحلة من حياتهم. كانت أماني ومي في الأردن في إطار تقديم عرض موسيقي للشباب الأردني.
معد ومقدم البرامج الفنية على قناة "دبليو تي في" محمد الباير يرى أنه وإن كان يجب أن يكون حيادياً إلا أنه لا يفضل هذا النوع من الموسيقى شخصياً لأنه لا يعتبره فناً فمن جهةٍ ليس فيه طرب وليس فيه نغمٌ موسيقي، برغم من وجود القليل النادر الجيد على حد تعبيره.
ويقول محمد أنه لم يتطرق في برامجه مسبقاً لهذه الموسيقى حيث أنه إضافةً لكونه ليس من مشجعيها فإنه لم يجد فئةً كبيرةً من الناس تهتم بهذه الموسيقى رغم تأكيده وجود الكثيرين ممن يتابعون أخبار البوب والهيب هوب الغربي.
ويعزي محمد ذلك إلى أنه لم يسبق و مر عليه أغانٍ تقدم الراب العربي بمضمونٍ وكلماتٍ مميزة وتوصل رسالة، ويقول أنه "برغم أن مقدمي الراب العربي يحاولون إيصال رسالةٍ إلا أن هذه الرسالة مع الأسف لا تصل" وقد يرجع ذلك لعدة عوامل أهمها تناسق الكلمات مع الألحان.
من ناحيةٍ أخرى لا ينكر محمد وجود ما أثار إعجابه من الراب العربي وقدم مثالاً على ذلك أغنيةً لفرقة شبابٍ مغربيةٍ تغني الراب قدموها مع الفنانة سميرة سعيد وكانت من نوع الهيب هوب العربي لكن ذلك مرجعه النوعية في المادة المقدمة.
وأكد أنه قد يتطرق لهذا النوع من الفن مستقبلاً في برامجه إذا ازداد الإقبال عليه أولاً و إذا كان مستواه نفسه قد تطور لمرحلةٍ راقية تسمح له أن يدخل ضمن الأنواع الأخرى من الفنون.
جميل المحاميد شاب يسمع الأغاني العربية لكن يفضل عليها الغربية، لم يتحمس كثيراً لأغاني الراب باللغة العربية حيث يقول أنها ليست من أنواع الأغاني التي يفضل سماعها ويرى بالمقابل أنها عادية.
أما مهدي عبد الله الذي يسمع أيضاً كلا اللغتين لكنه يفضل العربية يرى أن الراب العربي صرعةٌ جديدة وهو شخصياً يفضل أن تحافظ الأغاني العربية على التقاليد المتعارف عليها و الكيفية التي اعتاد عليها الناس من الأغاني، لكنها قد تكون طريقةً جيدةً للتعبير عن الرأي بشرط أن لا تتحول لما نراها عليه في كثيرٍ من الأحيان وهو التقليد الأعمى للغرب.